ايّها اللبنانيّ في باقي المناطق، لا تسأل عن وضع الكهرباء في مناطق الشمال، لا سيّما في طرابلس والمنية وعكار، لأنه باختصار لا كهرباء. فساعة تغذية واحدة كل 24 ساعة لا تعتبر تغذية، فكيف الحال إذا انقطعت هذه الساعة أيضاً واستمرّ الإنقطاع لأكثر من أسبوعين متواصلين؟


ما يحزّ في نفوس الناس أن في مناطقهم معملين للكهرباء، في نطاق قريب، معمل دير عمار ومعمل البارد الكهرومائي، فيما المنطقة تحت تأثير العتمة الشاملة. خلال كلّ تلك الفترة لا يسمع الناس إلّا أخباراً عن خروج معمل دير عمار عن الشبكة بسبب نفاد المازوت وعودة المعمل إلى الشبكة، والنتيجة صفر كهرباء منذ منتصف شهر آب. قضى الناس هنا كل فصل الصيف تقريباً من دون كهرباء رغم الحاجة الكبيرة إليها. فمن دونها لا ماء ولا برّادات، ولا أيّ شيء آخر سيكون متوفِّراً. كانت لمنطقتي المنية ودير عمار معاملة خاصة في السابق لكونهما في جوار المعمل والأكثر تأثّراً بروائحه، فكانتا تحظيان بأكثر من 16 ساعة في اليوم الواحد. الآن كلّ شيء تبخّر وصارت المنية ودير عمار وطرابلس وعكار سواسية في الإنقطاع الدائم، وسط حديث عن أن مناطق أخرى ذات طابع سياحي تنعم بالتغذية على حساب هذه المناطق. لم يعد أمام الأهالي إلّا النزول إلى المعمل والإعتصام للتعبير عن غضبهم.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024