عسّروا الحلال، فيسّروا الحرام!
الأسرة هي تلك الجوهرة الخفية التي تُبنى عليها الأُمّة و إذا صلُحت تصلح بها أحوال الأُمّة. الأسرة هي نهر الخير الذي تستطيع أن تخلفه ورائك بعد رحيلك.

هناك مقولة تقول:

“إما أن تبني أسرة أو تبني سجنًا.”
فإما أن تبني عائلة لها هدف و أسرة متماسكة سليمة، و لا أقول سعيدة، لأن السعادة و الحزن لا بد منهما، فهذه دنيا و ليست جنة، بيد أنّ العائلة التي تحمل هدفا، لا يجف نبضها أبدا و تظل متماسكة أمام الإبتلاءات و المصاعب بعون الله، و في كل الاحوال لا بد من المصاعب، فلماذا لا تكون أسرة متماسكة راضية، تشكر في السراء و تصبر و ترضى في الضرّاء، أسرة تقوم على المودة و الرحمة.

أو أن تبني سجنا، فهذا الإبن او البنت إذا فقد حنان و دفئ العائلة، فإمّا أن يكون له مكان في احدى السجون و إما أنه سيصنع لنفسه سجنا بالحياة و لمن حوله، يكون ضائعا، لا قِيَم و لا أخلاق.
الحياة مليونيات من الإختيارات الصغيرة التي تبني إختيارات كبيرة، خُـذ قرارك الآن.

يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
“إذا جاءكم من ترضون دينه وخُــلُـقُـه فزوِّجُـوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”
صدق رسول الله صلى الله عليه و سـلم.

و لم يقُل رسولنا الكريم: إذا جاءكم من ترضون حسابه بالبنك! أو من ترضون إسم عائلته! أو شهادته و تحصيله العلمي.
للأسف نلتفت أحيانا للشق الأول من الحديث و نترك الشق الآخر و هو الوضع القائم حاليا في مجتمعنا و البلاد.
علّ العنوان يصدمك، و لكن إن تفكرت فيه قليلا، ستجد أن هذا واقعنا المرير، تعالوا معي نرى تكاليف الحلال التي وضعها المجتمع و هو الزواج و تكاليف ما هو دون ذلك.

بيد أنني أشدد أن التكاليف المادية و الخسائر المادية أهون بكثير من الخسائر التي يخسرها الشاب و الفتاة بالعلاقات الحرام، فلماذا لا نُيَسِّر الحلال؟ لماذا لا نُيسِّر الزواج؟!

تكاليف الزواج
إقتناء أرض يُكلِّف مليون و مائتين ألف شيقل، و رخص البناء ما يقارب 40 ألف شيقل، و بناء البيت بأقل تقدير 500 ألف شيقل، يإختصار، شاب يبلغ من العمر 25 سنة، عليه أن يعيش مثل عمره أعمار كي يشعر شعور إنساني طبيعي و هو من حقه و قامت عليه السموات و الارض و هو: الحُب.

المهر، الذهب، الهدايا، تكاليف حفلة العرس المبالغ فيها و الأكل الذي مصيره حاويات الزبالة للأسف!
المظاهر الكذّابة التي تركض ورائها والدة العروس أو العروس نفسها ظنًّا منها أنها تجعل من نفسها غالية، أختي الكريمة، قيمتك ليست بالمادة، إنما ترفعين قيمتك بأخلاقك و دينك و ليس بالخزانة التي اشترت مثلها بنت خالتك أو فلانة، اللي لازم حالا و فورا نغيظها من شان تفهم انه انت مش أقل منها!

و تلك المظاهر الكذّابة بحفلة الزفاف: أكل من نوعية معينة، و زينة بالاف الشواقل .
لطفا، كلامي دقيق، لهذا لا تُحَلِّل حديثي بطريقة غير منطقية! في حالة أنك إنسان مقتدر فلا ضير أبـدا بصرف هذه الأموال (مع الحرص على عدم البذخ و الترف المُفرِط) في حالة أنك غير ذلك، فلا تشُقْ على الشاب بهذه الطلبات المُبالغ فيها و كأنها جزء من العقيدة و لا بد من تنفيذها.

بعض الحلول المُقترحة
1)    السكن في بيت محاذي او فوق بيت أهل الشاب.
2)    السكن بالإيجار.
3)    عدم المبالغة بتكاليف حفل الزواج، لا حاجة للعشاء الذي للأسف يُلقى أغلبه في الحاويات، هناك طرق أخرى و هي ناجحة أكثر، مثل المعجنات، الحلويات، المكسرات، مشروبات خفيفة، عشاء دون أن تكلف كل وجبة 70 او 90 شيقل، و هو عشاء رائع دون تبذير و مظاهر كذابة.
4)    إبتعد عن القيل و القال، و فلانة عملت و فلان عمل، إلتفت لصحيفتك و اترك صحيفة غيرك فهي تكفيك.
5)    توكّل على الله. الإنسان يتكون من عنصرين: الجسد و الروح.
يقول د.مصطفى محمود: “إذا أصيب المخ بالتلف.. يصاب النطق بالتلف و لا تصاب الذاكرة ، لأن الذاكرة حكمها حكم الروح و لا يجري عليها ما يجري على الجسد.” من كتاب “رحلتي من الشـك إلى الإيمان”.
و لهذا اظن يقينا ان الافضل الارتقاء بالروح و ليس الجسد. يستطيعون تشويه جسدك اما روحك و انت مع الله لا يشوهها احد، لذا توكل على الله، عليك بالدعاء و السعي جاهدا كي تبني أسرة سليمة و لها هدف.
6)    أهلي و أحبائي، تذكروا أن الله الذي يهدي الغني هو القدير الذي يرزق الفقير و يغنيه.
7)    بعض التعاون من الطرفين للطرفين ماديا و معنويا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024