انشغـل المـسـؤولـون اللبنانيون امس ولليوم الثاني على التوالي بمتابعة اجراءات نقل جثامين اللبنانيين الثلاثة الذين سقطوا في الاعتداء الإرهابي على الملهى الليلي في اسطنبول مع الجرحى الخمسة.

على أن انصراف الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الى مواكبة هذه المأساة، ابقى هامش المتابعات السياسية مفتوحا، على جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا الاربعاء، والحافل جدول أعمالها بالمراسيم النفطية والقرارات الإدارية، الى جانب مستجدات الاوضاع السياسية المحلية والإقليمية في ضوء ما يوصف بـ «الهجمة الداعشية»، في اسطنبول وبغداد، واحتمال اقترابها من الساحة اللبنانية المحصنة أمنيا إلى حد بعيد.

ويقول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم: إننا تعلمنا من تجاربنا السابقة وقد مررنا بحروب ودفعنا أثمانا غالية حتى وصلنا إلى هذا الاستقرار في لبنان.

ولفت في حديث إذاعي إلى ان الشعب اللبناني بثقافته يرفض الفكر المتطرف، وهو ليس ارضية صالحة لهذا النوع من الفكر، وداخل كل لبنان مسلم هناك مسيحي وداخل كل لبناني مسيحي هناك مسلم. وهذا التنوع وهذه الحضارة تعكس رفض الإرهاب. وأكد اللواء إبراهيم على التنسيق القائم بين الاجهزة الامنية والغطاء السياسي المؤمن لهذا التنسيق، ولدينا عناصر كبيرة تجعل من وضعنا أكثر استقرارا وأمنا من باقي دول الجوار. وقال: نستطيع ان نواجه الهواجس، وقد قررنا ان نواجه كل المصاعب.

والى جانب جلسة مجلس الوزراء، التي تُعد أولى الجلسات المنتجة لحكومة الحريري تابعت دوائر القصر الجمهوري التحضير لزيارة الرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية، الاثنين المقبل في التاسع من يناير، على رأس وفد وزاري رفيع، تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث سيلتقي الى جانب خادم الحرمين كبار المسؤولين السعوديين الآخرين.

وتستمر الزيارة التي هي الأولى له إلى المملكة، وإلى الخارج بعد تسلمه الرئاسة، يوم الثلاثاء، يغادر بعدها إلى الدوحة في زيارة رسمية أيضا.

البطريرك الماروني بشارة الراعي حيّا الدولة اللبنانية التي تستعيد مؤسساتها الدستورية وتنطلق نحو بناء دولة القانون القادرة والمنتجة، دولة الإنماء الاقتصادي والاستقرار المالي، دولة يثق فيها المواطنون في الداخل والخارج بمقدار ما تكون دولة تخدم الخير العام.

بدوره المطران إلياس عودة متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، أمل في قداس رأس السنة بإعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة عبر وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وقال عودة: نحن اليوم بحاجة إلى ديكتاتور عادل، لا يتهاون مع كل من يسيء إلى الوطن والى الدستور والمؤسسات، ويطبق القوانين على الجميع ويعامل الجميع بالتساوي.

بدوره رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أيوب حميد ان لبنان خلاصه بالخلاص من الطائفية السياسية البغيضة والتمسك بالعيش المشترك، ويجب فصل موضوع الاحوال الشخصية عن المقاربة عن الطائفية وإلغاء الطائفية السياسية.

وقال في حفل تأبيني: نحن نتطلع بآمال عريضة لمرحلة جديدة في تاريخ الوطن، وان نستطيع في هذه المرحلة، وان كانت قصيرة لعمر الحكومة، صياغة قانون انتخابي عصري جديد يعتمد الدائرة الكبرى، وان نفي ببعض ما يتطلع الناس اليه من هموم وشجون على كل المستويات. واعتبر ان هذا الوطن تم الحفاظ على امنه وسلامته من خلال الوعي والجهد الاستثنائي للاجهزة الامنية العسكرية، التي هي عين ساهرة لا تنام على أمن الوطن رغم الامكانيات المتواضعة، وايضا من خلال حرص الجميع على عدم افساح المجال امام الاختراق الارهابي.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024