منذ 7 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8

أصبحت الخدمة المنزلية ظاهرة شائعة في لبنان، فكثيراً ما نرى فتيات آسيويات يدفعن عربة التسوق أمام "المدام" في المتاجر الكبيرة، وفتيات إفريقيات يحملن حقائب كبيرة، وعدة السباحة على الساحل، وغيرهن من عاملات المنازل يقمن بأعمالٍ عديدة، والهدف الأساسي لديهن السعي خلف لقمة العيش لتأمين القُوت لعائلاتهن، لكن أبرز حق من حقوقهن أن نعاملهن كإنسان فقط إذا كنا نملك جزءاً بسيطاً من الإنسانية.

لكن ما لا يخطر في البال أن يكون عصر العبودية قد عاد في القرن الحادي والعشرين بتجليات جديدة ومظاهر حديثة، وما لا يصدّق أنّ هذا يحدث في لبنان في بلد الحضارة والانفتاح، خاصة بعد أن شاهدنا الفيديو الذي نُشر على صفحة "وينيه الدولة" على موقع فيسبوك، والذي أظهر تفاصيل غاية في البشاعة عن ظاهرة استعباد خادمات البيوت.

فبعد الضرب والإهانة التي يتعرضن لها في بيوت بعض المخدومين ظهر من خلال هذا الفيديو مظهر من مظاهر العبودية الحديثة حيث حشرت إحدى السيدات خادمتها في صندوق السيارة لتفسح بالمجال لأبنائها ليشعروا بالراحة على المقعد الخلفي للسيارة في حين لم يتبق للخادمة إلا مساحة صغيرة تخرج رأسها منها لتتنفس.

وقد لاقى هذا الفيديو تفاعلاً بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي فكان هناك المؤيد والمعارض حيث برّر البعض تصرف تلك السيدة في حين هاجمها البعض الآخر معتبرين أن الضمير قد مات منذ زمن.

وبعيداً عن الأخذ والرد وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت تلك السيدة إلى القدوم على مثل هذا الفعل، من المؤسف جداً أننا نرى هذا في بلد يدّعي أبناؤه التحضّر وهم مجرّدون من كل معاني الإنسانية، فهذه هي العقلية السائدة في لبنان تجاه العاملات الأجنبيات فهُنّ خادمات أقرب ما يكُنّ إلى العبودية، دون حسيب أو رقيب ولا حتى قانون يحمي الخادمات أو يحاسب المخدومين.

لذا نضع هذا الفيديو برسم الضمير الإنساني ليبقى الإنسان هو إنسان بإختلاف جنسيته أو لونه أو دينه أوعمله... علّنا فعلاً نصبح عنواناً للحضارة..

وكل التمنيات من موقع Liban8  أن يكون الضمير لم يمت فعلاً وأن تكون الإنسانية ما زالت حية....



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024