بجهود أكثر من ثلاثِمائةِ متطوّعٍ، أقيم مهرجان الطائرات الورقية بموسمه الخامس في حدائق أبي نؤاس في بغداد.  وتضمن المهرجان العديد من الأنشطة الفنية التي تحمل رسائل متعددة وتهدف الى التعريف بالمساواة والتعايش السلمي بين فئات المجتمعِ المختلفة.

آلافُ العائلات العراقية توافدت الى المهرجان، وقد بدتِ السعادةُ واضحةً عليهم وهم يشاركون أطفالَهم أنشطةً حيويةً خارجَ إطارِ المنزلِ والألعابِ الالكترونيةِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعي. بعض الأمهاتِ واجهن صعوبةً في مساعدةِ أولادِهِن في تركيبِ الطائرةِ وجعلها تحلقُ حتى أن البعض منهن التفّت خيوط الطائرة حول أقدامهن ولم يتمكنّ من فكها مثل هذه السيدة التي قالت لنا وهي تضحك :

" لقد عانيت أنا أولاً لأتعلم كيف أركب الطائرة والآن أحاول أن أطيرها لأعلّم أولادي "، وأضافت " المهم أن يشارك الأولاد ويشاهدوا الطائرات وهي تطير ويشاهدوا الناس لأن أنشطة كهذة قليلة في بغداد".  

تحدثت لنا سيدة أخرى عن آلية تصنيع الطائرات الورقية عندما كانوا أطفالاً قبل أكثر من عشرين عام مضت، وأضافت " كنا نجلب عيدان سعفات النخيل ونقوم بجعلها خفيفة بعد تقسيمها بآلة حادة ثم نقوّسها ونربطها بخيط، وبعدها نجلب شريطاً ورقياً لاصقاً ونقوم بتغليفها". 

وتضيف قائلة: " لم نكن نمتلك رفاهية امتلاك الطائرات الجاهزة على الشكل الذي نراه في المهرجان اليوم، ولكنها كانت أجمل بنظري لأنها من صنع يدي".    

العديدُ من الشبابِ المشاركين ضمن أنشطةِ المهرجانِ عملوا على تسويقِ نتاجاتِهم المختلفةِ المصنعةِ بأيديهِم، فيما اغتنم البعضُ الفرصةَ للترويجِ لأفكار مشاريعَ يقودونها من خلال منظماتِهِم الاجتماعيةِ وفرقِهِم التطوعيةِ ومن هؤلاء منسقُ فريقِ "مساواة " علاء الشيخ الذي تحدث لنا عن الهدف من مشروعه.

" الهدف يركز على توعية الناس بحرية الدين والمعتقد ونبذ خطابات الكراهية والتمييزالعنصري وتأثيرها على التواصل بين فئات المجتمع".        

يقولُ القائمونَ على المهرجانِ إنهم يحاولون من خلالِ فعالياتِه المختلفةِ إيصالَ رسالةٍ الى العالمِ مفادُها أن العراقَ يضم شباباً واعيا يؤمن بالسلامِ، ويترجمون ذلك من خلالِ الفنونِ والأنشطةِ المتعددةِ التي يقدمونها.

مؤسسُ المهرجانِ ومديرُهُ التنفيذي علي الغالب يتحدثنا عن المهرجان: 

" إن العوائل التي حضرت المهرجان والتي يصل عددها الى عشرين ألف عائلة يمرحون بالطائرات الورقية ويستمتعون بأجواء المهرجان وفعالياته دون أن يسأل بعضهم البعض عن دينهم أو معتقدهم، وهذا بحد ذاته يعدّ إنجازاً على الرغم من بساطة إمكانياتنا".   

معارضُ فنيةٌ حملت رسائلَ اجتماعية توعويةً متنوعةً والعشراتِ من الفرقِ الفنيةِ الشبابيةِ عزفت وغنّتْ خلال المهرجان بحبِ بغدادِ السلام.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024