ليس مدهشاً أن تكثر الشكوك والإتهامات حول محمد دياب، مؤلف فيلم اشتباك، الذى عرض في السينمات المصرية الأيام الماضية، بسبب قصة الفيلم التي تقف بجانب المعارضين والمتظاهرين أبان عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتعارضها مع أحداث فيلم "الجزيرة" الذى ألفه "دياب" ايضاً، واعتبره البعض معادياً لثورة يناير 2011.

خرج علينا "دياب" بقصه فيلمه الجديد الذي تدور أحداثه في صيف عام 2013، أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتم تصوير جميع أحداثه داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات مع المظاهرات وحالة الفوضي التي يعيشها الشارع.

ولكن ما جعل الكثير يتعجب، أن مؤلف اشتباك، هو نفسه الذى ألف فيلم الجزيرة بجزئيه، الذي الجزء الأول منهما بتسليم الفنان احمد السقا للشرطة بعد نشوب حرب دامية بين أهل الصعيد وبين الحكومه، والتى شنها عليه "خالد الصاوى" بعد خروج منصور الحفنى "أحمد السقا" عن سيطرته.

لقطة من فيلم الجزيرة 1



وبدأ الجزء الثاني من فيلم الجزيرة فى أحداث الثورة، 24 يناير 2011، بهروب أحمد السقا فى موجه اقتحام السجون لينقذه أحد رجاله من يد الرحايبه "عائله هند صبرى"، ويظهر الفنان خالد صالح بدور "قائد قبيله الرحاله"، التي تعتمد على أفكار متطرفة ويأخذون من الإسلام ستاراً لهم، ويشبهم بالجراد إذا هموا على الأرض أخذوا كل ماهو أخضر ويابس.

أحداث الفيلمين المتشابهة، كان مؤلفها مختلفاً، ما أثار تساؤلات البعض، هل يكون غرض "دياب" من فيلمه الجديد أن يمجد للداخلية أم يشوه صورة الإسلاميين كما فعلها من قبل في "الجزيرة".

الجزيرة 2



خرج الفيلم من مهرجان "كان" السينمائي بدون أية جوائز، واعترض على عرضه في مصر بسبب أحداثه المثيرة للجدل، ولكن مع مرور الوقت وافقت الدولة عليه، ولكن فوجئ الجمهور في بداية العرض الخاص للفيلم "اشتباك" بعبارة باهتة كتبت بالأبيض وبخط غير واضح، وسط الشاشة، فوق المشهد الأول، وهي "بعد ثورة 30 يونيو قامت جماعة الإخوان باشتباكات دامية لمنع الانتقال السلمى للسلطة".

وفي اليوم التالي للعرض الخاص، قال خالد دياب إن الجملة المكتوبة على الشاشة في بداية الفيلم، أضافتها الرقابة وليس صناع الفيلم، مشيراً إلى أن الرقابة اشترطت إما إضافة الجملة أو عدم عرض الفيلم في مصر.

وأوضح دياب على حسابه في "فيس بوك"، أنه يحسب على الرقابة أنها تأخرت في إعطاء تصاريح الفيلم، أما ما يحسب لها أنها "سمحت بعرضه في ظل الهستيريا التي نعيش فيها بدون حذف مشهد واحد، ودعا دياب المشاهدين لتجاهل تلك الجملة.

الحقيقة أن كلام "دياب" يدل أن الفيلم يحتوي على مشاهد كانت تستحق الحذف، ومع ذلك سمح جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بعرضه، ما يكثر الشكوك حول محمد دياب وليس التضامن معه.

خالد ديابخالد واتهم محمد دياب جهاز الرقابة بفرض العبارة على التتر كشرط لعرضه، ولكن قابله منتج الفيلم محمد حفظى، وقال إن الرقابة لم تفرض العبارة وإنما تم وضعها بالتوافق معها.

وقبل عرض الفيلم في مصر بأيام قال دياب عبر صفحته الشخصية "فيس بوك" أنه تلقي رسالة من الممثل الأمريكي توم هانكس، تشيد بفيلم اشتباك، وكان هذا كافياً لمؤلف الفيلم فقد أشاد به ممثل عالمي له جمهور كبير من المحبين.

ولكن دياب لم يتوقف عند هذا، وطالب الجمهور بعدم تجاهل الفيلم قائلاً عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سيسمح للفيلم بالنزول يوم أو اثنين ثم يسحب مرة أخرى باعتبار أن الجمهور تجاهله، وفى أثناء ذلك لا يتم وضع بوسترات أو إعلانات الفيلم أمام السينمات، وكذلك تأخير صدور تصريح الرقابة الفنية أقصى وقت ممكن".

وأكد أن "هناك خلطاً عند البعض، فالفيلم ليس موجهًا ضد أحد لكنه يرصد الهستريا والاستقطاب وجوهره الإنساني، وذلك طبقًا لآراء النقاد المصريين الذين شاهدوا الفيلم على اختلاف توجهاتهم"، ولكن حسب المنتج محمد محفوظ، اصطلح  "دياب" مع جهاز الرقابة على وضع جملة افتتاحية تشير إلى عنف جماعة الإخوان المسلمين.

وطالب منتج الفيلم أيضاً، الجمهور بأن يدافعوا عن الفيلم، لأنه أصبح موجودًا بين أيدي الرقاية، مشيراً إلى أن عدم دخول الجمهور الفيلم يعنى أنه سيتم سحبه وعدم عرضه مرة أخرى، وليس ذلك فحسب، بل سيتم منع جميع الأفلام المستقبلية التى تأخذ نفس المنحنى، وذلك لأنه لا يوجد منتج بعد ذلك سيضع أمواله فى فيلم يعلم أنه خسران، بحسب وصفه.

وبعد عرض الفيلم لا ندري ما هي الأفلام المستقبلية التي يتحدث عنها دياب، وكيف سيكون اتجاهها بعد الموافقة على عرض اشتباك مقابل جملة على عنف فصيل بعينه.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024