منذ 7 سنوات | غريبة / المجلة

يحاول مواطن من مدينة الإسكندرية المصرية إثبات صحة جنسيته، وما إذا كان مصريًا أم فرنسيًا. وبعد عمر بلغ 92 عامًا، ما زال الرجل يتردد على السلطات في كل من القاهرة وباريس، لمعرفة هل هو مصري أم فرنسي. ويقول مسؤول مصري إن الأوراق تشير إلى أن والده فرنسي، بينما تجيب السفارة الفرنسية في القاهرة، بأنه لا يوجد ما يؤكد ذلك.
عبد الوهاب سليمان ميتو، مقيم بمنطقة بحري، أحد أعرق أحياء المدينة الواقعة شمال غربي العاصمة المصرية. ظل طيلة أكثر من تسعة عقود يعيش مثل أي مواطن يحمل الجنسية المصرية. يتمتع بكل الحقوق وعليه جميع الواجبات التي يقرها الدستور والقانون.
يحمل هذا العجوز السكندري شهادة ميلاد وجواز سفر وجميع الأوراق الحكومية التي تقول إنه مصري. ليس هذا فقط بل إن أولاده شاركوا في عدد من الحروب التي خاضتها مصر، إلا أن كل هذا لم يشفع له، حيث واجه صدمة شديدة حين أثبتت الأوراق الحكومية أن والده غير مصري ومن رعايا الدولة الفرنسية.


خطاب من السفارة الفرنسية يقول إنها لا تستطيع إثبات أن ميتو فرنسي
خطاب من السفارة الفرنسية يقول إنها لا تستطيع إثبات أن ميتو فرنسي


وترتب على كل ذلك عدم صحة جنسيته المصرية وأنه مواطن فرنسي تابع للدولة الفرنسية، وأن 92 عاما من عمره، قضاها كمصري، ذهبت أدراج الرياح وأن عليه أن يبدأ مرحلة جديدة من حياته متنقلا بين الجهات الحكومية المصرية والفرنسية ليثبت بالأوراق هل هو مصري أم فرنسي؟ وتقول السلطات في كل من البلدين إن الأمر ما زال في طور البحث.
الحكاية كما جاءت على لسان عبد الوهاب سليمان ميتو، بطل الواقعة، تقول إنه في عام 2007 صدر قرار بوقف التعامل من خلال بطاقة إثبات الشخصية الورقية واستبدال بها بطاقة الرقم القومي. وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي قلبت حياته، حتى الآن.
ويضيف أنه جرى إخطاره من السلطات المصرية أن والده لا يحمل الجنسية المصرية، وغير مسجل في الكشوف الرسمية، وأنه يحمل أوراقًا تثبت أنه أحد رعايا الدولة الفرنسية… أي يحمل الجنسية الفرنسية، مما يترتب عليه عدم الاعتراف بجميع الأوراق التي يحملها مثل بطاقة إثبات الشخصية وجواز السفر.


بيانات السجلات المصرية تقول إن جنسية والد عبد الوهاب «حماية فرنسا»
بيانات السجلات المصرية تقول إن جنسية والد عبد الوهاب «حماية فرنسا»


ويواصل الرجل حكايته قائلاً: تم رفض استخراج بطاقة الرقم القومي المصرية، وجرى رفض الاعتراف بأي أوراق أحملها، رغم قيامي بأداء فريضة الحج قبل سنوات، وأداء أولادي الخدمة العسكرية بمصر، وعدم اعتراض أي جهة حكومية مصرية على هذا.
ويضيف: «كان علي أن أطرق الجانب الآخر من الأزمة، وأذهب إلى السفارة الفرنسية وأبحث عن أي أوراق تثبت حمل والدي الجنسية الفرنسية، لوضع حد لهذه المأساة، إلا أن السفارة الفرنسية ردت بأنه لا يوجد أي أوراق تثبت حمل والدي للجنسية الفرنسية، وبالتالي (أنت مصري ابن مصري، ولستَ فرنسيا)».

ويقول الرجل: «منذ عام 2007، حتى الآن، ما زالت حائرًا وأبحث عن إجابة عن سؤالي: هل أنا مصري أم فرنسي؟! وعندما يتوفاني الله، هل سيتم استخراج شهادة وفاة مصرية أم فرنسية. هذه الأسئلة أضعها أمام المسؤولين لعل قلبهم يرق لي ويسرعوا لوضع حل لهذه الأزمة».


ميتو ورحلة البحث عن حقيقة جنسيته
ميتو ورحلة البحث عن حقيقة جنسيته



جواز السفر المصري لعبد الوهاب سليمان ميتو
جواز السفر المصري لعبد الوهاب سليمان ميتو



بطاقة الهوية المصرية القديمة لميتو
بطاقة الهوية المصرية القديمة لميتو





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024