منذ سنتين | لبنان / وكالة وطنية

رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده أن "تعطيل المؤسسات أصبحت وسيلة للوصول إلى الهدف، وتشويه الحقائق إحدى أدوات العمل السياسي، وأصبح معظم الناس يسعون وراء الربح القبيح بسبب الأوضاع التي نمر بها، ولهذا لم يعد أحد ينظر إلى أخيه على أنه صورة للخالق، أيقونة، كما ذكرنا سابقا. كل من هو في الراحة المادية يريد أن يربح المزيد ويسعى إلى الغنى الفاحش وحفظ المال، ولو على حساب صحة الآخر وحياته، أي الفقير والمريض واليتيم وكل محتاج".

وقال عودة خلال قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت: "المسؤول يريد أن يبقى مسؤولا، حتى ولو اضطر على أن يصم أذنيه ويعمي عينيه ويقتل ضميره، أمام ما يشاهده من ذل يصيب الشعب بسبب جشعه وبسبب طمعه بالسلطة وتعلقه بالمركز. أما الشعب، فبدلا من أن يكون يدا واحدة، لأن الفساد أصاب الجميع بلا تفرقة بين فئة أو أخرى، ما زال وباء التحزب الأعمى يستشري بينهم وعبادة الزعيم وتقديس الحزب أو الطائفة واجب بنظرهم، لا يحكمون عقولهم ولا يفتحون عيونهم على الحقيقة المرة: كل شيء ينهار على رؤوس الجميع".

وأضاف: "الإنهيار تتسارع وتيرته، والدولار يجتاح ما تبقى من مدخرات، والفقر يغزو الشعب واليأس يعم في ظل تباطؤ مميت في حماية الشعب والسعي إلى الإنقاذ، وتعطيل المؤسسات وشل أعمالها، وغياب الأصوات المنددة، والمواطن عاجز، والقضاء مغلوب على أمره. ألا يدعونا هذا الأمر للتساؤل؟ هل اعتاد الشعب على الخوف والذل والخنوع؟ اللبناني كان دوما يحمل شعلة الحرية والكرامة، فماذا تغير؟ إذا كانت الفرصة مؤاتية للتغيير الحقيقي، وإن كان الشعب صادقا في ما يقوله يوميا، أملنا أن نشهد تغييرا حقيقيا جذريا نأمله نحو الأحسن والأفضل لبلدنا وشعبه. إن يوم الإستحقاق الإنتخابي ليس يوما للنزهة، بل هو فرصة على الجميع اغتنامها حتى يعود بلدنا إلى ألقه فترفرف رايته مجددا بفخر واعتزاز سلبهما كل من ارتضى بأن يصبح لبنان مطية ومقرا للغرباء والنزلاء".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024