منذ 7 سنوات | العالم / Huffington Post

بعد خيبة الأمل من وعود توثيق العلاقات التي قدمتها إدارة أوباما للعالم العربي، يقول دبلوماسيو الشرق الأوسط إنهم يتطلعون قدماً للتعاون مع الرئيس دونالد ترامب الأكثر مباشرة ونفعية، بغض النظر عما قد يقوله عن المسلمين من أجل انتخابه.

وقال يوسف عمراني مستشار الملك محمد السادس ملك المغرب "لا، لا يضايقني هذا الأمر"، وذلك رداً على سؤاله عن تصريحات ترامب حول حظر المسلمين، وتغريدات مايك فلين مستشار الأمن القومي المنتخب الذي يدعي بأن الخوف من المسلمين شيء منطقي.

أضاف عمراني "أن الحوار الاستراتيجي يجري بين حكومتين وسوف يستمر"، متجنباً أي تعليق مباشر على خطاب ترامب أثناء الحملة الانتخابية.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى من الشرق الأوسط: "إنهم يفضلون شخصاً يكره الإسلام أكثر من آخر يحب إيران"، كما ردد كثيرون تعليقات أقل دبلوماسية خلال مؤتمر الحوار الأطلسي في مراكش، الذي التقوا فيه لمناقشة أمن شعوب أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وعلاقاتها مع الولايات المتحدة.

توقع الدبلوماسي الذي أصر على عدم كشف هويته والذي ناقش خيبة أمل بلاده من إدارة أوباما أن "العالم العربي أكثر وعياً مما قد يظنه الكثير من الأميركيين، نحن ندرك ماهية الخطابات أثناء الحملات الانتخابية، وسوف يتغير ذلك عندما يشغل منصبه".

وعكست التعليقات مدى الإحباط لدى الكثير من الدبلوماسيين العرب الحاليين والسابقين من عقد البيت الأبيض للاتفاقيات مع إيران، وفشل الرئيس أوباما في إحراز أي تقدم في السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة للفشل الذريع في إخماد الصراع المستمر في سوريا.

كما أعرب الدبلوماسيون والباحثون ورجال الأعمال -أغلبهم من المسلمين السنة- خلال المؤتمر عن انعدام الثقة شبه العالمية في حكومة إيران الشيعية، كما أبدوا خيبة أملهم من توقيع الاتفاق النووي الذي ساعدت به إدارة أوباما على رفع العقوبات، وإعطاء طهران الفرصة للحصول على تمويلات جديدة، دون النظر إلى سلوكها التوسعي في جميع أرجاء المنطقة، بما في ذلك دعم نظام بشار الأسد في سوريا، و"حزب الله" في لبنان، والوقوف وراء المتمردين الحوثيين في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن. جدير بالذكر أن المغرب وإيران تربطهما علاقات دبلوماسية متقطعة، إلا أنهما يشتركان في معارضة تمدد تنظيم داعش.

أوباما وحلفاؤه

ومازال الوقع السيئ لتعليقات أوباما التي أدلى بها لصحيفة ذا أتلانتيك قائماً، والتي وصف فيها بشكل غير مباشر الحلفاء الأوروبيين والشرق أوسطيين بأنهم "ركاب مجانيون"، يعتمدون على الولايات المتحدة في أمنهم القومي، مما أدى إلى استياء الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق لدى واشنطن علناً، وقال "السيد أوباما، نحن لسنا ركاباً مجانيين"، كما قال فؤاد مخزومي رجل الأعمال اللبناني الذي أصبح سياسياً "خلال الثماني سنوات السابقة، كنا نظن أننا تربطنا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، إلا أنها لم تفض إلى نتائج إيجابية"، وأضاف في تصريح للمؤتمر أن اتفاق إدارة أوباما مع إيران "ترك بقيتنا في الظلام".

قال مخزومي "سيكون ترامب جيداً بالنسبة لنا، بغض النظر عن تصريحاته المعادية للإسلام، فهو رئيس عملي سوف يتعامل مع الواقع"، وقد لقيت هذه الكلمات قبولاً ضمنياً لدى الكثير من الحضور، وهو ما قد يعني أن العالم العربي يتجرع المرارة من استمرار الأسد في السلطة حتى الآن.

أضاف مخزومي رجل الأعمال اللبناني أن ترامب "واضح جداً في ما يخص الشأن السوري، أما الرئيس أوباما لم يكن كذلك"، وأكد قائلاً إنه "لا يمكن للأسد أن يستمر، ولكن إزاحة الأسد لا تحل مشكلة تنظيم داعش، تلك الحركة الأصولية التي تعادينا جميعاً، لذلك دعونا نحل المشكلة الأكبر، ثم نرجع لموضوع الديكتاتورية لاحقاً".

لا تزال الحكومة المغربية التي يربطها تعاون وثيق مع الولايات المتحدة ترغب في تخلي إدارة ترامب عن استخدام مصطلحات "الإسلام الراديكالي" أو "الإرهاب الإسلامي" في وصفها لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية داعش وغيرها من المتشددين، وقال عمراني "مع ذلك، فإن هذا الخلاف لن يضر بالعلاقات المتبادلة".

أعرب البعض أيضاً أثناء المؤتمر عن قلقهم حول ما تردد من أنباء عن مرشح ترامب لشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، والذي يريد أن ينقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس قبل الانتهاء من توقيع اتفاق السلام النهائي مع الفلسطينيين، جدير بالذكر أن الكونغرس قد مرر منذ فترة طويلة تشريعات تسمح بذلك، وكل ما يلزم ترامب فعله هو تخطي توقيع الوثيقة التنفيذية نصف السنوية.

إلا أن احتمالات الغضب في الشارع العربي حول رمزية انتقال سفارة الولايات المتحدة إلى القدس تتضاءل في ظل مخاوف التجاوزات الإيرانية في الشرق الأوسط، وهو ما يعد شعوراً مشتركاً بين الدبلوماسيين ورجال الأعمال وإدارة ترامب.

قال مخزومي رجال الأعمال اللبناني الذي التقى بمستشاري إدارة ترامب أثناء الانتخابات "على الأقل هذا الرجل يخبرك عما يريد بالفعل، وأعتقد أن فريق عمله مستعد لسماع الاقتراحات".

قال أحد الحضور (فضل عدم ذكر اسمه) متحدثاً عن سياسات ترامب التجارية المستقبلية باعتبارها فرصة للمنطقة "ترامب يعني الاتفاق"، وأضاف "إنه يرغب في عقد صفقات أفضل للولايات المتحدة، ولكن على كلا الطرفين أن يوافقا على الصفقة".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024