قرر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان كما يبدو، الاستعانة على قضاء حوائجه اللبنانية بالكتمان، لكن صمته لم يعمر طويلا بعدما سبقه برنامج زيارته الى وسائل الاعلام التي استقصته من اصحاب المواعيد.

وهكذا، فعلى الرغم من بيان المكتب الاعلامي للسفارة الفرنسية الذي قال ان برنامج لودريان غير معلن وانه لن يعقد مؤتمرات صحافية، فقد وصل البرنامج إلى صفحات الصحف والشاشات، بعدها قرر لودريان التحدث الى الصحافيين، إثر لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا، صباح امس الخميس، قائلا: «إن الهدف من زيارتي الأولى للبنان استطلاع الوضع سعيا للمساعدة في إيجاد الحلول للأزمة التي يمر بها لبنان والبحث مع مختلف الأطراف في كيفية إنجاز الحل المنشود».

اما الرئيس ميقاتي فقد اختصر الحل بانتخاب رئيس للجمهورية.

ومن السراي الحكومي انتقل لودريان الى بكركي ترافقه السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، وأعلن بعد اللقاء أنه لا يحمل أي طرح، مضيفا ان: «هدف الزيارة المساعدة على الخروج من الأزمة التي يعانيها لبنان وكان لنا لقاء مطول مع البطريرك الراعي تطرقنا خلاله الى الأزمة السياسة والاجتماعية وشرحت للبطريرك أهمية مهمتي وسنتواصل مع كل الأفرقاء في لبنان للإسراع في الخروج من الأزمة السياسية».

وأعلن أنه سيسعى «إلى وضع أجندة إصلاحات تعطي الأمل بإخراج لبنان من أزمته ولا أحمل أي طرح لكنني سأستمع الى الجميع والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين».

ومن بكركي انتقل لودريان ومعه سفيرة بلاده الى معراب حيث كان بانتظاره رئيس «حزب القوات اللبنانية» د.سمير جعجع الذي يقود حملة المعارضة ضد مرشح ثنائي «أمل وحزب الله» سليمان فرنجية الذي سوقت له فرنسا في الفترة الأخيرة.

لودريان لم يتحدث الى الصحافيين بعد اللقاء، لكن جعجع عقد مؤتمرا صحافيا أكد فيه ان التواصل والحوار لم ينقطع أبدا، مع المسؤولين الفرنسيين، وإن لودريان يسعى لإيجاد الحلول وهو مرحب به مثل أي موفد اجنبي آخر، نافيا في رده على سؤال، أن يكون الموفد الفرنسي طرح معه اسم فرنجية أو سواه، وقال: «أنا طرحت فكرة العودة إلى مجلس النواب واحترام الأصول ونحن جاهزون لانتخاب مرشح لكن ليس على الطريقة السابقة».

بعد الظهر زار لودريان رئيس «حزب التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في البياضة، ثم التقى رئيس «كتله الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في قصر الصنوبر، حيث مقر اقامة السفارة الفرنسية.

والتقى، أيضا، سفراء الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني: السعودية، قطر، مصر الى جانب الولايات المتحدة التي غابت سفيرتها وحل محلها القائم بالأعمال.

وفي قصر الصنوبر التقى لودريان المرشح الرئاسي سليمان فرنجية.

وحظي بالاهتمام العشاء الذي أقامه السفير السعودي في بيروت وليد بخاري مساء امس، تحت عنوان: «الديبلوماسية المستدامة». وشارك فيه عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية.

وغابت السفيرة الأميركية دوروثي شيا عن هذه المناسبة، كونها ما تزال في واشنطن حيث تتحضر للمثول أمام الكونغرس، قبيل تسلمها منصب ممثلية بلادها في الأمم المتحدة، وقد ألقت، مساء الثلاثاء كلمة مسجلة عبر الشاشة، في الاحتفال الذي أقامته السفارة الأميركية في القاعة التي كانت تعرف باسم «بيال»، بمناسبة العيد الوطني الأميركي، وشددت فيها على مواصفات الرئيس الواردة في البيان الثلاثي: الأميركي ـ السعودي ـ الفرنسي، الصادر في نيويورك في سبتمبر 2022.

وجرى تقديم موعد الحفل الذي كان يفترض أنه سيتم في الرابع من يوليو، قبل وصول السفيرة الاميركية الجديدة ليز ريتشارد التي ستنتظر انتخاب رئيس للجمهورية لتقدم له اوراق اعتمادها في لبنان.

وثمة من يعتقد ان تقديم الحفل، بالمناسبة، له علاقة بموعد وصول الموفد الرئاسي الفرنسي، والتذكير بالبيان الثلاثي الصادر في نيويورك والذي رسم بوضوح ملامح ومواصفات رئيس لبنان العتيد، وهو غير المرشح الذي سعت المبادرة الفرنسية الى تسويقه.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024