الكثيرون منا يحبون أن يفكروا بأنهم سينجون من الأحداث الخطيرة التي قد نمر بها بحياتنا فنحن نعتقد أننا نعرف ”طرقاً مختصرة“ للهروب من مواقف خطيرة للغاية. عادة ما تكون الأفلام والمسلسلات التلفزيونية أو حتى أحاديث الأصدقاء هي مصدر تقنيات النجاة هذه والتي تعتقد أنها ستكون سبيل نجاتك من كارثة والحبكة لقصة تستطيع روايتها لاحقاً، المشكلة أن هذه النصائح والتقنيات عادة ما تكون عديمة الجدوى وفي بعض الأحيان قد تكون قاتلة حتى.

سأذكر فيما يلي بعضاً من الأساليب المشهورة التي تؤدي عادة لنتائج سلبية معاكسة للمطلوب.

لكم القرش على أنفه

أنت الآن تسبح في المحيط وتستمتع بركوب الأمواج ربما وترى المظهر الأيقوني لزعنفة خارج الماء تتسارع باتجاهك، عادة ما يعني ذلك أن مصدر الرعب الأساسي في المحيط (وفق هوليوود) قادم لافتراسك ولا وقت لديك للتصرف الآن.

قرشوفق الشائع فالطريقة هنا هي توجيه لكمة قوية لأنف القرش مما يجبره على الابتعاد عنك.

الحقيقة هي أن ذلك في الواقع لن يفيد إلا في إغضاب قرش مفترس وإعطائه سبباً لمهاجمتك. الواقع أن القروش عكس ما هو معروف عنها ليست عدائية تماماً تجاه البشر بل في الواقع فضولية فقط لهذه الكائنات التي تظهر على السطح، وعدا عن ذلك فمحاولة لكم حيوان بحري سريع وقوي مثل القرش في منطقة قريبة من فمه المملوء بالأسنان القاطعة فكرة ستسبب على الأغلب عضة شديدة للذراع. وحتى لو نجحت اللكمة وكانت قوية كفاية فهي ستبعد القرش لأقل من دقيقة يعود بعدها لمطاردتك مع وجود دافع قوي هذه المرة.

الاختباء تحت إطارات الأبواب في الزلازل

عند حدوث هزة أرضية في الأفلام أو البرامج التلفزيونية تتجه الشخصيات بسرعة للاختباء في ضمن إطار أحد الأبواب للحصول على حماية أكبر. في الواقع هذا التصرف كان سليماً في وقت من الأوقات لكن ليس الآن، فالبناء الحديث لم يعد متفاوت التدعيم بحيث تكون الأبواب أقوى من غيرها بل أصبح تقريباً بنفس القوة ولا فائدة تذكر من الاختباء في إطار الباب.

زلزال تحت الطاولةالتصرف السليم في هكذا حالة هو الاختباء تحت طاولة خشبية متينة جداً حيث من الممكن لها توفير حماية ممتازة من الحجارة أو المواد المنهارة، لكن بالطبع ففي الغالب لم يعد أحد يستخدم تلك الطاولات الثقيلة وغير العملية في يومنا هذا.

الاستلقاء على الأرض في العواصف الرعدية

ربما لا تكون العواصف الرعدية مصدر قلق حقيقي للعديد من القراء بسبب ندرة حدوثها في المنطقة العربية، لكن إحدى النصائح الشائعة لتجنب التعرض للصعق هي الاستلقاء على الأرض بشكل مسطح تماماً لتقليل احتمال الصدمة.

برقالمشكلة تكمن في أن الصاعقة لا يتم تفريغها في الأرض مباشرة بل تنتشر على شكل حلقات حول نقطة إصابة الصاعقة، بالتالي فالاستلقاء على الأرض سيزيد من احتمال إصابتك بأمواج التفريغ التي قد تتسبب بحروق للأعضاء الداخلية. الحل الأفضل هنا هو الركض حيث أن الحركة تجعل احتمال الإصابة أقل بكثير من البقاء ثابتاً، أو بدلاً من ذلك البحث عن منطقة منخفضة وجلوس القرفصاء بحيث تلامس القدمان الأرض فقط. بتلك الطريقة تخفض المساحة المكشوفة للصدمة من الصاعقة أو من أمواج التفريغ الأرضي.

مص السم من لدغة أفعى

هذه الطريقة ذكرت في الأفلام لمرات لا تحصى. سرعان ما يقوم أحدهم بمص السم من لدغة الأفعى لشخص آخر لإنقاذه. في الواقع فهذا ليس فعالاً، فهذا التصرف قد يؤذي الذي يمتص السم إذا كان لديه تقرحات أو جروح فموية أو بابتلاعه للقليل من السم.

سم الافعىفي المقابل فالفائدة غير كبيرة للطرف الملدوغ فعدا عن عدم فعالية مص السم فالتصرف هذا يكشف مجرى دم الملدوغ لكافة أنواع البكتيريا التي تعيش في فم الإنسان والذي قد يؤدي لعواقب خطيرة.

استخدام الثلج كمشروب للتغلب على العطش

رغم أن المنطق قد يفترض أن من الصحيح استهلاك الثلج كبديل للماء عند العطش، ففي النهاية هو لا يعدو عن كونه ماء بشكل آخر فقط.

ثلجالثلج بالطبع سيروي العطش في هذه الحالة لكنه في المقابل سيجردك من حرارة جسمك المهمة جداً لنجاتك إذا كنت عالقاً في مكان بعيد بارد. مع الاستهلاك المتكرر للثلج سيخسر الجسم حرارته بالسرعة ويتعرض لخطر التجمد بقوة وهو شيء لا يجوز التساهل به أبداً.

في مثل هذه الحالات من المفضل وضع التلج ضمن علبة بين الملابس (بشكل لا يلامس الجلد) بحيث يذوب نتيجة الحرارة التي يشعها الجسم بشكل طبيعي ولا تهدؤ كمية مبيرة من حرارة الجسم الثمينة عليه.

شرب البول في حال العلق في البحر أو غيره دون ماء

بعض الأفلام التي تتحدث عن أشخاص عالقين أو محاصرين بلا مياه تتحدث عن نجاتهم بإعادة شربهم لبولهم نفسه بغرض النجاة.

شرب البولعدا عن التقزز الذي قد يسببه الأمر للكثيرين فالأمر أصلاً غير مفيد أبداً ولن يساعد على الصمود بل العكس. فالجسم يطرح البول لأنه لا يرغب به ضمنه وإعادة تناوله ستعيد الأملاح الغير مرغوبة إلى الجسم مما سيؤدي إلى تسارع متزايد بالتجفاف وضرر للجسم لا فائدة.

امتصاص لب الصبار عند الحاجة للماء في الصحراء

عندما تضيع في الصحراء تشكل المياه عادة المشكلة الأساسية، فالصحارى تعرف بأنها الأماكن التي تتلقى هطولات مطرية قليلة أو معدومة. وهنا تأتي فكرة شق نبات الصبار الموجود في الصحراء وامتصاص سوائل النسخ (من حيث المبدأ يلعب هذا السائل دور الدم لدى الحيوانات).

صبارالمشكلة هنا تكمن في أن هذا السائل يسبب الغثيان والتجفاف لمن يشربها بشكل يرفع معدل التجفاف ويجعل الموضوع أصعب من عدم استهلاكه أصلاً.






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024