اول بيان روسي يتهم الجيش السوري بخرق الهدنة


بعد 5 سنوات على بدء الاحداث السورية في منتصف آذار عام 2011، وبعد حرب تدميرية وسقوط اكثر من 300 الف ضحية، جرت الجلسة الافتتاحية لمفاوضات استانا حول سويا وراء الابواب المغلقة، لكن الاطراف المشاركة سارعت الى الكشف عن حيثيات هذا الاجتماع الذي يعد الاول من نوعه.
الآمال ضئيلة بالوصول الى خطوات عملية واقصى ما يسعى اليه المجتمعون الوصول الى وقف شامل لاطلاق النار على كل الاراضي السورية، من المستحيل تطبيقه بشكل شامل في ظل تشكيل خطوط التماس في معظم المناطق ورفض «داعش» و«النصرة لهذه المفاوضات وهما اللتان تتحكمان في كل المحاور القتالية في سوريا من تدمر الى دير الزور الى الرقة ووادي بردى والزبداني والقلمون وحمص وارياف اللاذقية وحلب والباب فيما التواجد الاقوى للفصائل المعارضة في درعا وريفها وبعض ارياف حماه، وهناك استحالة للوصول الى وقف شامل للنار.
لكن اللافت والذي يوازي في اهميته مؤتمر الاستانة تمثل باول موقف روسي يتهم الجيش السوري بخرق وقف اطلاق النار.
وطالب المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، قيادة الجيش السوري بحزم بضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مسؤول كبير في المركز، الذي يتخذ من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية  مقرا له، قوله إن طرفي النزاع يلتزمان بالهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ في 30 كانون الأول الماضي، بشكل عام، لكن قيادة المركز قلقة من خروقات تحصل من وقت لآخر ومصدرها القوات الحكومية السورية.
وأضاف المسؤول أن مراقبي المركز الروسي يرصدون يوميا ما معدله 6 خروقات.
وتابع: «قبل أيام، ذكّر الجانب الروسي القيادة العسكرية السورية بحزم بضرورة التزام قادة معنيين (في الجيش السوري) بالاتفاقات التي تم التوصل إليها، وبضرورة عدم السماح بخرق تلك الاتفاقات».
وأكد المسؤول أن مركز حميميم «سيواصل اتخاذ مواقف موضوعية من أجل استعادة الاستقرار في كامل أراضي سوريا في أقرب وقت».
وفي بيانه اليومي بشأن الوضع الميداني في سوريا، أعلن مركز حميميم، أنه سجل خلال الساعات الـ24 الماضية، 9 خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، منها 6 خروقات في ريف حماة و3 خروقات في اللاذقية. وأضاف أن الجانب التركي في اللجنة المشتركة المعنية بالرقابة على وقف إطلاق النار، لم يقدم حتى الآن أي معلومات حول الخروقات الذي سجلها العسكريون الأتراك خلال الفترة نفسها.
هذا ولم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من دمشق حول تصريح المصدر في مركز حميميم والذي نقلته وكالة «نوفوستي».
وكان بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي يرأس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات أستانا، قد رفض اعتبار عمليات الجيش السوري في وادي بردى خرقا للهدنة. وشدد على أن تلك العمليات موجهة ضد تنظيم «جبهة النصرة» الذي ارتكـب جريمــة حرب بتسميمه بالمازوت النبع في عين الفيجة، ما أدى إلى قطع مياه الشرب عن معظم مناطق العاصمة دمشق.

ـ المعارضة تهدد والجعفري يرد: جربناكم في حلب ـ

اما على صعيد مؤتمر الاستانة، فتعد الجلسة الافتتاحية، أول لقاء جمع وفد الحكومة السورية بممثلي المعارضة المسلحة التي ما زالت تواجه الجيش السوري في القتال، ولاسيما في وادي بردى بريف دمشق.
وعلى الرغم من أن عقد مثل هذا اللقاء بحد ذاته يعد نجاحا كبيرا، إلا أن التصريحات أثناء الجلسة وبعدها أظهرت تفاوتا كبيرا في مواقف طرفي النزاع، على الرغم من توافقهما على الهدف الرئيسي للتفاوض، وهو تثبيت الهدنة.
وهدد الوفد المعارض السوري وفد النظام بأنه ما لم تنجح المفاوضات في الاستانة فان القوى المعارضة ستعود للقتال من جديد على الجبهات في سوريا، وان على وفد النظام ان يأخذ شروط وفد المعارضة كما هي، والا فالقتال سيعود وستقوم المعارضة بالهجوم على الجيش العربي السوري وحلفائه.
فرد عليهم السفير الجعفري رئيس الوفد السوري الى مفاوضات الاستانة بعبارة واحدة: لقد رأينا قتالكم في حلب وماذا حل بكم.
وعندها هاج وفد المعارضة وقال: لقد انسحبنا من حلب بارادتنا، فردّ الجعفري: لقد انهزمتم في حلب وهربتم منها.
وعندها اشتدّ الجدل العنيف بين الوفدين واستعمل الوفد المعارض كلمات شتائم ونابية بحق النظام السوري، فوقف السفير الجعفري وقال: طالما ان هذا الكلام هو كذلك فأنا لا اكمل التفاوض.
فتدخل الوفد الروسي والتركي وانهوا الجدل، ثم طلبوا وتمنوا من السفير الجعفري الجلوس واكمال المفاوضات بشكل هادئ من قبل المعارضة.
وأظهرت روسيا وتركيا امتعاضهما من تصرف الوفد المعارض السوري نظرا لاستعماله كلمات شتائم ونابية اثناء التفاوض مع الوفد السوري الذي يمثل النظام ذلك في عاصمة كازاخستان - استانة. وقد بقي السفير الجعفري من الممثل السوري على صمته ولم يجب على الكلمات النابية، لكنه صرح خارج الاجتماع، بان الوفد استعمل الشتائم وكلمات نابية.
هذا واجتمع الوفد التركي الموجود في استانة مع وفد المعارضة وطلب منهم استعمال لغة راقية في الكلام وهادئة كي تصل المفاوضات الى نتائج إيجابية.

ـ الأسد للجعفري: اذا هنالك شتائم  انسحب  ـ

وابلغ رئيس الوفد السوري الى استانة عاصمة كازاخستان الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد بأن وفد المعارضة السوري يوجه شتائم وتهديدات بالعودة للقتال، في حال لم يخضع وفد النظام لشروط المعارضة ومطالبها.
ونقل اليه ان الوفد المعارض قال حرفيا: سنعود للقتال فورا في سوريا اذا لم تلبوا مطالبنا. وابلغه الجعفري للرئيس الأسد ان بعض أعضاء الوفد استعمال الشتائم ضد النظام وكلمات نابية، وان الوفد الروسي والتركي تدخلا لاكمال المفاوضات.
فرد عليه الرئيس الأسد: اذا كان هنالك شتائم وتهديدات انسحب من المفاوضات وعد الى عملك. اما اذا توقفوا عن الشتائم والكلام النابي فأكمل وقم بالتنسيق مع الوفد الروسي.
هذا وتستمر المشاورات في أستانا اليوم، على الرغم من عدم وجود خطط محددة لعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين. لكن المعارضة السورية قد أكدت استعدادها للحوار المباشر، في حال كان ذلك ضروريا لوقف «سفك الدماء».
وأوضح ألكسندر لافرينتييف، مبعوث الرئيس الروســي إلى سوريا، الذي يترأس الوفد الروســي إلــى المفاوضات، أن روسيا وتركيا وإيران والأمم المتـحدة ستتولى «الوساطة المكوكية» بين الطرفين السوريين.
وأضاف أن المشاركين في مفاوضات أستانا يواصلون العمل على تنسيق نص البيان الختامي، وأعرب عن ارتياحه من أول جلسة عامة، على الرغم من تأكيده على انعدام الثقة المتبادلة بين الطرفين.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر دبلوماسية عن خلافات عميقة حول البيان الختامي للاجتماع،  نشرت وسائل إعلام مقتطفات من مسودة البيان الختامي لروسـيا وتركيا وإيران بصفتها الدول الضامنة لاتفاق الهدنة.
وتنص هذه المسودة على انضمام إيران لآلية الرقابة على وقف إطلاق النار الذي تشارك فيها حاليا روسيا وتركيا، بالإضافة إلى شروع الدول الثلاث في محاربة إرهابيي «داعش» و«النصرة» سويا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024