منذ 7 سنوات | حول العالم / Huffington Post

قبل عامين، وفد سعيد القصاب مع عائلته إلى أستراليا هرباً من الحرب السورية، وفاجأ الجميع بتخرجه هذا الأسبوع، محققاً المرتبة الأولى على دفعته في واحدة من كبرى مدارس البلاد الكاثوليكية.. فكيف فعلها؟

وفي قصة سعيد (19 عاماً)، بحسب موقع بزفيد الأميركي، عبرة وإلهام كبيريْن للعديد من اللاجئين والمهاجرين الذين تعرضوا لانتقادات السياسيين ونيران الإعلام طيلة عام 2016.

وخلال هذا العام، شهدت أستراليا حملات انتخابية فيدرالية شرسة وَصَمَت اللاجئين بأنهم "أميون، شحاذو وظائف، يسرقونها من الشعب"، وفق ما كان يقوله بيتر داتون وزير الهجرة الأسترالي.

كما أعلن أحد أعضاء البرلمان في الحكومة على الملأ، أنه لن يسمح للاجئين السوريين بالاستقرار في المنطقة الإدارية التابعة للدائرة التي يمثلها.

ورغم أن هذه التصريحات أحزنت القصاب، فإنه عرف كيف يستفيد منها بشكل مدهش، يقول: "يحزنني كثيراً أنه يتم التسويق لصورة خاطئة عن اللاجئين والشعب السوري. أشعر بالحزن".

ويتابع: "كل ما أود قوله هو أنني أعطيتُ فرصة لأنجح في تعليمي. جميع أصدقائي الذين في سوريا الآن وحتى الذين في مخيمات اللجوء كانوا بمثل براعتي في الدراسة، فهم طلبة مجدون مثابرون، ويحزنني أن الصورة الخاطئة عنا هي التي تُنشر وتنتشر".

هكذا أتقنت الإنكليزية منهم

social media

حتى عام 2013، كان سعيد ووالداه وأخوه عمر من سكان مدينة حمص، وقال لموقع بزفيد إن عائلته اضطرت إلى الانتقال من حي لآخر من أحياء المدينة؛ خشية قصف قوات النظام.

"كان هناك قصف وغارات واعتقالات، كلها أخطار كنا نهرب منها. لقد تعرض أخي للاعتقال، لكنه كان محظوظاً فتمكن من الهرب والبقاء على قيد الحياة. كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لنا؛ لأننا عند تلك اللحظة قررنا أنه ما عاد لنا مُقامٌ هنا"، يروي الفتى.

وفدت العائلة إلى أستراليا من باب اللجوء، وبدأ القصاب يشاهد جلسات الأسئلة النقاشية في البرلمان لكي يتعلم الإنكليزية ويتقنها، رغم ما يتداول فيها من اتهامات للاجئين.

ويوضح القصاب: "في البرلمان، يستخدمون لغة الإقناع في الإنكليزية، لذا يتعلم المرء الإنكليزية السليمة من هناك".

ثم تعلم المزيد من التعبيرات والأساليب النقاشية الجدلية بانضمامه إلى فريق الكشافة مع أخيه الأكبر.

منحة الطب

درس القصاب بكل جد، وفي هذا الأسبوع كان تخرجه الأول على مدرسة Catholic Regional College في بلدة سايدنهام الواقعة شمال غربي ملبورن، حيث بلغ معدله 96.65 لدخول الجامعة.

وعن ذلك، يقول: "حصلت على معدل دخول جامعة بدراستي لمواد الكيمياء والعربي والرياضيات والرياضيات المتخصصة والفيزياء والإنكليزية لغير الناطقين بها".

وقد منحته جامعة موناش العريقة في ملبورن منحة دراسية يرجح أنه سيقبلها ويبدأ في دراسة الطب عام 2017.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024