منذ 7 سنوات | حول العالم / Huffington Post

لم يستسلم حاتم السرساوي البالغ من العمر 10 سنوات لمرض التوحد الذي بدأت أعراضه بالظهور عليه في سن السنتين.

مثل الأشخاص العاديين وربما أكثر منهم براعة، يمتلك أصغر إخوته الأربعة مهارات البرمجة وتصليح الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

فمتى ظهرت هذه الموهبة؟ وكيف أسهمت الأسرة البسيطة التي تعيش بحي الشجاعية بغزة في تطويرها؟

بداية المشوار

كان اكتشاف المرض مفاجأة للأسرة، تقول والدة حاتم لـ"هافنغتون بوست عربي"، إن الأمر لم يكن سهلاً عليها، وتوضح أن صغيرها تأخر كثيراً بالمشي والنطق، فكان مختلفاً عن باقي الأطفال الذين في سنه، واستمر الأمر إلى سن الثلاث سنوات.

وتابعت الأم حديثها قائلة "لم يكن يتجاوب معي، وكان يفضل الجلوس وحده بعيداً عن الأنظار، كما لا ينتبه إلى حديثي، ولا يتجاوب معي، ودائماً أنظاره مشتتة".

لم يكن حاتم يسمع كلام والدته، وكان يخاف الخروج من المنزل.

اعتقد الوالدان أن طفلهما أصم وأبكم، يقول والد حاتم لـ"هافينغتون بوست عربي": "إلا أن جميع الأطباء أكدوا لي بأن السمع والنطق سليم، وبالنهاية كانت النتيجة أنه مصاب بالتوحد، لذا ألحقته بـ"جمعية الحق في الحياة" منذ ست سنوات، والآن أصبح وضعه جيداً".

تقول الوالدة: التحق حاتم بالجمعية التي تهتم بهذه الحالات، وتقدم لهم الخدمات التعليمية، لكنها تقوم قبل ذلك بتقييم مستوى الذكاء لدى الطفل حتى تحدد أي مرحلة يمكن الالتحاق بها. وأوضح التقييم أن حاتم مستعد لدخول الصف الثاني مباشرة وهو بعمر العشر سنوات.

بداية التغيير

لاحظت الأسرة تغييراً على تصرفات الطفل داخل المنزل، إذ أصبح حاتم ينتبه بشكل أكبر ويتكلم ويقرأ ويجلس مع إخوته، ولكن ما زال انطوائياً بعض الشيء.

انتبهت الأسرة إلى اهتمام حاتم بالتعامل مع الأجهزة الإلكترونية، إذ يقوم ببرمجة التلفاز وتحميل القنوات، وبرمجة وإضافة الأرقام إلى الجوالات.



photo

نقط القوة

وقالت الأم إن حاتم "يمسك دائماً بالمفك ويقوم بتفكيك الأجهزة وإصلاحها، بعيداً عن أنظار الأسرة، ولا يحب أن يتدخل أحد بعمله أو أن يراه وهو يبرمج ويصلح الأجهزة".

وأضافت أن لديه أكثر من خمسة حسابات على فيسبوك، ويقوم بإضافة العديد من الأصدقاء والحديث معهم لمدة طويلة، ويشارك بعض الفيديوهات والصور والمقولات التي تعجبه "من يشاهد حسابه لا يصدق أنه لطفل بهذا العمر وبحالته الصحية"، توضح الأم.

لكن التواصل مع الناس يقتصر على الشبكات الاجتماعية، في حين ما زال حاتم يخاف من التواصل مع الناس بشكل مباشر.

وتضيف والدة حاتم، أن التواصل الواقعي يقتصر على إخوته، أما الناس فلا يزال الأمر صعباً "هو لا يقبل مرافقتي لزيارة الأقارب، وكثيراً ما أطلب منه اللعب مع أطفال الجيران لا يقبل ويخاف منهم كثيراً، بل يفضل الجلوس في المنزل"، تشير المتحدثة.

أما عن علاقة حاتم بمعلماته في الجمعية، فتقول الأم إنه يحبهن ويكون سعيداً بالحديث عنهن، ويحب أن يحكي للأسرة المواقف التي تحدث معه في المدرسة.

الرسالة

يحب حاتم أن يمسك المصحف ويقرأ فيه، رغم أنه لا يعرف كل الحروف، وتكون الأسرة سعيدة بذلك.



photo

وتوجه والدة حاتم التي تعايشت مع حالة ابنها وتبدو سعيدة برعايته رغم القلق الذي يظهر عليها، رسالة لجميع الأمهات، اللاتي يعاني أطفالهن من هذا المرض، قائلة "اهتممن بحالة هؤلاء الأطفال ولا تستسلمن أمام هذا المرض، بدعوى أنه لا يمكن فعل شيء، هؤلاء الأطفال يمتلكون قدرات لا يمتلكها الطفل العادي، يكفي فقط معرفة نقطة القوة لديهم".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024