منذ سنتين | لبنان / اللواء



الصورة التذكارية، بمشاركة الرئيس نبيه برّي، أولى جلسات الحكومة الجديدة انعقدت في بعبدا، برئاسة الرئيس ميشال عون، وحضور الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء، خلالها تمّ تأليف اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري.

ومن هناك إلى السراي الكبير، الذي عاد إليه الرئيس ميقاتي مستهلاً اليوم الأوّل من نشاطه، حيث أقيم له استقبال واستعرض ثلة من حرس رئاسة الحكومة، ليرأس بعد ذلك لجنة البيان المؤلفة منه ومن 13 وزيراً يمثلون مختلف الكتل والقوى السياسية المشاركة في الحكومة (الخبر ص 2)، على ان يعقد الاجتماع الثاني قبل ظهر اليوم.

ويأتي الاجتماع في اليوم التالي، انطلاقاً من قول الرئيس ميقاتي ان «عيون اللبنانيين، شاخصة إلى الوزراء»، باعتبارهم «الأمل في هذه المرحلة»، وباعتبار الحكومة هي «حكومة الأمل والعمل».

لم تخالف الجلسة الأولى لحكومة الرئيس ميقاتي البروتوكول المتعارف عليه للجلسات الحكومية التي تعقد بعيد التأليف. الصورة التذكارية التقطت وساد الوئام في أولى الجلسات وتكتم الوزراء وحضرت المصافحات وتودد بعضهم إلى الإعلام ولوحظ حضور بعضهم بسيارته الخاصة كوزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي قاد سيارة الميني كوبر الصفراء.

وفي المحصلة اطلقت هذه الجلسة صفارة الالتزام بالعمل وعكس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة في كلامهما هذا التوجه وطلبا الإقلال من الكلام والإكثار من الأفعال وأشارا إلى التضامن والمباشرة إلى وضع إجراءات لمساعدة المواطنين.

كانت المواقف السياسية تتركز على ورش العمل، ولم تخرج عن كيليشهات المواقف الحكومية لجهة ورشة العمل وتكثيف الجلسات.

وأكدت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن الجلسات قد توزع بين قصر بعبدا والسراي وإن إنجاز البيان الوزاري لن يستغرق وقتا لأن عناوينه وأفكاره أضحت معروفة وسيحضر فيها كلام عون وميقاتي.

ولفتت هذه المصادر إلى أن ثمة تصميما لدى غالبية الوزراء للانكباب إلى ملفاتهم سريعا والبدء بأنجاز ما هو ضروري من دون تأخير على أن هناك مجموعة خطط سيصار إلى اعتمادها تحت العناوين الأنقاذية.

في هذه الأجواء، انطلقت عجلة الحكومة الجديدة «حكومة الامل والعمل»، بجلسة اولى سريعة في القصر الجمهوري تخللها تشكيل اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوازري، وضمن ممثلي الكتل الاساسية ولم يتمثل فيها وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام برغم اهمية وجوده لوضع المقترحات لتحسين الوضع الاقتصادي، ولا وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لأسباب لم تعرف، مع ان معلومات «اللواء» تشير الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو من اختار اعضاء اللجنة ولكنه فتح الباب امام من يرغب من الوزراء فلم يطلب احد الانضمام سوى وزير المهجريين عصام شرف الدين.

وكان الوزرا قد توافدوا صباحا الى القصر الجمهوري وجرت حوارات جانبية بينهم للتعارف قبل التقاط الصورة التذكارية الرسمية بحضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ثم عقدت الحكومة جلسة غير طويلة، وصفها مصدر وزاري لـ «اللواء» بأنها بروتوكولية لم تتخللها اي نقاشات سياسية من الوزراء بل كلمتين للرئيسين ميشال عون وميقاتي

وتحدث فيها رئيس الجمهورية خلال الجلسة وقال: نحن أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها. يجب ألا نضيع الوقت اذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة». وأضاف: «مطلوب إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض» .

واضاف رئيس الجمهورية: على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج انقاذي وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين. أمامنا تحديات كبيرة لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل .

 وتمنى عون على لجنة البيان الوزاري «أن تضمن البيان اضافة الى الثوابت الوطنية الافكار والمواضيع الاساسية التالية وهي على سبيل المثال:

–  خطة التعافي التي أقرّتها الحكومة السابقة.

–  ما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية.

–  إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها والتي حددت في 8 أيار 2022.

–  استكمال التحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت.

– المضي في خطة مكافحة الفساد، لا سيما مباشرة العمل بالتدقيق الجنائي.

– تأمين المستلزمات الأساسية للمواطنين.

–  إطلاق العام الدراسي بأسرع وقت ممكن.

– تحديث وتنفيذ خطة تعافي لإنقاذ البلد من الأزمة المالية.

– استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي IMF.

–  متابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية والسعي لتأمين الأموال اللازمة لضمان استمراريتها.

– اقرار وتنفيذ الخطة الاقتصادية التي أعدها المكتب العالمي الاستشاري ماكينزي (لتحفيز القطاعات الانتاجية).

–  العمل على عودة النازحين السوريين.

–  وضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي.

– تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر” بما فيها المشاريع الواردة في البرنامج الاستثماري.

 – استكمال وتنفيذ الخطة لمعالجة النفايات الصلبة.

– استكمال وتنفيذ خطة للكهرباء.

وقال ميقاتي: صحيح اننا لا نملك عصا سحرية. فالوضع صعب للغاية، ولكن بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعا، كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضا مما يأمله ويتمناه.

وأضاف، لا تخيبوا آمال اللبنانيين. لتكن اقوالكم مقرونة بالأعمال. الوقت ثمين ولا مجال لإضاعته.

وتابع ميقاتي: أننا سننكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف اذلال الناس. وأكد التنسيق الدائم بين الوزراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين أكثر من وزارة، والتنسيق بين الوزارات عند الضرورة. وشدد على ضرورة التعاون من قبل الجميع وهو أمر أساسي لإنجاح أي عمل حكومي.

وقال: أن حكومتنا ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين ولن تميز بين من هو موال او معارض، من أعلن دعمه لنا ومن لم يعلن ذلك، ومن سيمنحها ثقته بعد أيام او من سيحجبها عنها وسنمارس هذا الدور من دون أي كيدية وذلك تحت سقف القانون.

وقال وزير الاعلام جورج  قرداحي بعد الجلسة ردا على سؤال حول البيان الوازري: قال: ليس هناك من عناوين، بل ان الخطوط التي ذكرها رئيس الجمهورية يفترض باللجنة ان تأخذ بها ولكل حادث حديث.

وعن مهلة انجاز البيان الوزاري؟ اجاب: كما قال الرئيس ميقاتي في مجلس الوزراء سيكون في خلال ثلاثة أيام ان شاء الله، وكما قال أيضا فإن رئيس مجلس النواب وعده بأنه سيعمل على عقد جلسة سريعة لمجلس النواب لنيل الثقة فور الانتهاء من صياغة مسودة البيان.واوضح ان لدى رئيس الحكومة نية بتكثيف الجلسات وقد تعقد جلستان او ثلاث في الاسبوع.

لجنة البيان الوزاري

بعدجلسة مجلس الوزراء انتقال اعضاء لجنة البيان الوزاري الى السرايا الحكومية واجتمعوا برئاسة ميقاتي. وتضم لجنة البيان الوزرير الى الرئيس ميقاتي كلاّ من نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزراء العدل هنري خوري، الطاقة وليد فياض، المالية يوسف خليل، الثقافة محمد مرتضى، الداخلية بسام مولوي، التنمية الادارية نجلا رياشي، الاعلام جورج قرداحي، التربية  عباس حلبي، العمل مصطفى بيرم، والزراعة عباس الحاج حسن والمهجرين عصام شرف الدين.

 وقد وزع على الوزراء نص مشروع البيان الوزاري وجرت قراءة اولية له وقدم الوزراء بعض الملاحظات وستعقد اللجنة اجتماعاً في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية. وقال مصدر وزاري ان البيان الوزاري لن يكون فضفاضاً ولا يحمل وعوداً كثيرة وكبيرة، بل سيكون مقتضبا ويحدد مهاماً واضحة وقصيرة المدى لأبرز الاحتياجات الاساسية.

وبعد انتهاء الاجتماع، توقع وزير الإعلام جورج قرداحي الانتهاء من صياغة البيان الوزاري اليوم الثلاثاء، مضيفا: ناقشنا المسودة كاملة ووضعنا بعض الملاحظات. واعتبر وزير العمل مصطفى بيرم أن مسودة البيان الوزاري جيدة وسنأتي بلغة جديدة لمخاطبة الناس لأن الأساس هو وجع الناس. فيما قال وزير الزراعة عباس الحاج حسن: أن البيان الوزاري يحاكي أوجاع الناس وموضوع الكهرباء والدعم وكل ما طالبت به الناس في الشارع.أما وزير الطاقة وليد فياض فقال: أنني سأبذل قصارى جهدي في وزارة الطاقة من أجل تحسين وضع الكهرباء والمحروقات، وموضوع رفع الدعم يحتاج إلى البحث على مستوى عالٍ وهو مرتبط بسياسة كبرى والإمكانات التي لدينا، وإذا حصل علينا حفظ حقوق المواطنين غير القادرين.








أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024