منذ 7 سنوات | العالم / اللواء

اجتاح الغضب العالم امس ردا على حظر دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة فيما انتقدت دول عدة منها دول حليفة لواشنطن منذ فترة طويلة الإجراءات ووصفتها بأنها تمييزية وعنصرية وتثير الانقسامات، وسط حالة من الفوضى عمت مطارات الولايات المتحدة وعدداً من مطارات العالم.

وانتقدت حكومات بدءا من لندن وبرلين وانتهاء بجاكرتا وطهران الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويعلق السماح بدخول اللاجئين إلى بلاده لمدة أربعة أشهر كما يحظر مؤقتا السفر إلى الولايات المتحدة من (ايران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن) بدعوى أن ذلك سيحمي الشعب الأميركي من الإرهاب.

وللتخفيف من وقع القرار، اجرى الرئيس الاميركي اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جرى خلاله بحث العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى بحث الشراكة الاستراتيجية للقرن الحادي والعشرين بين البلدين وأهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والأمني والعسكري بينهما.

كما جرى التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وقد تطابقت وجهات نظر القائدين في الملفات التي تم بحثها خلال الاتصال، ومن ضمنها محاربة الإرهاب والتطرف وتمويلهما ووضع الآليات المناسبة لذلك، ومواجهة من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وقد قدم خادم الحرمين الشريفين دعوته للرئيس الأميركي لزيارة المملكة العربية السعودية، كما قدم ترامب دعوته للملك سلمان لزيارة الولايات المتحدة ، وقد اتفق القائدان على جدولة الزيارات في الفترة القادمة .

بدوره ,تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة مساء امس اتصالًا هاتفيًا من ترامب.

وكان ترامب اجرى امس الاول اتصالات هاتفية مع كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسو هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي قالت امس الحرب العالمية على الإرهاب لا تبرر الإجراءات «ولا تبرر وضع أشخاص ذوي خلفيات محددة أو عقائد معينة تحت الارتياب العام» بحسب ما ذكر المتحدث باسمها.

وساد استياء في العالم الاسلامي ودانت الجامعة العربية «القيود غير المبررة» التي فرضتها الادارة الاميركية.

لكن البيت الأبيض دافع عن تطبيقه لقرار الرئيس دونالد ترامب التنفيذي الذي استهدف المهاجرين والمسافرين من سبع دول أغلب سكانها من المسلمين وقال إن أكثر من 20 مسافرا فحسب لا يزالون محتجزين.

وقال رينس بريباس كبير موظفي البيت الأبيض لبرنامج (ميت ذا بريس) على محطة (إن.بي.سي) «لم يكن الأمر فوضويا» وأضاف أن 325 ألف مسافر دخلوا الولايات المتحدة ولم يحتجز منهم سوى 109 مسافرين.

وأضاف «أغلب هؤلاء الأشخاص أعيدوا. لدينا نحو 24 شخصا لا يزالون محتجزين وأتوقع طالما أنهم ليسوا أناسا سيئين فإنهم سيعبرون قبل مرور نصف يوم آخر.»

وسط الفوضى والالتباس اللذين أثارهما المرسوم التنفيذي لترامب بشأن الهجرة واللاجئين، كشفت مصادر أن إدارة ترامب تبحث إجبار الزائرين على كشف حساباتهم على السوشيال ميديا وكل المواقع التي يزورونها بالإضافة إلى دليل الهواتف المحمولة، قبل السماح بدخولهم للولايات المتحدة.

وتعهدت حكومة طهران بالرد بالمثل على الحظر لكن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف قال إن الأميركيين الذي يحملون تأشيرات سفر لإيران يمكنهم دخول البلاد.

وقال ظريف على تويتر «على عكس الولايات المتحدة قرارنا ليس بأثر رجعي. كل من يحمل تأشيرة سفر سارية إلى إيران سيكون محل ترحيب.»

كما سجلت حكومات الدنمرك والسويد والنرويج معارضتها للقرار حيث قال وزير الخارجية الدنماركي أندرس سامويلسن على تويتر «إن القرار الأمريكي بعدم السماح بدخول أشخاص من دول محددة ليس عادلا.»

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن الكنديين سيرحبون بالفارين من الحرب والاضطهاد.

وعمت الفوضى في المطارات الاميركية منذ الجمعة لانه يبدو ان موظفي الهجرة لم يحصلوا على تعليمات واضحة. وتظاهر مئات الاشخاص امام مطارات نيويورك ودالاس وسياتل

ومساء السبت منعت قاضية فدرالية في بروكلين بعد ان رفع مدافعون عن الحقوق المدنية شكوى لحساب عراقيين كانا يحملان تأشيرات احتجزا في مطار جي اف كاي، ابعاد الاشخاص المحتجزين في كل المطارات الاميركية ممن يتمتعون بوضع قانوني.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن نحو 375 مسافرا تأثروا بالقرار وإن 109 ركاب كانوا في الترانزيت في انتظار السفر ومنعوا من دخول الولايات المتحدة. ومنعت شركات الطيران 173 راكبا من الصعود إلى الطائرات قبل سفرهم.

وساد القلق في المطارات حيث بذل مسؤولو الهجرة والجمارك جهودا لتفسير القواعد الجديدة.

وعندما صدر قرار ترامب كان بعض الركاب ممن يحملون إقامات قانونية في الولايات المتحدة في رحلاتهم الجوية. وتم احتجازهم فور وصولهم إلى المطارات.

وفوجئت شركات الطيران بالأمر التنفيذي وبمنع أطقم الطائرات من الدول المشمولة بالحظر من دخول الولايات المتحدة.

وفي مطار أوهير الدولي في شيكاغو وقف الشقيقان بارديا وأيدن نوهي لأربع ساعات انتظارا لوالدهما كاسرا نوهي الذي يحمل جواز سفر إيرانيا ولديه بطاقة خضراء.

الي ذلك، تظاهر الالاف امس امام البيت الابيض في واشنطن وفي حديقة في نيويورك قبالة تمثال الحرية وكذلك في بوسطن ومدن ومطارات اخرى. ودعت المعارضة الاميركية الى سحب المرسوم المناهض للاجئين واعتبرت انه مناف للقيم الاميركية وغير فعال لمكافحة التهديد الجهادي.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024