أعلن ممثلون عن المعارضة السورية، خلال لقائهم مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة 27 كانون الثاني، عن نيتهم تشكيل فرق معنية لإطلاق العمل على صياغة دستور سوري جديد.

وأوضح بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أن الاجتماع، الذي أجري في موسكو، اليوم الجمعة، جاء بمشاركة عضو "مجموعة موسكو" للمعارضة السورية، القيادي في "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير"، قدري جميل، وعضو "مجموعة أستانا" للمعارضة السورية، رئيس "حركة المجتمع التعددي" رندة قسيس، والعضوين في "مجموعة القاهرة" للمعارضة، جهاد مقدسي وجمال سليمان، والمنسق العام  لـ"هيئة التنسيق الوطنية السورية" والعضو في "الهيئة العليا للمفاوضات"، حسن عبد العظيم، ورئيس مجموعة "حميميم" للمعارضة إليان مسعد، والعضوين في "حزب التحالف الديمقراطي" الكردي السوري خالد عيسى وعلي عبد السلام، وزعيم تيار "بناء الدولة" لؤي حسين، وزعيم حزب "الإرادة الشعبية" علاء عرفات.

وقال البيان إن الناشطين المعارضين السوريين، الذين شاركوا في الاجتماع، "تم إبلاغهم بالتقييمات الروسية للاجتماع الدولي حول سوريا الذي انعقد في 23-24 يناير/كانون الثاني، بأستانا"، مضيفا إن "لافروف دعا الحاضرين إلى المشاركة النشيطة في ترتيب عملية تفاوضية مستدامة من أجل تسوية الأزمة السورية في جنيف، بالتعاون مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا".

وأشار البيان إلى أن "المشاركين في الاجتماع اطلعوا على مشروع الدستور السوري الجديد الذي أعده خبراء روس وعرب وتم توزيعه من قبل الوفد الروسي في أستانا".

وأعلن البيان أن المعارضين السوريين، الذين شاركوا في الاجتماع مع لافروف، "أعربوا عن نيتهم تشكيل فريق عمل لدراسة القضايا المتعلقة بصياغة الدستور(السوري) وتكوين وفد موحد للمعارضة إلى الجولة المقبلة من المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة".

وكما قالت الخارجية الروسية إن "الممثلين عن المعارضة السورية الداخلية والخارجية أشادوا بالجهود التي تبذلها روسيا من أجل تحقيق تسوية للأزمة السورية في أقرب وقت ممكن عبر حوار شامل بين الأطراف السورية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية لدعم سوريا وبيان جنيف المؤرخ في 30 يونيو/ حزيران من العام 2012".

وأضافت الوزارة في بيانها أن وفد المعارضة السورية أجرى أيضا، الجمعة، "مشاورات معمقة" مع، ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وكانت العاصمة الكازاخستانية أستانا استضافت، خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، المفاوضات غير المباشرة بين وفد الحكومة السورية، الذي ترأسه بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، ووفد مشترك للفصائل السورية المسلحة المناهضة لدمشق، الذي ترأسه محمد علوش، زعيم تنظيم "جيش الإسلام"، أحد أكبر القوى المناهضة للحكومة السورية.

وركزت المفاوضات، التي أطلقت بمبادرة من روسيا وتركيا وإيران، وجرت بمشاركة وفد من الأمم المتحدة برئاسة ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ركزت على بحث آليات تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا.

وسلم الوفد الروسي لممثلي المعارضة خلال الاجتماع مشروعا للدستور السوري الجديد أعدته روسيا ويقترح توسيع صلاحيات البرلمان السوري بقدر كبير على حساب صلاحيات الرئيس السوري، ويمنع تدخل القوات المسلحة في المجال السياسي ويؤكد على سمو القانون الدولي في النظام القانوني لسوريا.

وقال بيان ختامي لهذا الاجتماع صدر عن روسيا وتركيا وإيران إن هذه الدول توصلت إلى اتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا ومنع انتهاكاته.

وأعربت الدول الثلاث عن دعمها لمشاركة المعارضة السورية، بما في ذلك المسلحة، في مفاوضات جنيف القادمة، مؤكدة أنها ستنطلق في 8 فبراير/شباط القادم.

وجاء ذلك بعد أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن توصل الحكومة السورية والقوات المعارضة إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، 29 إلى 30 ديسمبر/كانون الأول.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024