منذ 7 سنوات | العالم / تايمز

أفادت صحيفة تايمز البريطانية اليوم الأربعاء أن قاتل السفير الروسي في تركيا مرتبط بحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، علماً أن الحكومة التركية أعلنت أنه على علاقة بجماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن. 

وحتى مساء أمس، اعتقل سبعة أشخاص على صلة بالجريمة، بينهم والد ووالدة القاتل مرت الطنطاش (22 سنة) وشقيقته وثلاثة من أفراد أسرته.

صور الطنطاش
وتتحدر عائلة الطنطاش من محافظة آيدين الساحلية، وهي منطقة ليبرالية حيث تتمتع المعارضة العلمانية بحضور واسع. ومع ذلك، قالت الصحيفة البريطانية إن صوراً ظهرت للطنطاش في احتفال لحزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الإسلامية. 

وتلفت الصحيفة إلى أن الآيات الإسلامية التي هتف بها الطنطاش بالعربية بعد إطلاقه النار على السفير، وادعائه بأن هجومه هو انتقام من الحملة الروسية في حلب، أُثارت تساؤلات عن طريقة تشدده والتورط المحتمل لجماعة إرهابية منظمة في الهجوم.

اتهام تركي لغولن
ومع ذلك، سارعت الحكومة التركية إلى الإشارة إلى أن الهجوم قد يكون من تنظيم غولنيين، الأعضاء في حركة فتح الله غولن التي تتهمها أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب لإطاحة أردوغان في يوليو (تموز) الماضي.

وكانت وكالة رويترز نسبت إلى مسؤول أن المهاجم كان في إجازة بين 15 و17 يوليو، عندما حصلت محاولة الانقلاب، وأنه عاش مع أشخاص أوقفوا في إطار التحقيقات مع غولنيين.

نحو توتر أمريكي-تركي
وتضيف تايمز أنه إذا ثبت أن هذه النظريات صحيحة، قد تتوتر أكثر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، حيث يقيم فتح الله غولن في المنفى منذ 1999.

ولم تذعن واشنطن لطلبات أنقرة بتسليمها غولن الذي تنفي حركته أي علاقة لها في محاولة الانقلاب أو في إطلاق النار على السفير.

وكانت العلاقات بين أنقرة وموسكو شهدت توتراً حاداً في النصف الأول من هذه السنة على خلفية إسقاط مقاتلة تركية طائرة سوخوي روسية قرب الحدود مع سوريا. وحتى قبل الحادث في نوفيمر (تشرين الثاني) 2015، كان يمكن اغتيال ديبلوماسي روسي على الأرض التركية أن يثير رداً غاضباً من موسكو.

تفادي تصدعات جديدة
ولكن بوتين وأردوغان سارعا إلى تفادي أي تصدعات جديدة في علاقاتهما، بعد أشهر من المصالحة، وخصوصاً في ظل سعيهما إلى نهاية سريعة للقتال في سوريا. ووصف كل منهما الجريمة بأنها عمل استفزازي يرمي إلى ضرب العلاقات السورية-الروسية المتحسنة في الوقت الذي تبرز الدولتان لتكونا أقوى لاعبين في الشرق الأوسط.

والتقطت الكاميرات لحظة سقوط الديبلوماسي الروسي أرضاً ورفع المسلح مسدسه وهتافه بالتركية "جميع أولئك الذين شاركوا في الظلم سيحاسبون".

روس يشاركون في التحقيقات
وتقول الصحيفة البريطانية إن الفريق الروسي الذي وصل إلى أنقرة سيعمل بالتعاون مع محققين أتراك لكشف ملابسات الحادث.

ويفيد غولنور آيبيت، وهو خبير في العلاقات الخارجية إن العلاقات بين أنقرة وموسكو "تجاوزت كثيراً" نزاعاتهما السابقة، وهي ترتكز الآن على السياسة الواقعية. ويلفت إلى أن "المصالح الأساسية للجانبين متداخلة الآن. أنا أتحدث عن الطاقة والأمن وإنهاء النزاع السوري...من المستبعد أن يسمحا لأي شيء بتهديد علاقاتهما".

توتر في الوسط الديبلوماسي
وأثار اغتيال الديبلوماسي الروسي توتراً في الوسط الديبلوماسي الذي كان مضطرباً أصلاً بعد سنة من الاعتداءات الدموية في تركيا.

وعززت الإجراءات الأمنية في البعثات الروسية في البلاد، وأقفلت السفارة الأمريكية بعد إطلاق رجل النار أمام مدخلها في الساعات الأولى، وهو حادث يعتقد أنه غير مرتبط باغتيال السفير الديبلوماسي.

كذلك، أقفت السفارة الإيرانية أبوابها، علماً أن البعثات الديبلوماسية الروسية والإيرانية كانت هدفاً لتظاهرات غاضبة في الأسابيع الأخيرة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024