منذ 7 سنوات | العالم / 24.ae The Guardian

فيما يتصاعد التوتر في العلاقات بين واشنطن وموسكو، ويطرد أوباما ديبلوماسيين روس، تكثر التساؤلات عما إذا كان العالم سيشهد حرباً باردة جديدة. 

هذا ما يحاول ماثيو دانكونا، كاتب عمود سياسي أسبوعي في صحيفة ذا غارديان البريطانية، وباحث زائر في جامعة كوين ماري في لندن الإجابة عنه، لافتاً إلى أن ما يجري حالياً حرب تتم عبر مكتب ساخن، وحيث يستطيع جنودها العمل في أي مكان، من خلال أجهزة كمبيوتر محمولة، وفي مقاهي للإنتريت، أو من عمق جهاز الاستخبارات الروسية. وأما أسلحة هؤلاء فهي بايتات، لا طلقات. إنها الفوضى الرقمية. 

التحدي الأول
وبحسب الكاتب، تمثل هذه الحرب أول تحد جيوسياسي تواجهه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. فحتى تاريخه، رد الرئيس أوباما على الهجمات الإلكترونية الروسية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عبر مجموعة من العقوبات، والتي امتنع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن الرد عليها، لأسباب تكتيكية. وسرعان ما لجأ دونالد ترامب إلى تويتر ليثني على قرار بوتين، وليصفه بالرجل "الفائق الذكاء". 

ما بين الجيد والمجنون
ويرى دانكونا أنه، في ظل هذه المواقف الغربية التي تتأرجح ما بين الجيدة والجنونية والقبيحة، يجدر برئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن تتخذ موقفاً ليس شبيهاً بالطريقة التي تعاملت بها مع بوتين خلال الأشهر الأخيرة. ففي أكتوبر( تشرين الأول) الأخير، اتهمت ماي القوات الروسية بارتكاب "فظائع مقززة" في حلب، وأرسلت 800 جندي إلى أستونيا، حيث تتمركز إحدى أربع كتائب تابعة للناتو، من أجل ردع أي عدوان روسي. 

مواصلة الضغط
وفي نوفمبر( تشرين الثاني)، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية عن حاجة الغرب "لمواصلة الضغط على روسيا"، بسبب سلوكها في سوريا. وبإرسالها قوات وصواريخ بعيدة المدى ودقيقة ودبابات وطائرات إلى أستونيا، هي تدرك أن بناء القوة في البلطيق يعد بمثابة تحذير واضح لبوتين لعدم تجريب حظوظه. 

نصف الحكاية 
وكما يقول الكاتب، تدرك ماي أن الحرب التقليدية ما هي إلا نصف الحكاية. وذلك ما أكده آندرو باركر، المدير العام لجهاز الاستخبارات البريطانية إم آي 5، في لقاء مع غارديان في العام الماضي، بقوله: "تستخدم روسيا جميع سلطاتها وأدواتها الرسمية من أجل تصدير سياستها الخارجية، وبأسلوب عدواني، يشتمل على بروباغندا وتجسس وهجمات إلكترونية. إن روسيا ناشطة حول أوروبا وداخل المملكة المتحدة". 

لا استرضاء
وفي هذ السياق، يقول دانكونا إنه يصعب تصور انضمام ماي لجوقة ترامب في التهليل لبوتين. ولكن مع أقل من أسبوعين على دخوله البيت الأبيض كرئيس جديد لأمريكا، يفترض برئيسة الوزراء البريطانية أن تعمل على تأكيد رؤية بريطانيا في عالم ما بعد بريكزيت، والعمل على الحفاظ على "العلاقة الخاصة" التي تجمع البلدين، ولربما عبر صفقة تجارية ثنائية جديدة. وقد سر حلفاء ماي عندما أشار الرئيس الأمريكي المنتخب، في مكالمته الهاتفية الأولى معها، للعلاقة الخاصة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان بمارغريت تاتشر. 

أرضية مشتركة
ويشير الكاتب إلى أنه من الواضح عدم وجود قناعات متشابهة ما بين ترامب ورئيسة وزراء بريطانيا. ولكن كليهما محافظان ويتشاركان في التأكيد على سيادة الدولة. ولكن فيما يتعلق بالناتو والإجراءات الحمائية وتغير المناخ والإسلام، وأشياء كثيرة، فهما مختلفان بشدة. وعند هذه النقطة، تتركز مهمة ماي في إيجاد أرضية مشتركة دون تقديم تنازلات. 

ثبات
وبحسب دانكونا، هناك حاجة لقيام شخصية سياسية مرموقة، مثل ماي، بتوضيح حقائق حتمية للرئيس المنتخب. لا بد من إعلامه أن تودده السياسي لبوتين، لا يؤدي فقط لحدوث انقسام في حزبه وبلده، وفي الغرب أيضاً، بل يرسل أسوأ إشارة ممكنة لطاغية ينتظر الضوء الأخضر. وكما قالت يوماً السيدة الحديدية "لا وقت اليوم للتردد". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024