منذ 7 سنوات | لبنان / الديار



لطالما سعت بكركي الى إجراء مصالحة مسيحية حقيقية بين الاقطاب الاربعة، لكن  محاولاتها كانت تبوء بالفشل نوعاً ما، إلا ان البطريرك بشارة الراعي عمد خصوصاً في ربيع العام 2014 الى تحقيق هذه المعضلة، بحيث جمع الاقطاب في الصرح البطريركي  فساهم في خفض نسبة التوتر السياسي القائم على الساحة المسيحية، فمنحت هذه الساحة تنفسّاً بعد طول اختناق جراء السجالات الاكثر تواصلاً بين زعمائها.

واولى خطوات تلك المصالحة جاءت عفوية من قبل سيّد بكركي، وأتت في وقت يحتاج فيه لبنان إلى مزيد من التشاور بين قياداته لمواجهة كل التحديات المطروحة في تلك المرحلة، حيث كان ولا يزال هدف التنافس بينهم إلغاء بعضهم بعضاً، خصوصاً ان أجواء المصالحة الحقيقية بقيت غائبة لسنوات وسنوات عن الشارع المسيحي المطوّق بالانقسامات الحادة، والتي كانت تزداد قبل وبعد كل استحقاق هام، فكيف اذا كان هذا الاستحقاق رئاسياً ويوصل الى بعبدا؟ إلا ان هذا الانقسام خرقته المصالحة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» فساهمت في إيصال زعيم التيار العماد ميشال عون الى الرئاسة، لكنها في الوقت عينه «خربطت» الاوضاع من جديد فبات الانقسام حاداً بين فرنجية وعون من جهة، وجعجع وفرنجية من جهة اخرى، كما ادت الى حصول فتور شديد بين الكتائب والقوات، لذا  فالتجارب علّمت اللبنانيين اشياء كثيرة، منها عدم وضع الامنيات في اطار الاحلام لان مصالحة الاقطاب الاربعة ليست بالمهمة السهلة... 

لكن اليوم وفي ظل العهد الجديد، تعمل بكركي على إحداث خرق في العلاقة بين فرنجية وجعجع على الرغم من صعوبتها، في حين تشير مصادر كنسية الى ان العلاقة قطعت اشواطاً كبيرة سابقاً، حين عُقدت لقاءات بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» ورئيس تيار «المردة» فزالت الخلافات الشخصية، وبقيت الخلافات السياسية المحتاجة الى وقت، اما الخلاف بين عون وفرنجية فهو مرحلي بحسب هذه المصادر وقابل للمصالحة لكنه يحتاج الى المزيد من الوقت كي تبرد الاجواء المتشنجة، مذكّرة بأن ترشيح فرنجية ساهم في زيادة التوتر مع «القوات» وخصوصاً رفضهم الشديد لترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري وتأييدهم بقوة للعماد عون منعاً لوصول الاول.

وتشير المصادر الى ان الجرّة السياسية مكسورة منذ عقود بين زعيميّ «القوات والمردة». وبالتالي فالتحالف صعب جداً على غرار ما حصل بين جعجع وعون، مؤكدة أن كل فريق سيبقى على رأيه السياسي، فيما المطلوب اليوم ولكي تعود الامور الى ما نطمح اليه  النظر الى ورقة توافقية قد تساهم في ترميم الوضع، على الرغم من ان ما يُكسر لا يمكن ترميمه، لكننا سنعمل بقوة لوضع حدّ لهذا الوضع المترّدي بينهما.

الى ذلك يرى مطلّعون على العلاقة بين «القوات والمردة» أنها متأزمة جداً، ويؤكدون  انه بات من الصعب جداً الحصول على مشهد الوحدة بينهما، لان شعاراتهما متباعدة جداَ والعلاقة محتاجة الى جهد وتعب، بعد مرورها بمطبّات عديدة لم يسلم منها احد.  وما زاد في الطين بلّة تلك الهجومات على مواقع التواصل الاجتماعي بين انصار الطرفين، والتي لن تهمد إلا بطلب من فرنجية وجعجع، وبالتالي فـ«اللطشات» السياسية المتبادلة لا تزال سيّدة الساحة بين بنشعي ومعراب، ويتضمنها بين الحين والاخر مفاجآت تكشف المستور، لذا لم تعد الوساطات تؤثر او تنفع لان المشكلة الاساسية لا تزال عالقة ولن تزول بسهولة. 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024