منذ سنة | سياسة / النهار


يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخطر أزمة داخلية في حكمه المستمر منذ 23 عاما، ألا وهي النزاع العلني المتصاعد داخل دوائر النخبة الروسية حول من يجب أن يتحمل مسؤولية الهزائم الميدانية المتتالية في أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا للصحافيين الخميس إن موقف روسيا المتمثل في عدم خوض حرب نووية بحال من الأحوال لم يتغير.


وقال الرئيس جو بايدن في الأيام القليلة الماضية إن تحذيرات بوتين النووية جعلت العالم أقرب إلى "معركة نهاية العالم" أكثر من أي وقت مضى منذ أزمة الصواريخ الكوبية أثناء الحرب الباردة، حين اقترب الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة من مواجهة نووية.


لكن في الداخل، يواجه بوتين خلافا داخل النخبة التي أصابها بالصدمة بغزوه في 24 شباط لأوكرانيا ودعوته للتعبئة في 21 أيلول التي تعد الأولى منذ الحرب العالمية الثانية وقبل أقل من عام ونصف العام من انتخابات رئاسية تجرى في عام 2024.


وخسرت روسيا معقلها في ليمان، مما يعرض الأجزاء الغربية من منطقة لوغانسك التي ضمتها روسيا للخطر. وهذه الخسارة أغضبت اثنين من الحلفاء المقربين بشدة من بوتين وهما الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، ومؤسس مجموعة فاغنر المرتزقة، يفغيني بريجوزن.


وسخر قديروف وبريجوزن من كبار الجنرالات، قائلين إن المحاباة متفشية في الجيش وأنه يجب تجريد كبار الضباط من رتبهم وإرسالهم إلى الجبهة حفاة القدمين للتكفير عن خطاياهم.


وقال رادشينكو "انتقادات قديروف تعكس على الأرجح صراعا مستترا على السلطة في موسكو نفسها. وليس وحده الذي يبث هذه الآراء".

شويغو
يضع هذا الغضب العام الموجه لكبار الجنرالات، بمن فيهم، ضمنيا، وزير الدفاع سيرغي شويغو، بوتين أمام معضلة: هل يقيل كبار الضباط في منتصف الطريق خلال حرب ويغامر بإثارة غضب الجيش، أم يخاطر بتحمل المسؤولية بنفسه؟


وشويغو هو أحد أقرب حلفاء بوتين وعين في منصبه عام 2012. وكان الرجلان يقضيان إجازاتهما بانتظام في غابات وجبال منطقة توفا التي ينتمي إليها شويغو.


وانصبت انتقادات قديروف أيضا على فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة لروسيا. وتوجيه ضربة نووية روسية يتطلب موافقة شويغو وجيراسيموف معا أو أي أحد يحل محلهما في منصبيهما.


وقال عباس جالياموف، كاتب خطابات الكرملين السابق، إن "هناك تصدعات متزايدة في النخبة".


وأضاف جالياموف "إذا تمكن الجيش من تحقيق استقرار في الجبهة، فقد يستغرق الأمر وقتا أطول، لكن ستأتي نقطة لن يستطيع بوتين عندها إنهاء الحرب أو مواصلتها".




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024