منذ 7 سنوات | صحة عامة / وكالات

أدّت جرعة منخفضة من دواء السكري ميتفورمين إلى زيادة ملحوظة في موت الخلايا السرطانية، في تجربة أجريت على 39 مريضاً بالسرطان وغير مصابين بالسكري.

على الرغم من أننا بحاجة لإجراء مزيد من الدراسات قبل اعتماد هذا الدواء لعلاج السرطان، فإن النتائج تبدو واعدة، خاصة أن الآثار الجانبية للميتفورمين تكاد تكون معدومة.

أثر جانبي محبب

يترافق استخدام الأدوية عادة ببعض الآثار الجانبية غير المرغوبة، مثل اضطراب المعدة والصداع وعدم القدرة على تشغيل الآليات الثقيلة، غير أن أحد الأدوية المستخدمة لعلاج السكري أظهر أثراً جانبياً، إيجابياً للغاية، فهو يساعد على مكافحة السرطان.

لاحظ الباحثون أن مرضى السكري الذين يعالجون السكري بدواء اسمه «ميتفورمين» كانوا يتمتعون بفرصة أكبر في التعافي من سرطان الرأس والعنق،  أكثر من المرضى غير المصابين بالسكري. وعلى مدى دراسة دامت ثلاثة أعوام، نشرت تفاصيلها في مجلة «ذا لارينجوسكوب» (The Laryngoscope،) ودرس الباحثون في مركز سيدني كيميل للسرطان في  جامعة توماس جيفرسون هذا الأثر الجانبي العفوي بصورة مفصلة، وتوصلوا إلى كثير من المعلومات عن الأثر البيولوجي للميتفورمين على الخلايا السرطانية.

أجرى الباحثون اختبارات على الخلايا السرطانية عند 39 مريضاً غير مصابين بالسكري، قبل وبعد إعطائهم الميتفورمين بجرعات تساوي نصف ما يعطى عادة لمرضى السكري. ولاحظ الباحثون أمرين أثناء بحثهم عن الدلالات الجزيئية لموت الخلايا والتغيرات في المسارات الاستقلابية للخلايا السرطانية، والتي قد تجعل هذه الخلايا أكثر عرضة للتأثر بالعلاج النموذجي. الأمر الأول هو أن المرضى أظهروا تزايداً ملحوظاً في موت الخلايا السرطانية، أو «الموت الخلوي المبرمج.» ثانياً، أظهرت الأرومات الليفية الداعمة للسرطان – وهي الخلايا المحيطة بالسرطان - دلالات على التلف، ما قلّل من قدرتها على مساعدة الخلايا السرطانية على النمو والانتقال.

يبدو أن الميتفورمين يؤثر على المسارات التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية لتوليد الطاقة اللازمة للنمو، وفي الوقت ذاته، يؤدي إلى تغيير البيئة الميكروية للسرطان (والمحيطة به مباشرة). يقول المؤلف الأول جوزيف كاري: «نظراً لحاجة الأورام إلى طاقة كثيرة حتى تنمو بسرعة، فإن إعاقة مسارات توليد الطاقة لديها يجعل هذا النوع من السرطان أكثر عرضة للتأثر بالعلاجات النموذجية.»

بيكسا بايبيكسا باي

إمكانات كامنة كبيرة

استخدم الميتفورمين لمعالجة السكري منذ وقت طويل. وهو بشكل عام، دواء سهل التحمل ويتمتع بسجل طويل من الاستخدام الآمن. بالإضافة إلى أنه أقل سمية من علاجات السرطان الأكثر استخداماً، مثل العلاج الكيميائي، فمثلًا لم تظهر أية آثار جانبية غير مرغوبة على معظم المرضى الذين تلقوا الميتفورمين في هذه الدراسة، فضلاً عن أن الآثار الجانبية القليلة التي ظهرت اعتُبرت ضعيفة، مثل الاضطرابات المعوية.

تشرح المؤلفة المشاركة مادالينا تولوك: «تبين هذه الدراسة أن الميتفورمين - بجرعات آمنة تساوي تماماً أو أقل من الجرعات التي يتم تقديمها لمرضى السكري - يؤثر على سرطانات الرأس والعنق، ويغير البيولوجيا داخل أورام الرأس والعنق بطريقة تجعل القضاء على السرطان في معظم الحالات أمراً سهلاً. يشوش الميتفورمين الطرائق الأكثر فعالية التي يستخدمها السرطان لتوليد الطاقة اللازمة لنموه، ويعطل النظام الداعم له.»

من المؤكد أن البحث حظي بانطلاقة موفقة، كما تبين هذه التجارب السريرية. لكن أمامنا طريق طويل قبل أن تتم الموافقة على استخدام الميتفورمين على المستوى العام كعلاج للسرطان (وليس للسكري). ويقول المؤلف الرئيس أوبالدو مارتينيز-أوتسكورن: «تعد هذه الدراسة الخطوة الأولى لدراسة تأثير الميتفورمين على أورام الرأس والعنق، ونشعر بالحماس لأن هذا قد يقدم فرصة إلى المرضى لتحسين نتائجهم وبآثار جانبية قليلة.» ويضيف: «في الخطوة المقبلة، سنختبر هذه الجرعات من الميتفورمين في المرحلة الثانية من التجارب السريرية لعدد أكبر من المرضى.»


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024