منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل






اختتم مؤتمر آستانة الخاص بالأزمة السورية اجتماعاته أمس، إلا أن عملية آستانة ستستمر من خلال «مجموعة عملانية» ستبدأ عملها في شباط المقبل في العاصمة الكازاخية وهدفها «مراقبة وقف إطلاق النار» حسب الموفد الروسي الكسندر لافرنتييف، الذي أعلن تسليم موسكو مسودة دستور روسي جديد لسوريا الى المعارضة.


وأكّد الوفد السوري المعارض تلقيه وعوداً «روسية - تركية» لتثبيت وقف إطلاق النار والالتزام به، وجدد رئيس الوفد المفاوض محمد علوش المطالبة بإخراج جميع القوات الإيرانية من سوريا، وبأن الحل السياسي يجب أن يتضمن رحيل الأسد .


فقد ذكر الموفد الروسي للصحافيين في اليوم الثاني والأخير من محادثات آستانة أن بلاده قدمت للمعارضة «نسخة عن مسودة دستور لسوريا أعدها خبراء روس من أجل تسريع العملية». 


ورداً على سؤال، أكد مصدر في الوفد السوري المعارض أن الروس قدموا فعلاً مسودة الدستور. وأضاف أن «الروس وضعوا المسودة على الطاولة لكننا لم نأخذها حتى. قلنا لهم إننا نرفض مناقشة هذا».


وذكر رئيس وفد المعارضة بعد البيان الختامي لمفاوضات العاصمة الكازاخية، أنهم تلقوا وعوداً من الضامنين الروسي والتركي في العمل على تثبيت وقف إطلاق النار والالتزام به في سوريا، إلى جانب إطلاق سراح المعتقلات وبخاصة الـ13 ألف معتقلة الموثقة في السجون «.


وشدد علوش على «ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بالأوضاع الإنسانية في المناطق المحاصرة على كافة الأراضي السورية«. وأشار إلى أن المعارضة ملتزمة بوقف إطلاق النار


ورأى علوش أن «الجانب الروسي انتقل من كونه طرفاً في القتال إلى جانب النظام، للمحاولة ليكون طرفاً ضامناً، مشدداً على عدم القبول بأي دور لإيران في مستقبل سوريا.

 وأعلن كذلك أن دمشق وطهران تتحملان مسؤولية عدم إحراز «تقدم يُذكر» في هذه المباحثات. وقال «الى الآن لا يوجد تقدم يُذكر في المفاوضات 


وذكر المتحدث باسم وفد المعارضة والمستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، أنّ الجانب الروسي أبلغ المعارضة بأنه أرسل رسالة قاسية إلى وزير دفاع نظام الأسد وعلي مملوك من أجل وقف اقتحام وادي بردى، مشدداً على أن أي محاولة ضغط على المناطق المحاصرة وأي عملية تهجير يقوم بها النظام ستنسف وقف إطلاق النار.


وأشار أبو زيد إلى أن «التركيز حالياً منصب على وقف إطلاق النار، وقد تعهّد الروس بدراسة المقترحات التي قدمناها خلال أسبوع، واتخاذ قرار مع الجانب التركي بشأنها«.


وقال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري خلال مؤتمر صحافي «نعتقد أن اجتماع آستانة نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة، الأمر الذي يمهد للحوار بين السوريين».


واضاف ردا على سؤال ان «في وادي بردى ثماني او تسع قرى تم تحريرها بالكامل، وبقيت واحدة هي عين الفيجة، لذلك لم يعد هناك مشكلة اسمها وادي بردى».


ولم يوقع اي من الطرفين السوريين على البيان الختامي ولم تحصل اي جلسة مفاوضات مباشرة بينهما، وكانا ممثلين بالدول الراعية للقاء استانة. 


ويشار إلى أن وفد المعارضة قدم ورقة تتضمن آليات لتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا، أكد من خلالها أن هدف مفاوضات آستانة هو تثبيت وقف إطلاق النار. 


كما تنص مسودة وفد المعارضة على أن تلتزم الأطراف بوقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وتثبيت الهدنة الموقعة في نهاية كانون الأول الماضي، 

وأن تنسحب القوات الأجنبية بالكامل من سوريا في مدة أقصاها شهر، على أن تقع مسؤولية تأمين المناطق التي يتم إخلاؤها على الجهة التي سلمت إليها،

 وألا يمنع وقف إطلاق النار حق الطرفين في الدفاع عن النفس ضد أي هجمات للتنظيمات الإرهابية، وأن تنفذ العمليات القتالية ضد الجماعات الإرهابية المتفق على تسميتها من قبل الأطراف شريطة موافقة لجنة المراقبة، وأن على الجهة القائمة بالهجوم إثبات وجود الجماعات الإرهابية بدلائل لا تقبل الشك.


كما تنص المسودة على أن تشكل لجنة مراقبة وفق قرار مجلس الامن 2254 وتشمل الأطراف الموقعة والأطراف الضامنة وتنسق مع الأمم المتحدة.


وتنص المسودة كذلك على أن تقام ممرات إنسانية لإيصال المساعدات بمراقبة الأمم المتحدة في جميع أنحاء سوريا، وأن يلتزم الطرفان بالرفع الفوري لجميع حالات الحصار في جميع أنحاء سوريا وتقديم التزامات بعودة المهجرين.


واتفقت روسيا وتركيا وايران، الدول الراعية لمحادثات السلام حول سوريا في استانة، على انشاء آلية لتطبيق ومراقبة وقف اطلاق النار في ختام يومين من المحادثات بين وفدي النظام والفصائل المعارضة.


وقال وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف اثناء تلاوته البيان الختامي انه تقرر «تأسيس آلية ثلاثية لمراقبة وضمان الامتثال الكامل لوقف اطلاق النار ومنع اي استفزازات وتحديد كل نماذج وقف اطلاق النار».


وكان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا يأمل بإنشاء هذه الالية، وقد دعمتها ايضا المعارضة التي تأمل «تجميد العمليات العسكرية» خصوصا في وادي بردى وهي منطقة رئيسية لتزويد دمشق بالمياه دارت فيها معارك ليل الأحد - الاثنين.


وفي استمرار لعملية آستانة، اعلن الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان «مجموعة عملانية» ستبدأ عملها في شباط في العاصمة الكازاخية وهدفها «مراقبة وقف إطلاق النار». واعتبر ان المحادثات التي جرت بحضور «خبراء عسكريين» روس كانت نتيجتها «ايجابية بشكل عام».


وأعلنت واشنطن «ترحيبها بهذه الاجراءات للحد من العنف والمعاناة في سوريا» داعية الى «بيئة أكثر ملاءمة لنقاشات سياسية بين السوريين».


وقالت الدول الثلاث أيضا إنها تدعم مشاركة المعارضة السورية في محادثات السلام المقبلة التي ستعقد في جنيف في 8 شباط برعاية الأمم المتحدة. 


وشدد البيان على أنه «لا يوجد حل عسكري للنزاع، وانه من الممكن فقط حله عبر عملية سياسية تعتمد على تطبيق قرار مجلس الامن رقم 2254 بشكل كامل». 




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024