قتل العشرات من مسلحي تنظيم «القاعدة« إضافة الى مدنيين بينهم أطفال ونساء وجندي اميركي في اليمن ليل السبت - الاحد في هجوم شنته قوات النخبة الاميركية، هو الاول ضد التنظيم المتطرف في هذا البلد منذ تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، ويؤشر الى تغيير في التكتيك العسكري الاميركي المتبع في استهداف الجماعات الارهابية يتلاءم مع شخصية الرئيس الجديد ووعوده.


وذكرت أنباء أن 57 شخصاً قضوا في القصف الأميركي الذي تبعه إنزال جوي، منهم 41 مسلحاً من «القاعدة»، 


وكان الجيش الاميركي أعلن مقتل 14 من مسلحي «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، فرع تنظيم القاعدة في اليمن الذي تعتبره واشنطن اخطر اذرع التنظيم في العالم، في الهجوم في يكلا وسط البلاد، بينما افادت مصادر محلية بمقتل 41 من مسلحي التنظيم وثمانية اطفال وثماني نساء.


وقال تنظيم القاعدة في بيان ان 30 شخصا بينهم نساء واطفال قتلوا في الهجوم الذي نفذته «اربع مروحيات قتالية».


وبحسب القيادة الوسطى الاميركية في تامبا بفلوريدا، فقد قتل في الهجوم في محافظة البيضاء وسط اليمن جندي واحد واصيب ثلاثة اخرون بجروح، قبل ان يصاب جندي رابع في عملية «هبوط صعبة» لمروحية.


وصرح الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة الوسطى الاميركية «يحزننا جدا خسارة احد عناصر قواتنا الخاصة»، مضيفا «ان التضحيات كبيرة جدا في قتالنا ضد الارهابيين الذين يهددون الابرياء في جميع انحاء العالم». وقال مسؤولون عسكريون انه لن يتم كشف اسم الجندي القتيل الى حين ابلاغ اسرته. 


وتحدث شهود عن سقوط مروحية «اباتشي» في منطقة سهول القريبة من يكلا، فيما ذكرت القيادة الوسطى الاميركية ان المروحية لم تتمكن من الاقلاع مجددا بعد هبوطها ولذا فقد جرى تدميرها «بشكل مقصود».


واوضح مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان القوات الاميركية لم تحتجز اسرى خلال العملية.


وقال مسؤول يمني ان طائرات من دون طيار ومروحيات «اباتشي» وجهت ضربات الى مجموعة من المنازل التابعة لثلاثة زعماء قبليين على صلة بتنظيم القاعدة في يكلا ليل السبت - الاحد.


وتخضع يكلا لسيطرة مجموعات قبلية محلية، علما بان المتمردين الحوثيين يبسطون سيطرتهم على اغلب مناطق محافظة البيضاء.


واوضح المسؤول ان الهجوم استهدف مدرسة ومسجدا ومنشأة طبية يستخدمها المسلحون المتطرفون، وادى الى مقتل 41 من هؤلاء المسلحين و16 مدنيا هم ثماني نساء وثمانية اطفال.


واعلن احد افراد عائلة الاميركي اليمني انور العولقي الذي قتل في غارة اميركية في العام 2011 ان ابنة الامام المتشدد قتلت في الهجوم. 


وقال المصدر ان «نورة، ابنة انور العولقي والبالغة من العمر ثمانية اعوام، قتلت في الهجوم في يكلا حيث كانت تعيش في منزل خالها» وهو احد افراد عائلة الذهب. وقال ناصر العولقي إن الطفلة أصيبت برصاصة في العنق وعانت لساعتين قبل أن تلقى حتفها ووصف الأمر بأنه جريمة كبرى.


وتحدثت مصادر قبلية عن وجود مقاتلين غير يمنيين بين قتلى التنظيم المتطرف في هجوم يكلا، وعن عملية انزال اميركية لقوات كوماندوس في الهجوم.


واكد المسؤول المحلي والمصادر القبلية ان الزعماء القبليين الثلاثة قتلوا في الهجوم الذي استخدمت فيه ايضا صواريخ جو- ارض، وهم عبد الرؤوف الذهب وشقيقه سلطان الذهب وسيف الجوفي. وقتل في السابق شقيقان لعبد الرؤوف وسلطان الذهب كانا ايضا على صلة بتنظيم القاعدة في غارات نفذتها طائرات من دون طيار.


وذكر المسؤول ان قائد مجموعات تنظيم القاعدة في المنطقة ويدعى ابو برزان قتل ايضا في الهجوم.


واوضح مصدر قبلي ان الهجوم استمر لنحو 45 دقيقة وتخللته مواجهة مع عناصر التنظيم المسلح الذين «قاوموا الهجوم الاميركي عبر اطلاق النيران من اسلحتهم الرشاشة».


وبحسب سكان في المنطقة، يدير تنظيم القاعدة معسكرين في يكلا وهي منطقة جبلية يصعب الوصول اليها وتقع على مقربة من رداع التي تعتبر ملاذا للمتطرفين منذ سنوات.


والهجوم في يكلا هو الاول ضد تنظيم القاعدة منذ تسلم ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني الجاري. 


وقالت السلطات العسكرية الاميركية ان العملية اثمرت الحصول على معلومات «من المرجح ان تقدم لنا نظرة عن مخططات ارهابية مستقبلية». 


وأكد ضابط أمن يمني ومسؤول محلي سقوط عدد من القتلى. وقال فهد وهو أحد السكان طلب أن يذكر اسمه الأول فقط إن عدة جثث لا تزال تحت الأنقاض وأن منازل ومسجدا تعرضت لأضرار بسبب الهجوم.


وفي رسالة على حسابها الرسمي على تليغرام وهو منصة إلكترونية للتراسل المشفر، نعى تنظيم القاعدة «المجاهد» الذهب ومتشددين آخرين قتلوا في الهجوم دون أن تحدد عدد القتلى من أعضائها.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024