منذ 7 سنوات | العالم / الأناضول

بعد مرور عدة أشهر على اتفاق سلام تاريخي في أفغانستان، يبدي الموالون لزعيم المعارضة السابق قلب الدين حكمتيار، تفاؤلًا بشأن عودته إلى أرض الوطن، لاسيما بعد تأكيد موسكو دعمها لقرار رفع اسمه من القائمة السوداء للأمم المتحدة.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وقع رئيس الحزب الإسلامي حكمتيار اتفاق سلام تاريخي مع الرئيس الأفعاني أشرف غني.

وينص الاتفاق على إخراج اسم "حكمتيار"، زعيم الحزب، وأعضائه من اللائحة السوداء الدولية، إلى جانب إنشاء ثكنة خاصة بهم في كابول، ليتمكنوا من الإقامة فيها بأمان، مع إمكانية استفادتهم من الدعم الحكومي، وإطلاق سراح أعضاء الحزب من السجون الأفغانية.

كما ينص الاتفاق على عدم خضوع حكمتيار لأي محاكمات سياسية أو عسكرية تتعلق بما قام به في الماضي.

وفي أعقاب الاتفاق، عاد معظم أنصار حكمتيار البلاد، بما فيهم نجله، حبيب الرحمن حكمتيار، بعد أن كانوا يقيمون بمخيمات اللاجئين الباكستانية.

وفي منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي، أرسلت الحكومة الأفغانية طلبًا رسميًا إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لرفع أسماء قادة الحزب الإسلامي من قائمة العقوبات الدولية، وسط مخاوف من معارضة روسية، إلا أن موسكو أكدت مؤخرًا أنها تؤيد هذه الخطوة في إطار دعمها لعملية السلام الأفغانية.

وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية الخميس الماضي خلال مؤتمر صحفي إن روسيا تدعم عملية السلام بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي في أفغانستان.

وأضافت أن الجانب الروسي مستعد للتعامل بمرونة عالية بما يخص قضية رفع أسماء بعض أعضاء الحزب الإسلامي الأفغاني من قائمة مجلس الأمن الدولي السوداء، تماشيًا مع المصالح الوطنية للبلاد".

وعن التأخير في اتخاذ قرار نهائي بها الشأن، أوضحت أنه يعود فقط لأسباب لوجستية.

وأخيرًا تعهدت المسؤولة بأن بلادها ستضع حل إيجابي لهذه القضية قبل نهاية الشهر الجاري.

وتعليقًا على هذا، قال المجلس الأعلى للسلام (HPC) في افغانستان للأناضول: "إننا متفائلون بشأن التطورات الأخيرة".

وقال عبد الحكيم مجاهد، نائب رئيس المجلس: "يتابع مستشار الرئيس الأفغاني للشؤون السياسية أكرم خبالواك الإجراءات اللوجستية وجميع التحضيرات الخاصة بعودة حكمتيار إلى أرض الوطن".

وأشار إلى أن "خبالواك أكد أن جميع الدول الأعضاء بمجلس الأمن لا يعارضون رفع اسم حكمتيار من القائمة السوداء، ووعد بحل جذري في غضون الشهر الجاري".

وأدلى مجاهد بهذا التصريح قبل فصله من منصبه الأسبوع الجاري، على خلفية وصفه حركة طالبان بـ "ملائكة السلام"، وتوجيهه انتقادات بحق سياسيين، ما أثار جدلاً على صفحات المواقع الإجتماعية، و ردود أفعال حادة من الجانب الحكومي.

والمجلس الأعلى للسلام (HPC)، هو هيئة حكومية، تضم ممثلين عن مرجعيات دينية مختلفة، تتولى مهمة بناء الثقة وجسور بين الحكومة والجماعات المسلحة.

ومن واشنطن، قال مسؤول في وزارة الخارجية للأناضول إن الولايات المتحدة لا تكشف علنًا عن المشاورات الجارية مع الأمم المتحدة بهذا الشأن، إلا أنه أكد دعم بلاده الكبير لجهود كابل للسلام.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية القضية، أن بلاده تدعم جهود الرئيس الأفغاني لإنهاء الصراع القائم من خلال الحوار والمفاوضات، "بما في ذلك طلب الحكومة الأفغانية لرفع اسم حكمتيار من عقوبات الأمم المتحدة".

وفي السياق نفسه، أعرب أعضاء الحزب الإسلامي عن تفاؤلهم بأن رفع العقوبات سيتم في غضون أيام.

وقال محمد نادر، وهو عضو بارز في الحزب الإسلامي للأناضول أن "دخول حكمتيار كابل أصبح وشيكا جدًا"، لافتَا أن الحكومة قدمت له مقر في إقليم "ننجرهار" بالقرب من عاصمة البلاد.

وتابع قائلًا أن الدبلوماسيين الروس أكدوا لنا خلال اجتماعات رسمية تأييدهم لخطوة رفع العقوبات.

وأوضح إلى جانب المساعي لعودة رئيس حزبنا ومؤيديه للبلاد، طالبنا الحكومة بالإفراج عن ألفين و500 محتجز من أعضاء حزبنا.

وحارب حكمتيار في ثمانينات القرن الماضي ضد الاتحاد السوفيتي، وتولى رئاسة الوزراء في التسعينات، قبل صعود حركة طالبان للحكم، إلا أن الولايات المتحدة صنفته إرهابيا عام 2003، كما وضعت الأمم المتحدة اسمه على القائمة السوداء.

ومنذ 14 عامًا، يقاتل "الحزب الإسلامي" الحكومة الأفغانية في مناطق مختلفة بأرجاء البلاد، ونفذ هجمات انتحارية استهدفت القوات الأفغانية والأجانب خاصة في كابول، قبل ان يبرم اتفاق سلام مع الحكومة العام الماضي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024