منذ 7 سنوات | لبنان / السفير




أكثر من 107 ملفات كانت أمام المحكمة العسكريّة. قسمٌ كبيرٌ منها كان على علاقةٍ بالإرهاب والتنظيمات المسلّحة، وحتّى بتهريب الأموال لهذه المجموعات.

كان أبرز المتهمين الموقوف محمّد ح. الذي كرّر أكثر من مرّة أنّ عمله إلى جانب المسلّحين التّابعين لـ «جبهة النصرة» اقتصر على الطبخ، ليس إلّا. هذه الإجابة التي تمسّك بها الشاب السوريّ في بداية الاستجواب، عاد وذكّره بها رئيس «العسكريّة» العميد الرّكن خليل إبراهيم في نهاية الاستجواب، حين كان قد اعترف سابقا بأنّه قاتل إلى جانب «النّصرة»، وأشار إلى أنّ شقيقه الضابط المنشقّ عن الجيش السوريّ النظامي درّبه على القتال.

وعلى هذا المنوال، بدأت اعترافات محمّد الذي دخل إلى لبنان خلسةً. أنكر الموقوف إفادته الأوليّة التي روى فيها تفاصيل مملّة عن الاجتماع الذي حضره في مقرّ أمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلّي في الفليطة وبرئاسته، وذلك للتحضير لانطلاقة «جيش الفتح».

وعلى جدول أعمال هذا اللقاء، كان أيضاً مهاجمة مراكز «داعش» في الرهوة. حينها، طلب التلي من المجتمعين التفاوض مع الجيش اللبنانيّ لفتح طريق آمن للجرحى الى الداخل اللبناني مقابل إطلاق سراح العسكريين الذين كانوا مخطوفين لديه.

نسف محمّد هذه الإفادة، وقال انّه لا يعرف الأشخاص الذين حضروا الاجتماع، ولم يسمع بهم أصلاً، تماماً كما نفى ما اعترف به سابقاً إثر توقيفه بأنّ المسؤول الأمني لـ «النصرة» في عرسال والملقّب بـ «بلال» قد كلّفه القيام بعمليّة انتحاريّة بسيارة مفخّخة وتفجيرها في مركزٍ للجيش اللبنانيّ.

وبعد تفكيرٍ بهذه المهمّة، رفضها الشاب واختار أن ينتقل إلى الزبداني للقتال إلى جانب «النصرة». وفي طريقه إلى هناك، ألقى الجيش اللبنانيّ القبض عليه، وفق ما قال في إفادته الأوليّة.

وحكمت هيئة «العسكريّة» على محمّد بالأشغال الشاقّة لمدّة ثلاث سنوات وتجريده من حقوقه المدنيّة.


«أبو غاندي السّحمراني»


وفي «العسكريّة» أيضاً، مثل الموقوف أحمد السّحمراني. تختلف ملامح الشاب الثلاثيني عن ملامح والده غاندي السّحمراني، مسؤول «جند الشام» في مخيّم عين الحلوة قبل أن يقتل بطريقة غامضة بعد تعذيبه في العام 2010 وكان واحداً من أبرز المطلوبين في حينه.

منذ أن بدأ «أبو غاندي» الكلام، حاول أن يشير إلى اختلاف توجّهاته مع توجّهات والده «الذي كان ملفّه كبيراً ومتورّطا بأمور كثيرة» مع «عصبة الأنصار» و«جند الشام»، قبل أن يقول بالفم الملآن: «أنا جوي غير جوّ والدي الذي عيّش عائلتي في مأساة».

وبرغم ذلك، يبدو أنّ علاقات والده ورّطت الشاب الذي أتى اسمه على لسان أكثر من موقوف مرتبط بـ «كتائب عبد الله عزّام» بأنّه كان يتردّد إلى منزل توفيق طه. لا ينكر الشاب هذا الأمر، إلا أنّه يبرّره بـ «البحث عن حقيقة مقتل والده».

يؤكّد السّحمراني أنّ عدداً من أهمّ المطلوبين أمثال توفيق طه وأسامة الشهابي وهيثم الشعبي أتوا إلى منزله لمواساته بمقتل والده، وقرّروا تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة قاتلي السحمراني الأب. ولذلك، «اضطررتُ للجلوس معهم وأن أتردّد إلى منازلهم لمتابعة هذه القضيّة لأنّه في عين الحلوة لا قانون ولا قضاء، إلا أنّ اللجنة لم تكشف شيئاً»، يقول الموقوف.

بالنسبة للسحمراني، فإنّ «القضيّة تمّت ضبضبتها لأنّ والدي لبنانيّ يعيش في مخيّم عين الحلوة». هو يتّهم «عصبة الأنصار» بأنّهم اغتالوا والده، من دون أن يملك دليلاً واحداً على ذلك.

وإذا كان مقتل والده قد ورّطه في شبهة العلاقات مع بعض المتهمين في الإرهاب، إلّا أنّ هروبه إلى داخل مخيّم عين الحلوة وخوفه من دخول السّجن إثر معارك عبرا، هما اللذان فتّحا العيون على اسمه.

كانت علاقة السّحمراني بفضل شاكر أكثر من جيّدة، إذ كان أحد المنشدين في فرقته الدينيّة. يؤكّد الشاب أنّه كان يشارك في عدد من التظاهرات بطلبٍ من «الفنّان التائب»، وذلك تحسباً لإمكانيّة إنشاد بعض الأناشيد خلالها، ومؤكداً أيضاً أنّه كان يعرف أحمد الأسير، ولكنّه لم يكن من المنتمين إلى مجموعته.

أين كنت إبّان معارك عبرا؟ يقول السحمراني إنّه كان في المنزل ولم يشارك فيها ولم يطلب منه أحد ذلك أصلاً، لافتاً الانتباه إلى أنّ الخوف من السّجن وتركه لأولاده جعله يعيد تاريخ والده في الفرار إلى داخل المخيّم قبل أن يسلّم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبنانيّ.

وبعد استجوابه، أرجأ العميد إبراهيم الجلسة إلى 5 تشرين الأوّل للاستماع إلى عدد من الشهود.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024