منذ سنة | لبنان / الديار

 لن تشذ جلسة الخميس المقبل عن سابقاتها. «الفراغ» الرئاسي سيتمدد، والاجتماع النيابي «التنسيقي» اليوم بين «المستقلين» وبعض «التغييريين» لن يبدل في الامر شيئا. فقد غاب الحراك العلني الداخلي حيال الاستحقاق الرئاسي، في ظل انسداد الافق بين «المعسكرات» المتقابلة، حيث لا تزال المواقف المعلنة على حالها في غياب قنوات الحوار المؤثرة، بعدما اجهضت مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري عبر «فيتو» «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية». ووفقا للمعلومات، ينكب بري الآن على بلورة صيغة جديدة لحوارات ثنائية لم تتبلور بعد صورتها النهائية وينتظر ان تنضج أكثر، ويعمل على ان تكون جاهزة بعد جولة الفشل السادسة المرتقبة الخميس المقبل.

في هذا الوقت، ثمة قناة حوار بعيدة عن الاضواء بين بكركي وحزب الله يمكن وصفها «بالواقعية» حول الاستحقاق الرئاسي، ووفقا لمعلومات «الديار»، لا تشوب العلاقة اي توتر في هذه المرحلة على الرغم من التباين حيال أكثر من ملف، وفي مقدمتها طرح «الوصايا الدولية» كحل للازمة الراهنة، هناك تبادل للأفكار في اجواء من الاحترام وتقدير كل طرف لموقع وحجم الآخر في المعادلة اللبنانية والرئاسية، واقرار بحق الاختلاف. 

وفي هذا السياق، خفتت حدة التأويلات حيال كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم الشهيد، وبات واضحا ان الحزب لا يتبنى راهنا الا مرشحا واحدا هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، لم يسمه علنا لظروف تتعلق بإنضاج «المعركة» الرئاسية، ولعدم «حرق المراحل».

وبانتظار جولات حوارية مرتقبة مع النائب جبران باسيل، يرتفع منسوب القلق لدى الاخير وكذلك لدى رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع ازاء الانفتاح الفرنسي على مناقشة حظوظ فرنجية الرئاسية، ومحاولة تسويقها لدى الرياض التي تكن «الاحترام» تاريخيا لـ «بيت» فرنجية، ولم تتعامل بحدة حتى الآن مع حضوره كمرشح طبيعي يتحرك على أكثر من خط لتقديم رؤيته لمستقبل العلاقات مع المملكة. ويبدو ان حلفاء الرياض ينتظرون عودة السفير السعودي الوليد البخاري الموجود هناك للتشاور حول الملف الرئاسي، وهم يعولون على ارتفاع منسوب التوتر مع طهران «لفرملة» اي تسوية على حسابهم، فيما لا تزال واشنطن على «صمتها» من الاستحقاق، ولا يوجد عن السفيرة دورثي شيا اي جديد باستثناء رضاها عن ملء الفراغ بالتسويق لمرشح بلادها المفضل النائب ميشال معوض الذي لا يحظى بأي فرصة للنجاح. 

انتظار اجوبة البخاري 

 أن فريق الثامن من آذار والعونيين متفقون على مرشّح واحد، وعندما يتفقون لكل حادث حديث». 


«ثوابت» حزب الله 

في هذا الوقت، تلاشت التأويلات حول كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في «يوم الشهيد «، ووفقا لمصادر سياسية مقربة من الحزب، هو لم يضع «دفتر شروط للرئيس المقبل» بل وضع بكل شفافية الحد الادنى المقبول بالنسبة لقوة سياسية وازنة لها الحق في وضع مطالبها على «الطاولة» كما سائر الافرقاء، وطبعا فان انتخاب رئيس لا يطعن المقاومة امر بديهي ولا يجب ان يشكل مفاجأة لأحد. 


لا «رسائل» ولا «بازار» 

ووفقا لتلك الاوساط، لم يحمل كلام السيد نصرالله اي «رسائل» حول مرشحين رئاسيين محتملين، غير تبني الترشيح الجدي وغير المعلن للوزير السابق سليمان فرنجية، اما اشادته بقيادة الجيش وضباطها وجنودها لرفضهم جميعاً فكرة المواجهة مع المقاومة، فلا يمكن وضعه في خانة فتح «بازار» التفاوض الرئاسي حول اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون او حول غيره، فمن يعرف جيدا موقف الحزب يدرك ان كل ما قيل حول هذا الموضوع تأويل في غير مكانه. فالحزب يعمل وفق اجندة باتت واضحة ويتدرج في دعمه لفرنجية حتى الآن، وهو يختار الوقت المناسب للتبني العلني. اما ما ستكون عليه الامور في المستقبل فكل شيء مرهون بوقته، لكن الحزب اليوم لا يقوم باي مناورة رئاسية، وموقفه المنسق مع الرئيس نبيه بري واضح، وهو افتتح جولة اولى من الحوار حول ترشيح فرنجية مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وسيكون هناك اجتماعات لاحقة في هذا السياق. وكل كلام آخر عن «رسائل» من «تحت الطاولة « وفوقها تحليل في غير مكانه، فرنجية مرشح الحزب غير المعلن حتى «اشعار آخر». 

الحوار مع بكركي 

 المصرف المركزي وهو امر يهدد المناقصة. 

«الطريق» مقطوعة في «المجلس» 

وهكذا، فان الصيغة التي جرى الاتفاق عليها في عين التينة بين بري وميقاتي لتأمين 300 مليون دولار لشراء الفيول «تترنح». فعلى الرغم من موافقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على أن يتم بيعها بسعر المنصّة لمؤسسة كهرباء لبنان على مدى ثلاثة أشهر بين كانون الأوّل وشباط، لن يكون بالإمكان تنفيذها من دون تمرير القانون الذي وضعه الحاكم كشرط في مجلس النواب، ودون ذلك صعوبة في ظل «النكد» السياسي السائد في البلاد. وفي هذا الإطار، الامور لا تبدو ايجابية حتى الآن، واذا كان تكتل «لبنان القوي» يقف في «الظل» ولم يتخذ موقفا صارما ازاء الرفض و القبول، يتجه اكثر من فريق كـ»القوات» «والكتائب» وعدد من «المستقلين» و»التغييريين» الى مقاطعة هذه الجلسات، لان المجلس في هذه الفترة هيئة ناخبة فقط ومن أجل تنسيق الموقف رئاسيا.

وحول تشريع الضرورة، يعقد اليوم اجتماع عند الثالثة بعد الظهر بين كتل «مستقلة» و»تغييرية « في مكتبة مجلس النواب. 

ميقاتي: لا حصار اميركي! 

من جهته استبق ميقاتي، اجتماعه مع الرئيسين الاسبقين للحكومة فؤاد السنيورة وتمام سلام في دارته، والذي صدر اثره بيان دعا الى انتخاب رئيس قوي بحكمته، ووقف كل حملات الفتنة، بتأييد انتخاب فرنجية رئيسا. وقال في حديث «للجزيرة» «يجب أن يكون رئيس الجمهورية مقبولا من الجميع وألا يكون رئيس تحد لأحد، وتربطني علاقة تاريخية بسليمان فرنجية وأتمنى أن يكون رئيسا للجمهورية. وفي ملف آخر، نفى تلقيه رفضا اميركيا لهبة الفيول الايرانية، واشار الى انه سيخاطب واشنطن رسميا للاستفسار حول امكانية خضوع لبنان للعقوبات إذا قبل الهبة، واعتبر ان لبنان لا يخضع لحصار أميركي، رافضا تعريض البلاد لأي مخاطر. 

عرقلة «الكابيتال كونترول» 

في ساحة النجمة، أخفقت اللجان المشتركة مرة جديدة في البحث جديا في قانون «الكابيتال كونترول»، الجلسة التي عقدت برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب وغاب عنها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. عرضت له بخطوطه العامة وارجأت البحث في تفاصيله. وقال بوصعب بعد الجلسة «كلّما وصلنا إلى بند الكابيتال كونترول في جلسة اللجان المشتركة يُعرقل النقاش بين من يريد إقراره وبين من لا يريد ذلك و»بين من يريد ولكن». ورأى ان الجدّية تبدأ اليوم عند العاشرة والنصف ولا أقبل بأن أكون شريكاً في طمس القوانين في الأدراج وليتحمّل النواب مسؤولية قرارهم



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024