منذ 7 سنوات | لبنان / الديار



تجمع مصادر ديبلوماسية مطلعة، على أن التطورات الأخيرة في حلب قد شكلت محطة تؤشّر إلى عدة تغييرات على المستويين الداخلي في لبنان والإقليمي في المنطقة، وصولاً إلى عواصم القرار الغربية التي بدأت تعيد حساباتها إزاء الحرب السورية، وهو ما ظهر بوضوح من خلال الموقف التصعيدي للرئيس الأميركي باراك أوباما ضد موسكو، وذلك على خلفية التطورات العسكرية السورية، كما نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وما أطلقه الرئيس أوباما من اتهامات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد  انسحب هذا التوتر الديبلوماسي على العلاقات ما بين الدول الأوروبية من جهة، وروسيا من جهة أخرى. وتضيف المصادر، أن هذه الأوضاع الناشئة حديثاً بعد سقوط حلب وإقرار الرئيس أوباما ببعض المسؤولية الأميركية حيال الوضع في سوريا، إنما ستعيد رسم خارطة التحالفات الإقليمية والدولية، مما سينعكس بشكل مباشر على المشهد اللبناني الداخلي. وتحدثت المصادر نفسها، عن مخاوف من احتمال حصول مضاعفات نتيجة سقوط حلب، قد تؤدي إلى صراعات اخرى أو حروب في ساحات مجاورة، من دون إغفال حصول معارك شبيهة بمعركة حلب في مدن سورية أخرى.

ولهذه الغاية، كشفت المصادر الديبلوماسية عن معلومات تفيد باستمرار تدفّق السلاح إلى أطراف النزاع في سوريا، تزامناً مع تحرّكات ميدانية تطالب بفتح الحدود التركية لتسهيل إيصال السلاح إلى المعارضة السورية.

أما بشأن ارتدادات هذه التطورات على الساحة المحلية، فلم تخفِ المصادر نفسها وجود تقارير عن إمكانية اختراق هذه الساحة أمنياً نتيجة تردّد معلومات عن محاولات اغتيال سياسية وهو ما دفع ببعض الزعامات والقيادات إلى أخذ الحيطة والحذر، حفاظاً على سلامتهم. 

وأكدت المصادر نفسها، نقلاً عن سفراء غربيين، أن سيناريوهات أمنية باتت متنوّعة لاعتبارات كثيرة، أبرزها سقوط مدينة حلب، وتحرّك الإرهابيين من جهة، وعودة الكباش ما بين واشنطن وموسكو، وهو ما ستكون له انعكاسات بارزة لبنانياً. وشدّدت على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة على الرغم من كل الخلافات السياسية، لأن ذلك من شأنه أن يحسّن لبنان لمواجهة أي تطوّرات ورياح إقليمية قد تضرب ساحته الداخلية.

ومن هذا المنطلق، تجري بعيداً عن الأضواء اتصالات بين المراجع السياسية، وقادة الأجهزة الأمنية بغية البقاء على التواصل وتنسيق دائمين حيال الانعكاسات الناجمة عن التطورات الدراماتيكية في حلب وتدمر، ولا سيما حلب على وجه التحديد، وما يمكن أن تؤثّر في الساحة اللبنانية في المرحلة المقبلة. ولفتت المصادر نفسها إلى إجراءات وإلى تبادل معلومات أمنية ومخابراتية من دون أي تدخلات مع قادة هذه الأجهزة حول الخطط الأمنية التي أعدّت لفترة الأعياد في جميع المناطق، وفي محيط المخيمات الفلسطينية، ولا سيما مخيّم عين الحلوة، إضافة إلى بعض مخيمات النزوح السورية، وأماكن أخرى من الممكن أن تحصل فيها خلافات نتيجة تسرّب إرهابيين للقيام ببعض الأعمال المخلّة بالأمن.

وخلصت المصادر ذاتها، إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حافلة بالتطورات الدراماتيكة على الساحة السورية، وأن لبنان هو في موقع الترقّب لهذه التطورات والإعداد لمواجهتها ضمن الإمكانات المتاحة، ومن خلال دعم عربي وغربي، على اعتبار استمرار القرار الواضح من المجتمع الدولي بالحفاظ على المظلة الدولية الواقية للاستقرار اللبناني، وهو قرار متّخذ بالإجماع، ومنذ لحظة اندلاع الحرب في سوريا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024