لعلّ اجتماع الرابية اليوم يجسّد الصورة الواقعية لمسبّبات استمرار الشغور الرئاسي تحت وطأة احتدام الخلاف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على أحقية التسمية والترشّح ضمن صفوف مسيحيي فريق الثامن من آذار، سيما في ظل تمسّك "حزب الله" بترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية باعتباره "يريد رئيساً يكون لديه شرف ولا يطعن المقاومة في ظهرها"، على حد تعبير رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عشية زيارة الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون، والتي توقعت مصادر مواكبة لتحضيرات الزيارة أنّ يكون طيف جبران باسيل حاضراً في كل جوانب المحادثات التي ستتخللها، في حال لم يحضر شخصياً اللقاء.


وإذ أكدت أنّ وفد "حزب الله" يضع كل التوقعات في حساباته "ولن يتفاجأ بأي شيء سيسمعه" من عون، أبدت الأوساط نفسها ثقتها بأنّ مصير "تفاهم مار مخايل" سيكون الحاضر الأبرز في لقاء الرابية اليوم، خصوصاً وأن اللقاء يأتي على بُعد بضعة أيام من الذكرى السابعة عشرة لتوقيعه في 6 شباط من العام 2006، معربةً عن اعتقادها بأنّ وفد "الحزب" لن يتأخر في اكتشاف أنّ ما يدلي به باسيل من مواقف في معرض التلويح بإمكانية سقوط التفاهم نتيجة الشعور بأنّ "حزب الله" خذله رئاسياً وحكومياً، إنما هو جدول من نهر ما يضمره عون في هذا الاتجاه، ورجحت في سياق توقعاتها أنّ يخلص الحديث والعرض الذي سيقدمه عون إلى استنتاج حاسم بأنّ "تفاهم مار مخايل" خدم عسكريته بعدما لم يطبق منه الا بندان: الأول تأمين العمق المسيحي لـ"حزب الله"، والثاني وصول عون الى سدة الرئاسة، وبالتالي بات لا بد من "سياق جديد مختلف".


وفي المقابل، جزمت الأوساط بأنّ وفد "حزب الله" سيجدد حرصه على إبقاء العلاقة متينة مع "التيار الوطني" بمعزل عن الخلاف الحاصل بين الجانبين، ولن يتوانى عن تقديم "عرض موجز لمسار السنوات الست الماضية والظروف التي تحكّمت بمسار العلاقة، لا سيما لناحية استعراض المحطات المفصلية التي وقف فيها "الحزب" إلى جانب عون وتياره قبل العهد وخلاله وبعده".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024