منذ 7 سنوات | لبنان / السفير













هل المعارك العنيفة التي شهدها ويشهدها مخيم عين الحلوة منذ 48 ساعة وحصدت حتى مساء أمس، اربعة قتلى وعددا كبيرا من الجرحى واضرارا مادية كبيرة تقع في إطار مشهد أكبر، وتحديدا الصراع الذي يدور في أكثر من ساحة بين قوى الاعتدال من جهة وقوى التكفير من جهة ثانية؟

لليوم الثاني على التوالي، تواصلت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة وحصدت المزيد من الضحايا، وقالت مصادر فلسطينية إن هذه المعارك بضراوتها وغزارة نيرانها وخصوصا القذائف الصاروخية، لم تكن لتندلع «لولا وجود كبسة زر خارجية وصلت الى المجموعات السلفية بتصعيد الموقف الامني في المخيم الى هذه الدرجة بالتزامن مع قرب الاعلان عن انسحاب آخر مسلح «سلفي» عن مدينة حلب في سوريا».

واكدت المصادر «ان كل القرارات التي اتخذت لوقف اطلاق النار وسحب المسلحين منذ عصر امس الاول ولغاية تاريخ امس وتم الاتفاق بشأنها والاعلان عنها من قبل اللجنة الامنية الفلسطينية العليا كانت تسقط فورا وتتجدد بشكل عنيف في كل منطقة الشارع الفوقاني بين البركسات وسوق الخضار ومتفرعاته في محور أحياء طيطبا وعكبرة وعرب زبيدات والصفاف والبركسات».

وتوقفت مصادر «حركة فتح» امام واقعة اغتيال الكادر في «عصبة الانصار» سامر نجمة امس الاول في عقر دار «العصبة» في الصفصاف وفي وضح النهار متسائلة من له مصلحة في هكذا عملية في وضح النهار»، وتشدد على «ان من يقود هذه الاشتباكات الآن هم مجموعة من الشباب والناشطين السلفيين في المخيم خصوصا ان «عصبة الانصار» كانت قد اصدرت بيانا اكدت فيه بان لا علاقة لها بالمطلق بهذه الاشتباكات وانها في انتظار عمل لجنة التحقيق ونتائجها. كما ان «حركة فتح» اصدرت بيانا اعلنت التزامها التام بوقف اطلاق النار وعدم التصعيد والاكتفاء بالدفاع عن النفس فقط».

وبالرغم من الاجتماع الفلسطيني الموسع الذي انعقد بعد ظهر امس في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت بمشاركة «فتح» وعصبة «الانصار» وفصائل «المنظمة» و«التحالف» والقوى الاسلامية و«انصارالله» والاتفاق على وقف شامل لاطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق، انفجر الوضع الأمني في المخيم بعيد الساعة الثالثة من عصر امس بالتزامن مع تشييع القتيلين سامر حميد الملقب («نجمة») ومحمود صالح اللذين سقطا امس الاول حيث دوت القذائف في سماء صيدا والمخيم اضافة الى نيران الاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وتركزت في محور طيطبا وعرب زبيد والصفصاف وانتقلت بين الزواريب والمنازل وبالقرب من سنترال البراق ومجمع الانروا وتسببت بنزوح كبير من هذه الأحياء وادت الى سقوط قتيل رابع هو السوري محمد الغار من الحجر الاسود.

واقفلت مدارس وكالة «الاونروا» حرصا على سلامة التلامذة وسجلت حركة نزوح كثيفة من أحياء الصفصاف، عكبرة، طيطبا والبركسات بعد تجدد الاشتباكات.

وعند السابعة مساء تم الاتفاق مجددا على وقف اطلاق النار، الا ان اصوات الرشقات النارية ظلت تسمع حتى ساعة متأخرة.

وتابع رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة تطورات الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة وأجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات مع أعضاء اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا داعيا الى تطويق الإشكالات الأمنية وحصر تداعياتها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024