منذ 7 سنوات | رياضة / العربية.نت

عصام الدين كمال توفيق الحضري، حارس مرمى منتخب مصر لكرة القدم وأسطورة حراسة المرمى في مصر، أصبح حديث المصريين والعالم كله بعد نجاحه في الصعود بمنتخب مصر لنهائي إفريقيا محطماً كافة الأرقام القياسية.

الحضري الذي نال إعجاب الملايين من محبي ومشجعي كرة القدم في العالم يبلغ من العمر 44 عاماً وشهراً واحداً، فهو من مواليد قرية كفر البطيخ محافظة دمياط، في 15 كانون الثاني/يناير من العام 1973 ويبلغ طوله 1,88 متر ووزنه 86 كلغم.

للحارس الأسطورة قصة طويلة من الإصرار والتحدي والإرادة القوية والعزيمة الحديدية بدأت من العام 1995 ويرويها لـ"العربية.نت" فكري صالح الضابط السابق في الجيش المصري ومدرب حراس مرمى منتخب مصر السابق ونادي وادي دجلة حالياً.

يقول فكري صالح إنه أول من اكتشف عصام الحضري، وكان ذلك أثناء تدريبه لمنتخب مصر الأولمبي عام 1995 حيث كان الحضري يبلغ من العمر وقتها 22 عاماً وكان حارساً لمرمي نادي دمياط، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، وتصادف في ذلك الوقت أن زاره الكابتن محمد البساطي مدرب حراس مرمى دمياط وقال له إن لديه حارساً "خامة طيبة ومبشرة"، طالباً منه مشاهدته ورؤيته على الطبيعة، مضيفاً أنه استقل سيارته وسافر من الإسماعيلية إلى دمياط لمشاهدة مباراة الفريق مع المريخ في الدرجة الثانية، والتي انتهت بفوز المريخ بهدف دون رد وشاهد بنفسه تألق الحضري لذا على الفور قرر ضمه للمنتخب الأولمبي.

فكري صالح

ويضيف صالح قائلاً: "أبلغت الهولندي رود كرول المدير الفني للمنتخب الأولمبي وقتها بضمي للحضري وكان ترتيبه العاشر، وسط حراس آخرين أبرزهم عبد الواحد السيد حارس الزمالك ومصطفى كمال حارس الأهلي وأحمد سليمان حارس المقاولون ومدرب حراس الأهلي حالياً، وخلال التدريبات أبهر الحضري الجميع بكفاءته وقدرته على الذود عن مرماه ببسالة ولذلك كان قراري باختياره لحراسة مرمى المنتخب الأولمبي في المباراة الفاصلة والمؤهلة لأولمبياد 1996 بأتلانتا مع نيجيريا، وانتهت المباراة الأولى في لاجوس بفوز نيجيريا بثلاثة لأهداف لهدفين وكان يكفي مصر الفوز في مباراة العودة بهدف نظيف وبالفعل أحزر حازم إمام هدفاً لمصر وكادت المباراة تنتهي بذلك إلى أن أدرك المنتخب النيجيري هدف التعادل في الدقائق الأخيرة ويصعد للأولمبياد ويفوز بذهبية كرة القدم بعد تغلبه على منتخب الأرجنتين 3-2".

الحضري مع مدربه

ويشير صالح إلى أنه عقب نهاية المباراة وأثناء انصراف اللاعبين من معسكر المنتخب بالمركز الأولمبي بالمعادي كان مندوبو النادي الأهلي في المعسكر وعلى أبواب غرفة الحضري واصطحبوه بحقيبة ملابسه للنادي وقرروا التعاقد معه رسمياً وضمه للفريق، ليكتب منذ تلك اللحظة تاريخاً له مع الشياطين الحمر استمر حتى رحيله عن النادي عام 2008".

ويقول مدرب الحراس إن الحضري وعقب عودته من رحله احترافه كان من المقرر أن ينضم لنادي وداي دجلة ويتدرب تحت قيادته، خاصة أنه كان مدربه في المنتخب الأول إبان تولي الكابتن محمود الجوهري القيادة الفنية ولكنه فضل الانضمام للإسماعيلي ومن بعده الزمالك ليحجز مكانه الأساسي في حماية عرين منتخب الفراعنة، مضيفاً أنه مع ظهور حراس مرمى من الشباب وتقدم الحضري في العمر ابتعد الحضري عن المنتخب لفترات طويلة.

خلال التدريب

ويوضح فكري صالح سر تألق عصام الحضري حتى الآن رغم صوله لعمر الـ 44 عاماً ويقول إنه منذ عامين ونصف العام انضم الحضري لنادي وداي دجلة وبدأ التدريب تحت قيادتي، وكان إصراره على الاستمرار في الملاعب حتى الآن هو رغبته المشاركة في كأس العالم 2018 بروسيا وتحقيق حلمه الذي يراوده ويراود الجيل الحالي من لاعبي منتخب مصر، مضيفاً أن الحضري وخلال التدريبات يتميز بالإصرار والإرادة والقوة ويحافظ على رشاقته ومرونته بكفاءة واقتدار فهو ينزل التدريبات قبل الموعد بنصف ساعة ويجري تدريبات المرونة والإطالة ويستمر حتى بعد انتهاء التدريبات في التدريب بمفرده على التصدي للكرات العرضية والثابتة وضربات الجزاء وخلال تدريبه تحت قيادتي في وادي دجلة أقوم بعمل إحصائيات لحراس مرمى الفريق وخلال الموسم الماضي حافظ الحضري على نظافة شباكه في 16 مباراة وتصدى لـ5 ضربات جزاء من بين 7 احتسبت على الفريق .

ويقول إن الحضري يقوم بتدريبات أخرى خاصة به في منزله لكي يحافظ على رشاقته وحيوية عضلاته خاصة مع التقدم في العمر، مؤكدا أنه يقيم لفترات طويله في شقته القديمة في مدينة نصر تاركاً أسرته في الفيلا الخاصة به في مدينة 6 أكتوبر وفي حمام شقته لا بد أن يبقي في الثلج لمدة نصف ساعة يومياً حتى في فصل الشتاء، والسبب في ذلك أن العضلات ومع التقدم في العمر تفقد حيويتها ورشاقتها ومرونتها ولكن الثلج يحافظ عليها ويبقي عليها في حالة كاملة من المرونة والرشاقة حتى مع التقدم في العمر وهذا هو سر محافظة الحضري على رشاقته رغم وصوله لسن الـ 44 .

ويشير فكري صالح إلى أن الحضري يتبع نظاماً غذائياً صارماً وقاسياً لا يتجاوزه أبداً، ومع إصراره وعزيمته الحديدية نجح في إنقاص وزنه 8 كلغم خلال 3 أسابيع فقط حتى يظل بكامل لياقته ومرونته موضحاً أنه قبل اختيارات هيكتور كوبر المدير الفني الأرجنتيني للمنتخب المصري ومعه أحمد ناجي مدرب الحراس لحراس مصر قبل المشاركة في بطولة أمم إفريقيا الحالية كان الحضري هو الحارس الثالث بعد أحمد الشناوي حارس الزمالك وشريف إكرامي حارس الاهلي ولم يعترض أو يرفض أو يتبرم رغم تاريخه الطويل مع المنتخب وبطولاته العديدة التي حصدها.

ويقول: "تشاء الأقدار أن يصاب الحارسان الأساسيان ويشارك الحضري أساسياً ليبهر العالم كله ويجبر الفرنسي ريناد المدير الفني للمنتخب المغربي على الانحناء له تقديراً له ولإرادته وعزيمته وقدرته على الاستمرار بهذه الكفاءة وهذه القوة رغم تقدم عمره".

ويختتم مدرب الحراس السابق لمنتخب مصر ومدرب وادي دجلة قائلاً: الحضري هو نموذج للإصرار والتحدي لكل الأجيال الحالية والقادمة فهو ما زال مصراً على تحقيق حلمه في الوصول مع منتخب مصر لكأس العالم 2018 بروسيا ويضع في غرفته بمنزله والنادي شعار كأس العالم بروسيا ليتذكر دائماً هدفه الأساسي مضيفاً أن ما يفعله الحضري يعني أنه لا مستحيل أمامنا طالما نتمتع بالإرادة والعزيمة ومن قبلهما الثقة والإيمان.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024