لا أحد تحدث عن المرأة وأنصفها على شاشة السينما فى العصر الحديث مثلما فعل محمد خان، ولا أحد أيضا صنع نجمات سينما بمنتهى السهولة واليسر مثلما فعل هو أيضا، ولا أحد كذلك تحدث عن هموم النساء بشكل إنسانى دون تنظير أو فذلكة من المخرجين الرجل مثلما كان الراحل.

المخرج المصرى محمد خان الذى رحل عن عالمنا منتصف الأسبوع الماضى، كان واحدا من مخرجين قلائل اختاروا طواعية أن يدافعوا بفنهم عن المرأة، وانتصر فى أعماله للبطلة، بأعمال كثيرة استطاع من خلالها أن يقدم نجمات، ويحصد بهن الجوائز، ويتركهن لسلم النجومية من بعده.

خان لم يكتف بتقديم أعمال تنتصر فى جوهرها لقضايا المرأة، بل انحاز أيضا إلى الكاتبة أعماله الأخيرة هى من تأليف زوجته السيناريست وسام سليمان كما انحاز كذلك إلى البطلات، فصارت الأعمال لوحة نسائية تناصر حقوق المرأة التى لطالما كان يجلها ويوقرها فى أعماله، بدايته كانت فى عام 1978 بفيلم «ضربة شمس» ومن قتها وهو ينتصر للمرأة فى الأعمال، فقدم فيلم «زوجة رجل مهم» الذى قامت ببطولته ميرفت أمين والراحل أحمد زكى الذى حصد جائزة أفضل ممثل عن الفيلم، وذلك من مهرجان دمشق السينمائى الدولى عام 87، كما قدم فيلم «أحلام هند وكاميليا» الذى توجت فيه نجلاء فتحى بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان «طقشند» السينمائى الدولى بالاتحاد السوفييتى عام 1988، وكذلك أفلام مثل «موعد على العشاء وفتاة المصنع وقبل زحمة الصيف وبنات وسط البلد»، وغيرها.

فى هذا الإطار قدم خان نجمات كثيرات يَدِنَّ بالفضل له لوضعهن فى مصافِّ النجومية الحقيقية بعد العمل معه، ولعل التجربة أكدت ذلك فى فيلم «بنات وسط البلد» بعدما أسند البطولة للثنائى منة شلبى وهند صبرى، وكان سببا فى الكشف عن موهبة الثنائى فى البطولة، وكان الفيلم عملا فارقا فى حياة الثنائى الذى تصدر البطولة من بعدها، وكذلك كان الأمر مع الفنانة غادة عادل التى قامت ببطولة فيلمه «فى شقة مصر الجديدة» وصارت من وقتها البطلة، التى تسلك طريقا مميزا ومختلفا بين بطلات الفن، حتى إنها كان من المفترض أن تلتقى بخان مرة أخرى فى فيلم «بنات روزا» الذى تكتبه وسام سليمان، إلا أن القدر لم يكتب للتجربة أن تتم، حيث توفى خان بعد أن أعلن أن الفيلم هو مشروعه المقبل وأن غادة هى بطلته.

ياسمين رئيس تدين بالفضل الأكبر فى مشوارها الفنى لمحمد خان، فهو من جعلها البطلة، وقت أن استعان بها لبطولة فيلم «فتاة المصنع» وقت أن كان اسمها سنيدة فى عالم الفن، إلا أنه وثق فى موهبتها وقرر أن يسند البطولة إليها، وبالفعل هى لم تخذله واستطاعت أن تجسد كل ما يريده فى العمل، ونالت عن ذلك جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبى السينمائى الدولى وقت أن عرض الفيلم، ومن بعدها صارت ياسمين رئيس بطلة وابتعدت عن الأدوار المساعدة فى الأفلام التى تشارك فيها وكان آخرها فيلم «هيبتا».

أما هنا شيحة فقدرها أن تكون آخر بطلة لأعمال محمد خان، بعدما أسند إليها بطولة فيلم «قبل زحمة الصيف»، الذى عرض قبل أشهر، وكانت التجربة الأولى التى تجمعها بخان، وقدمها كما لم تظهر من قبل حتى إن الجمهور للمرة الأولى كان يعلق على هنا شيحة فى عمل من الأعمال، واستطاعت هنا من خلال الفيلم أن تكسر تقاليد خان كما قالت، وكان بينهما الكثير من الأسرار التى تحدثت عنها، وأنها ترغب فى التعاون مجددا بعدما قدم لها خان ما لم يقدمه غيره ولكن فى النهاية رحل خان وترك بناته بطلات بعدما أمن مستقبلهن الفنى.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024