قال الجيش العراقي إن القوات الخاصة اقتحمت مجمع جامعة الموصل في شمال شرق المدينة يوم الجمعة وتقدمت لتصل إلى جسرين آخرين على نهر دجلة وتجبر مسلحي تنظيم داعش على التقهقر.

وقالت مراسلة لرويترز إن المتشددين يحاولون صد الهجوم في الجامعة التي سيطروا عليها عندما اجتاحوا المدينة في 2014 وإن هناك اشتباكات عنيفة داخل الحرم الجامعي.

واستعادت القوات العراقية معظم أحياء شرق الموصل ضمن حملة مدعومة من الولايات المتحدة بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر وتسارعت مع بداية العام في ظل استخدام أساليب جديدة وتحسين التنسيق.

وتستهدف القوات العراقية استعادة السيطرة الكاملة على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقطع الموصل من الشمال للجنوب قبل أن تتمكن من شن هجمات على الجزء الغربي الذي لا يزال تنظيم داعش يسيطر عليه بالكامل.

ومن شأن طرد تنظيمداعش من معقله في الموصل أن يطوي صفحة الشطر العراقي من دولة الخلافة التي تمتد عبر مناطق في العراق وسوريا.

وقال ضابط كبير في جهاز مكافحة الإرهاب إن الجامعة هي أهم قاعدة للدولة الإسلامية في الشطر الشرقي من المدينة.

وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان إن قوات النخبة العراقية تمكنت بحلول مساء الجمعة من السيطرة على جزء من مجمع الجامعة ووصلت إلى جسرين آخرين من الجسور الخمسة التي تربط شرق الموصل بغربها.

وأضاف للتلفزيون الحكومي "إن شاء الله خلال فترة قليلة جدا سنعلن تطهير الساحل الأيسر بالكامل لأنه لم يتبق كثيرا من المناطق في هذا الساحل."

وبهذا تكون القوات العراقية قد وصلت إلى ثلاثة جسور في أقصى الجنوب بالموصل بعد أن شقت طريقها إلى الجسر الرابع منذ أيام.

وأشاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم الهجوم بالغارات الجوية والتدريب والمشورة بالتقدم الذي أُحرز الجمعة.

وقال الكولونيل بسلاح الجو جون دوريان في بيان "لا تزال هناك حاجة لمزيد من العمل لكن أيام تنظيم داعش تقترب من نهايتها سريعا."

جرافات

قال اللواء الركن سامي العارضي وهو ضابط كبير في جهاز مكافحة الإرهاب إن الجامعة كانت أهم قاعدة للدولة الإسلامية في النصف الشرقي من المدينة.

وكان ذكر في وقت سابق يوم أن القوات تتوغل في الجامعة بعد أن حطمت الجرافات جدارا يحيط بالحرم مما مكن قوات جهاز مكافحة الإرهاب المسلحة بالقذائف الصاروخية من الدخول.

وقال ضابط عراقي إن وحدات الجيش مدعومة بضربات جوية سيطرت في الوقت ذاته على حي الحدباء إلى الشمال من الجامعة وإنها ستساعد في الهجوم على مجمع الجامعة.

وقال قائد آخر هذا الأسبوع إن استعادة الجامعة ستكون مكسبا مهما لأنها ستتيح مزيدا من التقدم لأن الجامعة تطل على مناطق أقرب إلى النهر.

وتسارعت وتيرة تقدم القوات العراقية في الأسبوعين الماضيين بعدما تعطلت بعد أن واجهت معارك ضارية بالشوارع في أواخر نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول واختباء المتشددين بين السكان المدنيين.

وأكسبت الأساليب الجديدة المستخدمة منذ مطلع العام ومنها غارة ليلية وتحسين الدفاعات ضد السيارات الملغومة الحملة قوة دافعة جديدة.

وأبلغ دبلوماسي غربي كبير رويترز هذا الأسبوع أن تحسين التنسيق بين الفرق العسكرية المختلفة مثل جهاز مكافحة الإرهاب والجيش النظامي ساعد أيضا في هذا الصدد.

وقال الدبلوماسي "مع تحرك (داعش) لقتال جهاز مكافحة الإرهاب فهذه فرصة للجيش العراقي لشن هجوم ضد دفاعات أضعف كثيرا."

وأضاف أن تأمين مناطق على طول نهر دجلة سيكون حاسما.

وتابع "متى وصلت إلى النهر يمكنك حينئذ تطهيره ببطء لأنه سيكون بوسعك عندها قطع خطوط الاتصال."

ومن المتوقع أن تبدأ الهجمات على النصف الغربي من الموصل فور تأمين القوات العراقية للضفة الشرقية.

وفي تقدم منفصل على مسافة أبعد نحو الجنوب قال نعمان إن وحدات أخرى من جهاز مكافحة الإرهاب وصلت إلى الجسر الثاني الذي يطلق عليه أيضا اسم جسر الحرية والجسر القديم أو الجسر الحديدي عبر نهر دجلة.

وتضرب الهجمات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة كل الجسور في محاولة لعرقلة حركة مقاتلي اداعش في المدينة. ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون وعراقيون إن التنظيم المتشدد أحدث مزيدا من الأضرار بجسرين على الأقل في محاولة لعرقلة أي تقدم للقوات العراقية عبر النهر.

تشارك في الحملة قوة قوامها 100 ألف من القوات العراقية والمقاتلين الأكراد والفصائل الشيعية بالإضافة إلى دعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024