منذ 7 سنوات | حول العالم / وكالات

لم يشذ اللبنانيون عن القاعدة، فلاحقت بعضهم موجة الهوس التي تعم العالم حيث يلاحق مئات الآلاف من هواة لعبة "بوكيمون غو" (Pokémon GO)، من خلال كاميرات التليفونات الذكية لالتقاطه بطريقة تفاعلية تجعل الملاحقة الافتراضية تجري على أرض الواقع.

ففي لبنان، تحولت "بوكيمون غو" إلى ظاهرة، حيث يمكنك أن تلتقي بالعديد من الشبان والشابات في الشارع، يسيرون بتركيز على شاشة التليفون الذي يحملونه محاولين عبر الاستعانة بالكاميرا الخلفية ونظام التتبع العالمي (GPS) والخرائط إيجاد أعداد "بوكيمون" وإلقاء القبض عليها.

ومع إقرار البعض بتعلقهم باللعبة إلى حد "الإدمان"، فإنهم يسوقون المبررات لذلك، بأن ما يجعلها جاذبة هو أنها تفاعلية، بالإضافة إلى ما تثيره من حنين عند من هم في أوائل العشرينات والثلاثينات للعبة البوكيمون التي كانوا يلعبونها على آلة "نينتندو" وكذلك مسلسل "بوكيمون" أفلام الكارتون الشهير.

يشار إلى أن لعبة "بوكيمون غو" تستخدم تقنية الواقع المعزز، وطورتها شركة "نينتندو"، للهواتف المحمولة التي تعمل بنظامي "أندرويد" و"اي او اس"، وطرحت الشركة التطبيق في عدد من الدول مجانًا، في 6 يوليو/ تموز الماضي.

ويقوم مبدأ اللعبة على ملاحقة واصطياد ما تسمى بالـ"بوكيمونات" الافتراضية، المأخوذة من مسلل لأفلام الكرتون (بوكيمون)، في مواقع يحددها التطبيق عبر خرائط وأماكن حقيقية باستخدام تقنية "جي بي إس".

سلام داود (20 عاما)، تشرح للأناضول أساسيات اللعبة من خلال تليفونها الذكي، حيث هناك "معالم رئيسية" (land marks)، منها بعض مباني الجامعة الأمريكية في بيروت أو بالقرب من السراي الحكومي في وسط العاصمة وغيرها الكثير جداً، على اللاعب التوجه إليها حيث يمكنه أن يجمع الكرات وهذه ضرورية لاستخدامها في التقاط "بوكيمون".

وبحسب سلام، هناك أيضا ما يسمى "نقطة توقف للبوكيمون" (Poke-Stop) حيث يمكن للاعب أن يجمع جوائز تساعده للإمساك بالبوكيمون وكذلك جمع البيض (الكرات) حيث داخل كل واحدة منها بوكيمون لكن لكي يخرج هذا الكائن الافتراضي من البيضة على اللاعب أن يقطع سيرا على الأقدام مسافة تقدر بنحو 5 كيلومترات.

ومع الوقت يمكن تطوير البوكيمون بما يزيده قوة لاستخدامه في مواجهات (Battles) مع "بوكيمون" لأشخاص آخرين وذلك في منطقة تدعى "النادي" (Gym)، وهناك يوجد ثلاثة فرق تتمثل بثلاث ألوان هي الأزرق والأصفر والأحمر.

ومن هذا المنطلق، تشير سلام إلى أنها ليست مدمنة على اللعبة بمعنى أن "بعض الناس يمارسون اللعبة لخمس وست ساعات متواصلة في اليوم وهذا إدمان لا أقوم به".

لكنها تنظر إلى الأمور بإيجابية حيث أن ممارسة شقيقتها الكبرى للعبة جعلها تتشوق للتعرف عليها، وبالتالي "صرت أقضي وقتاً أكبر مع شقيقتي ونبحث عن البوكيمون سويا".

وترى في اللعبة "فرصة ليتعرف الناس على بعضهم البعض من خلال تجمعهم في معالم رئيسية مثلاً وتشاركهم الاهتمام نفسه والتجربة نفسها".

تُقر سلام ببعض السلبيات مثل الإدمان "وممارسة البعض للعبة حتى في مكان العمل"، لكن بالنسبة لها "الأمر يتعلق بحنين إلى مسلسل بوكيمون الذي كنت أشاهده في صغري".

لم تواجه حتى الآن أي مواقف محرجة كاضطرارها إلى الدخول إلى أملاك خاصة أو مواجهة أية مشكلة أمنية في طريقها لجمع البوكيمون.

وتمارس الشابة، اللعبة باعتدال – حتى الآن – في سبيل تحقيق هدف اللعبة النهائي وهو "أن تمشي في رحلة طويلة لتجميع البوكيمون وتطورهم وتدربهم ليصبحوا قادرين على القتال"، على حد قولها.

وبالنسبة للناحية الأمنية، قال أحد رجال الأمن المسؤولين عن حماية مبنى تابع للأمم المتحدة في بيروت: "منذ أيام كدنا نطلق النار على شاب راقبناه لأكثر من نصف ساعة وهو يدور حول المبنى".

وأضاف: "بقي يدور موجها كاميرا تليفونه نحو المبنى ومداخله وقد استطعنا رصده بكاميرات المراقبة، وانطلقنا للقبض عليه لنفاجأ بأنه يجمع البوكيمون!".

من جهته، اعتبر أدهم حسنية (29 عاما) أن هناك مبالغة في إضفاء الطابع المؤامراتي للعبة من الناحية الأمنية.

وقال أدهم الذي يمارس اللعبة منذ أكثر من أسبوعين وأدمنها لدرجة بلوغه المرحلة 15 منها في هذ المدة القصيرة: "ليست اللعبة مؤامراتية لهذه الدرجة.. قد تكون هناك عملية جمع معلومات بهدف مراقبة سلوكيات الأفراد لأهداف تسويقية أو تجارية واقتصادية لكن لا تهدف إلى تهديد الأمن فليست كل المراكز الأمنية أماكن جذب لالتقاط البوكيمون".

وأوضح في حديثه مع الأناضول أن بعض نقاط الجذب "تقودني إلى أسواق تجارية أو دور سينما"، مشيراً إلى أن ذلك قد يكون دافعا للتسوق.

وأضاف "عرفت مؤخراً أنه قد يكون بإمكان كل مؤسسة تجارية أن تجعل من المؤسسة نقطة جذب للبوكيمون لجذب اللاعبين وهذا بمثابة ترويج للمؤسسة".

ويُقر أدهم أنه مدمن على اللعبة مستطرداً في هذا الصدد "هي إدمان مثل أي شيء كالفيسبوك لكنها أصبحت عند البعض هوسا كونها تتطلب حركة وممارسة المشي وهذا شيء ظاهر ولا يمكن ما يحولها الى ظاهرة".

ويعود تعلق أدهم بالبوكيمون "لأنني من الجيل الذي عرف اللعبة الأساسية على جهاز نينتندو، لذا ما إن أصبحت بوكيمون غو، موجودة كنت من أوائل من حمّلها على التليفون ومارستها منذ أسبوعين ونصف".

ومضى قائلاً "أستطيع أن أقول بحسب تجربتي الشخصية أن اللعبة جذبتني لأنها أثارت النوستالجيا (الحنين) عندي تجاه النينتندو Nintendo"، وهذا ما يفسر بالنسبة إلي تعلق الشباب من أوائل الثلاثينات وأواخر العشرينات باللعبة".

ويرجع أدهم سر جاذبة اللعبة لدى صغار السن، إلى "استخدام الكاميرا وتقنية الواقع المعزز نقل اللعبة من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي فصارت اللعبة حية وتفاعلية".

ويشرح أدهم موقفا مضحكاً واجهه أحد أصدقائه الذين يدمنون اللعبة، قائلاً: طبيعة عمل صديقي تجعله في احتكاك دائم مع السياسيين، لذا في إحدى مقابلاته مؤخراً مع أحد السياسيين قام بالتقاط بوكيمون في مكتب النائب (اللبناني) لا بل وأخبره، فما كان من النائب الذي لا يعرف باللعبة إلا أن استنكر وجود حشرات من هذا النوع في مكتبه". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024