يفصح التدفق المستمر لكبار القادة العسكريين الاميركيين الى العراق، عن اهتمام واشنطن البالغ باستعادة مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال العراق) من قبضة تنظيم «داعش« في اسرع وقت وبأي ثمن، لدعم الرئيس الاميركي باراك اوباما واستراتيجيته في الحرب على الارهاب التي ستكون مادة دسمة في السجال الدائر بين الديموقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الاميركية.

وناقش رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد دعم التحالف الدولي للعراق في الحرب على «داعش« وخطط تحرير الموصل، حيث وافقت واشنطن على إشراك فصائل الحشد الشعبي في معركة نينوى، لكن بشرط عدم دخول هذه الميليشيات مركز مدينة الموصل.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء إن العبادي ناقش خلال استقباله امس الجنرال دانفورد «تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي التدريب والتسليح ومواصلة دعم التحالف الدولي للعراق في محاربة العصابات الإرهابية وخطط تحرير الموصل».

وأضاف البيان أن «الجنرال دانفورد أكد استمرار دعم بلاده للحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي في جهودها لتحرير الأراضي»، مؤكدا أن «الجنرال دانفورد أشار إلى حرص الولايات المتحدة لتأمين احتياجات الحكومة في حربها ضد الإرهاب«.

وتحمل مباحثات القائد العسكري الاميركي في بغداد مؤشرات عن قبول اميركي مشروط لاشراك ميليشيات الحشد الشعبي في معركة الموصل. وقالت مصادر مطلعة لـ»المستقبل« ان «فصائل في ميليشيات الحشد الشعبي ستشارك في معارك تحرير نينوى بأمر القيادة المشتركة العراقية وبعلم ورضا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة«، مشيرة الى ان «واشنطن لن تمانع في اشراك فصائل في الحشد الشعبي تضم متطوعين من التركمان الشيعة والشبك الشيعة، فضلا عن كتائب مسيحية وايزيدية مسلحة في الهجوم على مدينة تلعفر او مناطق سهل نينوى«.

واكدت المصادر ان «واشنطن تركز على تقسيم الادوار في مسرح العمليات العسكرية وضمان عدم دخول الحشد الشعبي مركز مدينة الموصل، مقابل اشراك فصائل منه في معارك بمناطق محاذية للموصل ومنها سهل نينوى وبلدات مسيحية ومناطق تركمانية شيعية»، منوهة ان «الولايات المتحدة ترتب اولوياتها بالدعم العسكري على اسس تحرير مراكز المحافظات والمدن ذات الاهمية الاستراتيجية والسيادية من اجل الرأي العام العالمي والاميركي خصوصا مع محاولة ادارة اوباما تسجيل مكاسب للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في مواجهة خصمها الجمهوري دونالد ترامب من خلال التأكيد على ان استعادة الموصل وفقاً للخطط الاميركية تمثل تأكيداً على صواب استراتيجية اوباما العسكرية ضد داعش» ، مشددة على ان «التحالف الدولي يريد تحرير الموصل من قبضة داعش بأسرع وقت وبأي ثمن«.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي بأن يسترد العراق بحلول نهاية العام الحالي مدينة الموصل العاصمة الفعلية لـ»داعش« بعد عامين من سقوطها في أيدي المتشددين، بعد ان سلط ما حققته القوات العراقية من مكاسب في الآونة الأخيرة على حساب المتشددين الضوء على هذا الهدف برغم أن المنتقدين ما زالوا يشككون في ما إذا كان الجيش العراقي جاهزا للمعركة وما قد يحدث للمدينة إذا تم طرد التنظيم.

وقفزت الى مشهد الاستعداد لمعركة الموصل الخلافات السياسية بشأن مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي وأزمة النازحين بعد ان أربك نحو 30 ألف نازح، فروا من قرى جنوب الموصل باتجاه شمال صلاح الدين حسابات الحكومة والسلطات المحلية بالتزامن، مع توقعات تشير الى نزوح مليون مدني عن مناطقهم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة مع بدء عجلة عمليات التحرير.

ولفت النائب عبد الرحمن اللويزي عن محافظة نينوى الى أن «قرار مشاركة البيشمركة الكردية في تحرير الموصل سيدفع الحشد الشعبي الى المطالبة بالمثل، مرجحا أن «يعاد سيناريو الفلوجة مرة اخرى في الموصل بأن يبقى الحشد على أطراف المدينة«.

واشار اللويزي الى ان «التعاون الاستخباراتي والإسناد الجوي الذي ستقدمه القوات الاميركية في عملية استعادة الموصل لا جدال بشأنه»، منوهاً الى وجود خلاف حول مشاركة برية متوقعة للقوات الاميركية، موضحاً ان «القوات الاميركية كانت قريبة في معارك استعادة سنجار، وشاركت برياً في معارك سهل نينوى حيث قتل احد جنودها«.

وكشف عن امكانية استخدام القوات الاميركية المدفعية في معركة الموصل انطلاقاً من» قاعدة مخمور التي تضم مربض مدفعية جاهزاً للمعركة«.

وأعلنت واشنطن اخيراً، انها ستقوم بإرسال 560 عسكرياً اضافياً الى العراق للمساعدة في التخطيط لاستعادة الموصل.

وأثار رئيس الوزراء العراقي خلال اجتماعه الأخير مع أعضاء مجلس محافظة نينوى في بغداد قضية مشاركة الحشد الشعبي في عملية استعادة الموصل.

ولفت مصدر من بين المشاركين في الاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي، الى إن «حكومة نينوى قررت سابقاً عدم مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل» لكنه استدرك قائلاً ان الحكومة المحلية «لن ترفض اي جهد للقضاء على داعش وقد تسمح ببقاء الحشد خارج المدينة«.

واشار المصدر الى أن «مجلس المحافظة طالب العبادي بجدية قبول المتطوعين وأن يكون هناك إشراف دولي على تدريبهم وتجهيزهم«.

وتطمح حكومة نينوى المحلية الى ضم نحو 15 الف متطوع من ابناء المحافظة الى صفوف الحشد الشعبي، لكن نحو الف مقاتل يتمركزون في جنوب الموصل فقط تم تسجيلهم بشكل رسمي حتى الان.

ولا يوجد موعد واضح حتى الان لانطلاق عملية استعادة الموصل من «داعش« باستنثاء الإطار الزمني الذي أعلنه العبادي الذي اكد ان عام 2016 سيكون نهاية داعش، كما توقفت العمليات العسكرية بعد تحرير قاعدة القيارة الاستراتيجية التي تبعد نحو 65 كم عن جنوب الموصل.

أمنياً تمكنت قوات البيشمركة الكردية من صد هجوم «نوعي» ومباغت شنه تنظيم داعش على حقل للغاز في كركوك (شمال شرقي العراق). وقال مصدر في قوات البيشمركة إن «اربعة انتحاريين من تنظيم داعش اقتحموا حقل باي حسن (55 كم شمال غربي كركوك) بعد أن اطلقوا النار على حراس الحقل وقتلوا اثنين منهم«، مبيناً ان «قوة من البيشمركة ارسلت الى الحقل واشتبكت مع عناصر داعش فقتلت اثنين منهم فيما فجر انتحاري ثالث نفسه«.

ولفت المصدر الى أن «الاشتباكات أدت الى احتراق خزانين نفطيين داخل الحقل وتحاول فرق الدفاع المدني السيطرة على الموقف، خصوصا ان المسلحين قاموا بزرع سبع عبوات ناسفة داخل المحطة«.

وأدى هجوم «داعش« الى ايقاف ضخ النفط من حقل باي حسن بكركوك، عبر خط اقليم كردستان بحسب قائد اللواء الاول لحماية المؤسسات النفطية باقليم كردستان العقيد عبد الطالب درويش.

وتعتبر المحطة التابعة لنفط الشمال مخصصة لكبس الغاز المستخرج من الآبار النفطية لسد حاجة الشركة وتزويد محطات الكهرباء بالغاز.

ويذكر ان الهجوم على المحطة هو الاول من نوعه بعد العام 2003، فيما شهدت حقول وابار النفط في كركوك ومحطاتها عدة هجمات خاصة بعد حزيران العام 2014.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024