منذ سنة | لبنان / اللواء


يمضي الوضع اللبناني على انتظاراته، التي تتخطى المسارات الاقليمية والدولية الى انتظارات لبنانية، من غير الواضح تماماً على ما ترتكز، باستثناء تأثيرات الخارج على الداخل.

ففي وقت كشف فيه وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان عن دعوة وجهها لنظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان لزيارة طهران، خصص اليوم الأخير من زيارته الى لبنان لزيارة الجنوب، والاجتماع الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة.

واعتبرت مصادر سياسية ان زيارة عبد اللهيان في هذا الظرف بالذات، لاتنفصل عن حدثين اساسيين، ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وخطوات تنفيذ الاتفاق السعودي الايراني وابعاده وتاثيره على حلفاء ايران وتحديدا حزب الله في لبنان.

وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن زيارة الوزير اللهيان، التي تناول فيها موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، بلغة ديبلوماسية صرفة، تجنب فيها تبني هذا المرشح أو ذاك، وتحديدا اسم مرشح الحزب، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية،حاول اعطاء انطباع ظاهري ملتبس، مفاده بأن نظام طهران لايتدخل بانتخابات رئاسة الجمهورية وان مايتوافق عليه اللبنانيون، تدعمه حكومة بلاده، الامر الذي يحتمل اكثر من تفسير، الاول تجنب النظام الايراني الزام نفسه بتاييد شخصية معينة موالية للحزب، في غمرة الاتصالات الجارية،بين دول اللقاء الخماسي وفي اعقاب اتفاق بكين، اما افساحا بالمجال لامكانية التفاهم مع الدول المعنية،بالتوصل إلى مرشح توافقي مقبول من الجميع، او التحضير للتملص من تأييد بلاده وحليفها بلبنان لفرنجية،وهذا هو المرجح، بعد انكفاء فرنسي جزئي عبر عنه بيان وزارة الخارجية الفرنسية بصراحة،بعد اعتراض مكشوف من قبل معظم دول لقاء باريس الخماسي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وقطر، والكتل النيابية المسيحية الثلاث بالبرلمان اللبناني.

اما بالنسبة لتاثير الاتفاق السعودي الايراني على لبنان، فاعتبرت المصادر ان وزير الخارجية الايراني، حاول قدر الامكان، اعطاء انطباع للحزب وحلفائه، مفاده تحييد وضعية الحزب وسلاحه ودوره من اي تاثير، انطلاقا من مهمته ودوره بمقاومة إسرائيل. وقد حاول عبر زيارته لمناطق مقابلة للحدود الجنوبية، زيادة هذه الطمأنينه وبعث رسالة واضحة بهذ الخصوص.

وفي أول اتصال من نوعه يستدعي التوقف عنده، زار نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، عضو تكتل لبنان القوي، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وجرى البحث في احياء التواصل بين الجانبين، على ايقاع ترتيبات الزائر الايراني.

وفي محاولة غير واضحة الترتيبات، وحتى النتائج مع مضي الفريق العوني في اعلان الرفض لترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة الاولى ومن هذه الوجهة توقفت مصادر سياسية عن المسعى الذي جرى امس عبر ابوصعب لكسر القطيعة بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

إذا، عاد الاستحقاق الرئاسي الى الواجهة مجدداً مع مبادرة سيقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وباشر اتصالاته لأجلها، فيما ردت القوات اللبنانية على كلام الرئيس نبيه بري امس لـ «اللواء» بالقول انه «يحاول احياء الموتى ولن يمر مرشح الممانعة»، فيما بقي التداول والتشاور قائماً بين القوى السياسية وسط استمرار حراك النائب المستقل الدكتور غسان سكاف لتسويق مبادرته لدى قوى المعارضة والنواب المستقلين و«التغييريين» القائمة على طرح عشرة اسماء لمرشحين مقبولين يتم اختيار اثنين منهم.

وفي حين اختتم وزير خارجية ايران امير حسين عبد اللهيان زيارته الى بيروت وتوجه الى دمشق مستبقا زيارة الرئيس رئيسي الى سوريا يوم الاربعاء، وصل الى بيروت المبعوث الخاص للحكومة الصينية بشأن قضايا الشرق الاوسط تزاي جون على رأس وفد. والتقى كلا من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وتم البحث حسب المعلومات الرسمية «في العلاقات الثنائية والتطورات في الشرق الاوسط، وكيفية تعزيز سُبل التعاون بين لبنان والصين، لاسيما في المجالين الاقتصادي والسياحي. وأعرب المبعوث الصيني عن رغبة بلاده في زيادة استثماراتها في لبنان».

مبادرة بوصعب

بدأ نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، تحركاً رئاسياً بمبادرة فردية منه بهدف تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وباشر لقاءات مع القوى السياسية ومن موقعه كنائب رئيس المجلس النيابي، وبعيداً عن وضعه كعضو ضمن تكتل لبنان القوي، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء المختلفين، وتضييق مساحة الإختلاف لا سيّما في الموضوع الرئاسي.

وإستهل بو صعب تحركه بزيارة امس الى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في حارة حريك، وسيقوم بوصعب الأسبوع المقبل، بزيارة إلى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كما وتشمل جولته أحزاباً وقيادات مختلفة لبلورة رؤية متقاربة من الاستحقاق الرئاسي.

وأوضح بو صعب، أن لقائه بالنائب محمد رعد له هدفين، تقييم المرحلة التي يمرّ بها البلد، والعمل لإيجاد مخارج مشتركة بين الكتل النيابية.

وأكد أن «عنوان الحديث اليوم هو التواصل ومد الجسور بين الافرقاء، فالحوار يمكن ان يصل الى نتيجة افضل، وقد لمست خلال اللقاء الانفتاح الكامل لاي جهد للتواصل مع كل الافرقاء دون استثناء».

وردا على كلام الرئيس بري لـ «اللواء» صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية بيان قالت فيه: يُتابع الرئيس نبيه بري محاولة إحياء الموتى عن طريق الإيحاء المتكرِّر أنّ الرئاسة الأولى ستبقى خاضعة للممانعة، وآخر محاولاته توزيعه خبرًا إلى صحيفة «اللواء» عن تلقيّه اتّصالًا من جهّة فرنسيّة، لم يُفصح عن هوّيتها، تُبلغه عن إيجابيّة الموقف السّعودي من مرشّح الممانعة النائب السابق سليمان فرنجية، فيما المعطيات المحلّيّة كلها والأجواء الواردة من المصادر الديبلوماسية على تنوعها، المحلّيّة والخارجيّة، العربيّة والغربيّة، تؤكّد عكس ذلك تمامًا.

وتابع: كذلك الأمر، فإنّ حديثه عن أملٍ في تراجع التيار الوطني الحر عن موقفه الرّافض لترشيح فرنجية، يتعارض تماماً مع الدلائل والوقائع كلّها. وعليه، تؤكّد الدائرة الاعلامية في «القوات اللبنانية» أنْ لا مجال بتاتًا لإيصال مرشّح الممانعة إلى سدّة رئاسة الجمهورية، لأنّ إنجاح مخطط «الممانعة» في الرئاسة الأولى هو كمن يحيي الموتى.

وفي حين لم يصدر رد عن مكتب بري، أبدت اوساط مقربة منه استغرابها لبيان القوات، مشيرة الى ان بري لم يأتِ على ذكر القوات في كلامه فما الذي استفزها للرد. ولم يقل كثيراً مما ذكره وافترضه بيان القوات خاصة بالنسبة لموقف وليد جنبلاط والتيار الوطني الحر، بل اعتمد بيانها على ما افترضت انه ايحاءات من رئيس المجلس.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024