لم تهدأ عاصفة تعليقات مناصري «التيار الوطني الحر» على مواقع التواصل على التصريحات الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي والذي طالب بـ«انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء مدة الرئيس بشهر على الأقل أو شهرين على الأكثر»، حيث يلتزم نواب «التيار» بقرار القيادة عدم تفجير العلاقة مع البطريركية المارونية بعدما باتت علاقات «الوطني الحر» بمعظم القوى السياسية متردية.


وليست المرة الأولى التي يدعو فيها الراعي إلى إجراء انتخابات الرئاسة في موعد مبكر، وهو عمليا موعد ينص عليه الدستور اللبناني، إلا أن حديثه عن «رئيس ينتشل لبنان من القعر» استفز قسما كبيرا من الجمهور العوني الذي قرأ في موقفه تحميل الرئيس عون مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من انهيار على الصعد كافة.


ويرصد الجميع المرشحين الذين تدعمهم البطريركية المارونية للرئاسة بعدما تبنت في عام 2016 ترشيح أحد «الأقوياء»، أي الذين يتمتعون بتمثيل شعبي، وهم، إلى جانب عون في ذلك الوقت، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع إضافة للرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل. وفي أبريل (نيسان) الماضي، اعتبر الراعي أن «الرئيس المتجرد هو الرئيس القوي وإذا وجدنا هذا الشخص فسأقول: هذا الرئيس القوي».


ومنذ انتخاب عون شهدت العلاقة بين «الوطني الحر» والراعي الكثير من التقلبات، لكن التصريحات الأخيرة للراعي أغاظت الجمهور العوني وبعض القياديين، ما دفع المرجعيات العونية الرسمية للسعي لاستيعابها. وفي هذا المجال، يرى أسعد درغام، النائب في تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل أنه «من الطبيعي أن يطالب البطريرك بأن تحصل عملية الانتخاب خلال المهلة الدستورية، فخوفه من الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، هو خوف مشروع» نافيا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك «تضارب في الآراء في هذا المجال بين بكركي مع التيار أو مع رئيس الجمهورية الحريص ألا يحصل شغور في هذا الموقع». ويضيف «الراعي يدرك كيف وصل لبنان إلى ما وصل إليه ومن المسؤول وهو نتيجة تراكمات، كما يعلم تماما أن صلاحية الرئيس الحالية لا تخوله إلا أن يكون حكما بين اللبنانيين ولم تعد لديه الصلاحيات التي كانت له قبل اتفاق الطائف التي تخوله أن يكون الحكم والحاكم». ويصف درغام العلاقة مع بكركي بـ«الطبيعية والجيدة»، لافتا إلى أن «هناك تعاونا وتشاورا مستمرا مع الراعي». وعن الرئيس المقبل الذي تؤيده بكركي، يقول درغام: «بكركي حريصة على أن يكون الرئيس الذي سيُنتخب يحظى بتمثيل مسيحي واسع كي يمثل الفريق المسيحي وإن كان سيكون رئيسا لكل لبنان. الحديث عن الانتخابات الرئاسية مبكر سواء على الصعيد الداخلي وكيفية توزيع الكتل النيابية في البرلمان غير الواضح إطلاقا، أضف أن هناك تدخلات خارجية تحصل، وإن كنا نتمنى أن تكون العملية محض داخلية ونتيجة توافق بين الكتل».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024