منذ 7 سنوات | لبنان / السفير





تخفت ابتسامة نعيم عبّاس. بات يتعمّد الإرهابي الأشهر في لبنان أن «يبلع» تلك الضحكة التي كانت تعلو محياه كلّما دخل إلى قاعة المحكمة العسكريّة. يتقصّد الرجل ترك انطباع أمام الآخرين بأنّه غير مبال، برغم علمه أنّه ذاهب إلى حبل المشنقة، أو الموت داخل الزنزانة.

ولكن الإقلال من فرحه «المصطنع» لم ينعكس على «وقاحة» نعيم عباس، بل وصل الأمر حينما أوضح أنّه عيّن المحامية زينة المصري الأسبوع الماضي بعدما عزل محاميته فاديا شديد عن القوس (ثمّ اعتزلت شديد رسمياً وكالتها عنه)، وينتظر أن يلتقيها والاتّفاق معها على التّفاصيل «لأنّها يجب أن تمشي (في الجلسات) متل ما بدي ومش متل ما بدها»!

لم يخجل المخطّط والمنفّذ لمعظم الانفجارات التي حصلت في الضاحية الجنوبيّة، في المجاهرة للمرّة الثانية، بأنّه لا يريد أن يُحاكم أو أن يُستجوب، قائلاً: «ما بدي إمشي (بالجلسات) وما بدي اتحاكم!»، ولو أنّه لم ينطق بالسبب الحقيقي وهو أنّه ينتظر أن يكون على رأس قائمة أي تبادل بين الدّولة اللبنانيّة و «داعش».

أمّا أولئك الموقوفون بالعشرات على ذمّة أقواله، فلنعيم عباس حل: «أخلوا سبيلهم». بهذه البساطة، توجّه «أبو إسماعيل» إلى رئيس «العسكريّة» العميد الرّكن الطيّار خليل إبراهيم، ناصحاً إيّاه بالتوقيع على طلبات إخلاء السبيل. ليس ذلك فحسب، وإنّما ذكّره بأنّه أخلى سبيل أحد الأشخاص في الملفّ من دون استجواب. سريعاً، تذكّر إبراهيم مقصد الموقوف، ليشير إلى أنّ ما يتحدّث به غير صحيح، وإنّما أخلى سبيل هذا الشخص لأنّه كان موقوفاً في إحدى الدول الخليجيّة ثمّ أوقف لعدّة سنوات في لبنان قبل أن يتمّ إخلاء سبيله.

عباس، بصفته «محامي الدّفاع عن زملائه الموقوفين»، سخّر «معرفته القانونيّة» أيضاً كي يطالب بنقل جمال دفتردار من سجن الريحانيّة إلى «سجن فرع المعلومات» في رومية، أسوةً بأحمد الأسير وميشال سماحة، مشيراً إلى أنّ دفتردار لم يقترف أية أفعال جرميّة داخل الأراضي اللبنانيّة، وكان ردّ إبراهيم جازماً بأنّه لن يخلي سبيل أي شخص ولن يعمد إلى فصل الملفات عن ملفّات عباس، متوجهاً إلى عبّاس قائلاً: «أنت مسؤول وذنب هؤلاء الموقوفين برقبتك لأنّك تعطّل الجلسات»!

بقي نعيم عبّاس، أمس، نجم الجلسات. فيما كانت نجمة الغياب جمانة حميّد التي لم يظهر أثرها حينما نودي عليها داخل «العسكريّة». في المرّة السّابقة، جلست والدة «التومللي» لساعات طويلة على المقعد الأمامي بانتظار موعد جلسة ابنتها، لتقدّم تقريراً طبياً بأنّ ناقلة السيارة المفخّخة التي أفرج عنها في إطار صفقة التبادل بين الدّولة اللبنانيّة و «جبهة النصرة».. مريضة.

أمس لا حميّد ولا والدتها أتيتا إلى «العسكريّة»، ليقرّر إبراهيم محاكمة جمانة غيابياً وإرجاء الجلسة إلى 24 تشرين الأوّل المقبل


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024