شن الطيران الروسي غارات مكثفة أمس على جنوب مدينة حلب مؤازرة لقوات النظام السوري، مما ابطأ الهجوم الذي تشنه الفصائل المعارضة في محاولة لتخفيف الحصار عن الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرتها في المدينة.

ورأى مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان "هذه المعركة هي الفرصة الاخيرة لمقاتلي المعارضة... ان خسروها فسيكون من الصعب عليهم ان يشنوا هجوما اخر لفك الحصار".


وفي محافظة ادلب، رصد المرصد "20 حالة اختناق في بلدة سراقب". ونقل عن سكان في البلدة "اتهامهم قوات النظام بالقاء غاز الكلورين" من غير ان يتمكن من التحقق من صحة ذلك.
وتحدث المرصد صباحاً عن "قصف طائرات مروحية بالبراميل المتفجرة ليل أمس مناطق في البلدة".


وكان خمسة جنود روس قتلوا الاثنين اثر اسقاط مروحية كانوا فيها في ريف سراقب الشمالي الشرقي.


ويسيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف فصائل اسلامية في مقدمها "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) على محافظة ادلب منذ الصيف الماضي.


ونشر الدفاع المدني السوري الذي يصف نفسه بأنه مجموعة محايدة من المتطوعين في أعمال البحث والإنقاذ تسجيلاً مصوراً في موقع "يوتيوب" يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني أقنعة أوكسيجين.


وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تدرس تقارير عن إلقاء غاز سام على سراقب وإنه إذا صحت تلك التقارير فستكون "بالغ الخطورة".


وصرح الناطق باسم الوزارة جون كيربي في مؤتمر صحافي: "إذا صح هذا... فسيكون بالغ الخطورة". وأضاف أن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد صحة التقارير التي أوردها مسعفون سوريون يعملون في منطقة تخضع لسيطرة المعارضة.


ووصف الكرملين الأنباء عن هجوم كيميائي روسي في المنطقة بأنها مختلقة إعلامياً.


وقالت الأمم المتحدة إنها على علم بتقارير إعلامية عن هجوم بالغازات السامة في سوريا، لكنها لا تستطيع تأكيد صحتها.


وفي المقابل، صرح مدير صحة حلب محمد حزوري بأن خمسة أشخاص قتلوا وأن ثمانية آخرين أصيبوا بحالات اختناق جراء سقوط قذائف تحوي غازات سامة أطلقتها مجموعات مسلحة على المدينة القديمة في حلب.


وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن شخصين قتلا وأن 11 آخرين جرحوا نتيجة سقوط قذيفة صاروخية على حي صلاح الدين.


وقال عبد الرحمن إن 11 مدنياً قتلوا بينهم خمسة أطفال على الأقل في غارات شنتها طائرات حربية "يعتقد انها روسية" على بلدة الاتارب.


تقدم في منبج


وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، تقدمت "قوات سوريا الديموقراطية" داخل مدينة منبج وتمكنت من السيطرة على أحياء سكنية عدة في القسم الشرقي والغربي في مقابل انكفاء تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الى وسط المدينة وشمالها.


وأوضح المرصد أن هذه القوات باتت "تسيطر على نحو 60 في المئة من مساحة المدينة"، في تقدم هو "الاسرع والابرز" منذ بدء هجومها نهاية أيار.

موسكو
ووصفت موسكو روسيا ان دعوة وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا والنظام السوري الى ضبط النفس في مناطق القتال في حلب بأنها "غير مقبولة".


وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف :"فور حصول تقدم فعلي في المعارك ضد الارهابيين حققه الجيش السوري بدعم منا، بدأ الاميركيون اعتماد اساليب ملتوية وطالبونا بوقف قتال الارهابيين". وأضاف: "من غير المناسب على الاطلاق تأمين غطاء" للفصائل المعارضة المسلحة وحلفائها من الجهاديين الذين تحاصرهم قوات النظام في حلب في شمال سوريا.


وكان كيري صرح الاثنين بان على روسيا والنظام السوري ضبط النفس في العمليات العسكرية في حلب.


وعلق ريابكوف: "ان نسمع واشنطن تقول إن الساعات والايام المقبلة ستكون حاسمة، فهذا يوازي توجيه انذار بلهجة غير مقبولة. انه بالنسبة الي ابتزاز معهود اعتاده الاميركيون". كما رفض تشكيك الولايات المتحدة في اعلان موسكو فتح النظام السوري بفتح ممرات انسانية في حلب.

أوباما


وفي واشنطن، أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما ان الولايات المتحدة لا تزال تسعى الى التعاون مع روسيا لايجاد حلول ديبلوماسية للنزاعين في سوريا وأوكرانيا على رغم العلاقة "الصعبة" بين البلدين.


جاء كلام أوباما خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض في شأن قضية التجسس على البريد الالكتروني للحزب الديموقراطي الذي تتهم واشنطن موسكو بالوقوف وراءها لتعزيز موقع المرشح الجمهوري دونالد ترامب.


ورداً على سؤال في هذا الصدد تجنب أوباما الاجابة مباشرة، مكتفياً بأن "الكثير من الدول تحاول قرصنة اعمالنا".


ووصف أوباما العلاقات مع روسيا التي تشهد فتوراً منذ عام 2012 بانها "قاسية وصعبة... إلا ان هذا الامر لن يمنعنا من محاولة البحث عن حلول عندما نستطيع ذلك، مثلاً تطبيق اتفاقات مينسك (الاتفاقات الرباعية للسلام في أوكرانيا) والعمل على نحو يدفع روسيا والانفصاليين الى القاء السلاح والتوقف عن مضايقة أوكرانيا... وهذا لن يمنعنا أيضاً من السعي للوصول الى انتقال سياسي في سوريا يضع حداً للعذاب هناك"


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024