منذ 7 سنوات | لبنان / ليبانون فايلز

ربما لم تتسنى لي الفرصة بأن ألتقي بالطفل "جوزي جرجس" شخصياً، لكنني تعرفت إليه من خلال البسمة التي لم تفارقه يوماً، رغم كل الاوجاع والالام التي رفضت أن تفارق جسده وروحه منذ سنتين، بسبب إصابته بمرض "نقص المناعة المزدوج".

قصة "جوزي" احتلت التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي، وكل بيت من بيوتنا، جميعنا تضامن مع قصته، وتبرع بما هو قادر عليه لمساعدة طفل صغير على زرع أمل جديد، علّ الحياة تقرر أن تعطي جوزي فرصة جديدة، ليخرج من بين جدران غرفة المستشفى، ويلاقي رفاقه ويلعب معهم.

لكن الحياة رسمت مخططا جديداً لـ"جوزي"، وقررت أن تأخذه من أهله وأقاربه، إلى دنيا الحق. نعم، رحل "جوزي"، بعد أن أجريت له العملية، وبعد أن بات أهله يعدون الايام ليخرج من المستشفى.

خبر لم نصدقه حتى الان، رحل جوزي بـ"غفلة"؛ هذه الحياة، ولا يمكننا أن نغير ما رسمه الله لنا. لكن "جوزي" يجب أن يكون عبرة لكل واحد منا، هذا الطفل الصغير الذي لم يعرف منذ أن ولد معنى الراحة، والذي تحمل آلاماً تفوق طاقته، والذي رفض أن تشرق شمس نهار جديد، إلا وزينها ببسمته البريئة.

يسقط الكلام اليوم أمام هذا الخبر، رحل "جوزي"، لكنه سيبقى حاضراً معنا دوماً، وستبقى ابتسامته رمز الامل... الكلمات لبست ثوب الحداد، لكن الابيض وحده يليق بك، يا ملاكنا. ولا يمكننا سوى القول: "لتكن مشيئتك يا رب"... وداعاً "جوزي". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024