منذ 7 سنوات | محلي / الجمهورية














ينتظر العالم بأسره نتائج استفتاء 23 حزيران الذي سيقرر مصير بريطانيا والاتحاد الاوروبي. كما يتحضّر العالم لاستيعاب تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في حال رُجحت هذه الكفة في الاستفتاء، خصوصاً أن رئيسة الاحتياطي الفدرالي جانيت يلن رأت ان خروج بريطانيا سيؤثر على الاقتصاد العالمي والظروف المالية في جميع انحاء العالم.

بانتظار الاستفتاء الذي يسمّيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «قفزة في الظلام»، يسود التوتر والقلق الاسواق المالية حالياً، والمصارف المركزية في اوروبا والولايات المتحدة واليابان والتي أشارت «صحيفة نيكاي الاقتصادية اليابانية» الى انها بدأت في وضع آلية طارئة لضخ سيولة بالدولار في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. ومن المرجّح ان تغذي تلك المصارف السوق، بالدولار من اجل تجنّب نقصه مع انخفاض سعر الجنيه الاسترليني.

وفيما تخشى السلطات اضطرابات كبيرة في الاسواق، اشارت صحيفة «نيكاي» الى ان «تسهيل توفر الدولار سيشكل عامل امان لاحتواء هذه الشكوك اذا حدث الاسوأ».

تابعت الصحيفة ان الاستراتيجية المرجّحة ستكون استخدام آليات «سواب»swap بالدولار بين الاحتياطي الفدرالي الاميركي والمصارف المركزية لليابان وكندا واوروبا.

اضافت ان بنك اليابان الذي يؤمّن دولارات الى المؤسسات المالية اسبوعيا، سيدرس عندئذ امكانية مضاعفة هذا النوع من العمليات «لعدة ايام متتالية»، مشيرة الى ان «البنك المركزي الاوروبي وبنك انكلترا يناقشان على الارجح اجراءات محددة مع الاحتياطي الفدرالي».

شماس

في هذا السياق، استغرب رئيس رابطة خريجي معهد «ماساتشوستس للتقنية» (MIT) رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، توجّه بريطانيا نحو الانفصال بينما العالم متوجّه نحو المزيد من الاندماج.

وتخوّف من أن يلي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، في حال حصوله، استفتاء جديد لخروج سكوتلاندا من بريطانيا العظمى، كون سكوتلاندا متمسّكة بالاتحاد الاوروبي. مشيرا الى ان ما يمكن ان ينقذ بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي هو سكوتلاندا.

واعتبر شماس أن خروج بريطانيا سيكبّدها خسائر كبيرة وسيؤدي الى تراجع النفس الليبرالي كما وسيشكل النكسة الاكبر للاتحاد الاوروبي منذ تأسيسه، وستنتج عنه حالة ضياع للهوية الاقتصادية لأوروبا.

ولفت شماس الى وجود شرخ كبير بين الاجيال في بريطانيا، حيث ان جيل الشباب يفضّل البقاء داخل الاتحاد الاوروبي، لأنه يعي ان مصلحته تكمن هناك من ناحية فرص العمل وغيرها من العوامل، في حين ان الجيل الاكبر سنّاً يريد الخروج رغم ان بريطانيا عاشت عصرها الذهبي بعد انضمامها الى الاتحاد الاوروبي.

وحول كلفة خروج بريطانيا من الاتحاد، قال شماس ان الكلفة هائلة، معدّدا بعض التداعيات:

1 – من المرجّح ان يخفّ وهج الجنيه الاسترليني الذي يعتبر حالياً من أهمّ العملات العالمية، إلا انه سيقبى عملة صعبة، رغم انه سيخسر حصّة من السوق لصالح عملات اخرى.

2 – تعتبر بريطانيا مركزا رئيساً للاسواق المالية الخارجية والحركة التجارية الاوروبية والتداولات المالية، وذلك رغم أنها خارج منطقة اليورو. وفي حال خروجها من الاتحاد الاوروبي، ستخسر بريطانيا حتماً هذا المركز.

3 – تفيد بعض الترجيحات بأن الاقتصاد البريطاني قد يعود 10 سنوات الى الوراء بشكل تدريجي تراكمي، حيث من المتوقع ان يتراجع النمو الاقتصادي 7 % بسبب تراجع النشاط الاقتصادي.

4 – بالنسبة للقطاع التجاري، تشكل المبادلات التجارية البريطانية مع الاتحاد الاوروبي 50 % من اجمالي المبادلات، وفي حال خروج بريطانيا، لن يعود هناك من أسس تفضيلية تربطها بالاتحاد الاوروبي مما سيؤثر بشكل كبير على حجم مبادلاتها التجارية مع الاتحاد.

5 – سينعكس تراجع النشاط الاقتصادي بطبيعة الحال على نسبة البطالة حيث سيرتفع عدد العاطلين عن العمل في بريطانيا وسيتراجع مستوى المعيشة.

وشرح شماس ان هذه العوامل مجتمعة، ستؤدّي الى خسارة بريطانيا لعظمتها. ولفت الى ان الاتحاد الاوروبي بعد 10 سنوات، سيشكل 25% فقط من النشاط الاقتصادي العالمي في ظلّ توسّع النشاط التجاري في آسيا خصوصا الصين، مجموعة البريكس والقارة الافريقية. وبالتالي، فان حصة الاتحاد الاوروبي ككلّ ضمن النشاط الاقتصادي العالمي ستتراجع، «وكم بالحريّ بريطانيا اذا أصبحت منفردة؟»

وذكر شماس ان استفتاء بريطانيا انعكس حالة قلق في الاسواق المالية العالمية وفي البنوك المركزية، حيث أحجم الفدرالي الأميركي عن رفع الفوائد في اجتماعه الاخير تحسّباً لتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. في المقابل، أثّر هذا الموضوع على سندات الخزينة الالمانية لأجل 10 سنوات، والتي جاءت فوائدها للمرةّ الاولى سلبية، بدليل ان الاموال تتّجه نحو الاماكن الاكثر أماناً.

التداعيات المحليّة

حول اي انعكاسات لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، على لبنان، ذكر شماس ان هذا الموضوع قد يشكل هزة اقتصادية شبيهة بأزمة «ليمان براذرز» أقلّه من الناحية النوعية لأنها ستكون أزمة على الصعيد الكوني ستؤدي الى حصول صدمة سلبية في الاسواق المالية قد تصل شظاياها الى لبنان.

ولفت الى ان انعكاسات الموجة الاولى ستطال اوروبا، في حين ان الموجة الثانية ستطال بقية دول العالم وستتراجع أسعار النفط مما قد يزيد من التحديات في الدول العربية ويؤثر بالتالي على التحويلات المالية الى لبنان.

كما اشار الى ان لبنان سيتأثر بالفوائد العالمية التي قد تتخذ منحى مجهولاً. أما بالنسبة الى حركة التبادل التجاري بين لبنان وبريطانيا، اعتبر شماس ان بريطانيا ليست من اهم الشركاء التجاريين، ولكن في حال تراجع سعر صرف الجنيه السترليني، وهو الامر المتوقع في حال حصول الخروج، سيستفيد لبنان من عملية الاستيراد، إلا ان هذا الامر لن يشكّل معادلة ذات أهمية كبرى.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024