حققت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي تقدماً كبيراً في العملية العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل، بعدما بات واضحا انهيار الخطوط الدفاعية لتنظيم «داعش« في الساحل الأيسر (شرق المدينة) وتوالي سقوط الاحياء والمراكز الحكومية الحساسة كأحجار الدومينو، وسط فرار العناصر المتطرفة الى الجانب الغربي للموصل الذي يعد حصن التنظيم الحصين.


ومع تأكيد السلطات العسكرية العراقية على استمرار الاشتباكات في احياء شرق الموصل، الا ان المكاسب المتحققة اظهرت انحسار «داعش« الى احياء معدودة وتصدع القيادة المركزية للتنظيم بعد فرار اغلب القيادات الميدانية، ما يسرع من خطوات استعادة الساحل الايسر، ويمنح القوات العراقية المهاجمة فرصة لالتقاط الانفاس قبل انطلاق عمليات طرد المتشددين من المدينة القديمة البالغ عدد سكانها 750 الف نسمة.


وبحسب بيانات رسمية صادرة من قيادة عمليات نينوى بثتها خلية الاعلام الحربي امس، فإن «قوات جهاز مكافحة الارهاب حررت حي الصدرية في الجانب الأيسر من الموصل، وسيطرت على الجسر الثاني (جسر الحرية)، كما حررت مبنى محافظة نينوى ومجلس المحافظة الجديد، وبناية قائممقام الموصل، ودائرة الزراعة، ودائرة التخطيط العمراني، ودائرة عقارات الدولة«.


وأشارت البيانات العسكرية الى ان «قوات مكافحة الاٍرهاب اقتحمت جامعة الموصل وسيطرت على عدد من البنايات، وهي مستمرة بالتقدم لتحقيق أهدافها»، مشيرة الى «قيام داعش بتفجير كل الجسور على نهر دجلة في مدينة الموصل، وتحديدا الرابطة بين الساحل الايسر والأيمن، محاولة يائسة لإعاقة تقدم القوات المحررة باتجاه الجانب الأيمن من الموصل الذي ما زالت تسيطر عليه«.


وأكدت البيانات ان «قيادة قوات مكافحة الاٍرهاب حررت احياء الكفاءات الاولى والنصر والفيصلية ورفعت العلم العراقي على مبانيها بعد تكبيد «داعش« خسائر بالارواح والمعدات«.


وأكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان أنه تم تحرير أكثر من 50 في المئة من مناطق الساحل الايسر لمدينة الموصل. وقال: «هناك تقدم كبير لقواتنا وفي احياء كثيرة من مدينة الموصل، ولا تزال مستمرة حتى الآن لاستعادتها من داعش«، مشيراً إلى أنه «تم القضاء على أكثر من 400 مسلح لـ»داعش« خلال المعارك الجارية«.


وأعلن قادة جهاز مكافحة الإرهاب في العراق فرض سيطرة شبه كاملة على مناطق الساحل الأيسر من نهر دجلة والحد من تحركات عناصر «داعش«.


وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية امس أن «مديرية الاستخبارات العسكرية بالتنسيق مع القوة الجوية، دمرت مقر ما يُسمى اللجنة المركزية لـ»داعش« في نينوى، وقتلت أبرز قادته»، مشيراً الى ان «من بين القتلى ابو عباس القريشي، مسؤول اللجنة في نينوى والرقة، ومستشار ابراهيم السامرائي (ابو بكر البغدادي، زعيم «داعش«) ومسؤول عن قيادة العمليات في نينوى«.


وأشار البيان الى «قتل تايس بيل مونتي، الملقب بابو عمر الهولندي، مسؤول الاجانب والحركات لما يُسمى الكتائب الانغماسية في الموصل، وقتل فيصل المعيوف، الملقب بفيصل الهلاويش، مسؤول حماية الهولندي في حي المهندسين في نينوى«.


وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، في تصريحات كاشفة على غير العادة، إن زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي «يتنقل في جميع الأنحاء» وإن «أيامه معدودة»، وذلك في مقابلة بُثت على شبكة «بي بي اس».


وأضاف كارتر: «أنا على ثقة، وأنا لا أريد أن أقول أكثر من ذلك، ولكنني لا أريد أن أكون أحد كبار قادة داعش. كثير منهم توفي بالفعل، وكلما قمنا بالمزيد نعرف أكثر عن أماكن وجودهم. لذلك، فإن أيامه معدودة وهذا ينطبق على كل من تبقى من القيادة.» 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024