ذكرت صحيفة "إيزفيستيا" أن القيادة الأمريكية اعترفت بأن العملية ضد الإرهابيين الإسلامويين في الموصل سوف تكون طويلة الأمد.

جاء في المقال:

صرحت قيادة عملية "العزم الراسخ" بأن تحرير مدينة الموصل سيستغرق في أحسن الأحوال الملائمة مدة شهر أو شهرين. أما في الظروف غير المواتية، فمن الممكن أن يمتد حتى ستة أشهر. والمشكلة تكمن أيضا في المناطق الغربية من المدينة، التي لم تمسها الاشتباكات بعد؛ حيث ستكون مقاومة "الجهاديين" أكثر ضراوة مما هي عليه الآن.

حتى الآن، تمكن العراقيون وقوات التحالف الدولي من تحرير ربع المدينة تقريبا وهو نصف الجزء الشرقي منها. وقد اعترف قائد قوات التحالف الفريق ستيفن تاونسند بأن العملية العسكرية تسير بصورة أبطأ مما كان يرغب. فمقاومة المسلحين لم تضعف، وعلاوة على ذلك، نفذوا خلال الأسبوع الماضي هجوما معاكسا في ثلاثة أحياء دفعة واحدة، مستغلين سوء الأحوال الجوية، الذي عقد عمل الاستطلاعات الجوية.

الآن تسود هدنة عملانية على جبهات التماس في المدينة، حيث تحتاج القوات العراقية إلى بعض من الوقت من أجل استكمال تطهير الأحياء المحررة، وإحضار تعزيزات عسكرية جديدة ومنح فرصة لاستراحة الوحدات التي خاضت الحرب في المدينة على مدى شهرين.

وبحسب رأي الخبراء الأجانب، فإن أحد أسباب التباطؤ في هجوم القوات العسكرية العراقية يتلخص في أن عملية اقتحام المدينة اقتصرت فقط على وحدات النخبة في الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب. ولا يتجاوز عدد هؤلاء الإجمالي 15 ألف مقاتل. وهذا يفوق فقط بـ 2 - 2.5 مرة عدد المسلحين الذين تحصنوا في المدينة.

وتبقى الفرقة الذهبية، التي دربها الأمريكيون، هي القوة الضاربة الرئيسة في خوض العمليات الخاصة. وبلغ تعدادها قبل بدء اقتحام الموصل 10 آلاف فرد، فيما أفاد المستشارون الأمريكيون بأن خسائر فادحة لحقت بالقوات الخاصة في المواجهات اليومية، إلى حد فقدانها 50% من المقاتلين. لهذا بعد شهر آخر من المواجهة في مثل ظروف كهذه، يمكن أن تفقد هذه الفرقة بكل بساطة قدرتها القتالية.

وتقدر الأمم المتحدة أن خسائر قوات الأمن العراقية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي فقط قد بلغت 2000 قتيل. وفي حين أن السلطات العراقية نفت هذه المعلومات، فإنها لم تقدم أرقاما بديلة. وبحسب معطيات القيادة المركزية الامريكية (المسؤولة عن العراق)، فإن المسلحين استخدموا خلال المواجهة في الموصل نحو 600 سيارة مفخخة بقيادة انتحاريين. وأن الانتحاريين بالذات هم الذين أصبحوا السلاح الأكثر شراسة ضد القوات المتقدمة ووباء حقيقيا لها.

أحد الضباط الأمريكيين اعترف أمام صحافيي "بوليتيكو" الأمريكية قائلا: "نحن كنا نعلم أن معركة الموصل ستكون شاقة، ولكن تبين في الواقع أنها أشد ضراوة بكثير مما كان يتخيل أي إنسان". وبحسب قوله، فإن كلمات وزير الدفاع أشتون كارتر حول أن "أيام "داعش" معدودة" أصبحت مثارا للسخرية في أوساط الجيش الامريكي. بينما توقع الخبراء العراقيون، الذين أجرت وكالة "رويترز" للأنباء مقابلات معهم، أن تنتهي الحرب في الموصل فقط بعدما ينفد العتاد والسيارات المفخخة المخبأة في المرائب والأقبية.

مايكل كوفمان، الخبير العسكري، والباحث في معهد كينان التابع لمركز وودرو ويلسون (في الولايات المتحدة)، أشار في حديث مع صحيفة "إيزفيستيا" إلى أن "المسلحين ما زالوا أقوياء". وعلى الرغم من سلسلة الهزائم التي لحقت بهم، فما زالوا قادرين على تنفيذ عمليات هجومية، كما اتضح من الأحداث الأخيرة في تدمر. ولكن الخبير أعرب عن ثقته بأن النصر على تنظيم "داعش" هو مسألة وقت. وأضاف أن "ـتنظيم "داعش" محكوم عليه بالهزيمة إن لم يكن في عام 2017، فسيكون ذلك في عام 2018، وخاصة أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وروسيا سيحرر مناطق جديدة تدريجيا وسيحرم التنظيم من مصادر التمويل. ويعتقد الخبير كوفمان أن القوة البشرية للتنظيم لن تعود كافية للدفاع عن الموصل والرقة.

وأكد كوفمان أن الانتصار على "داعش" لا يتطلب العديد والعدة اللتين وضعتهما الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من المشاركين في هذه الحرب، بل "الاهتمام المستمر بالمنطقة، والتوقف عن البحث عن حلول استراتيجية فورية على حساب المنطقة، وعدم تركها تسير في مهب الرياح من أجل مصالح جيوسياسية في أجزاء أخرى من العالم.

ويقول الخبير: يجب تكريس ترتيب خاص في هذه المنطقة، لكيلا ينشأ وريث للمتطرفين في المستقبل.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024