منذ سنتين | صحف / الأنباء

 يتحضر اللبنانيون غدا الأربعاء الى الأسوأ، الى مرحلةٍ جديدةٍ من حياتهم على وقع قرع طبول رفع الدعم الذي ذاقوا ‏معه الأمرّين مع تفلت الدولار وغلاء الأسعار وفشل الحكومة في إدارة هذه الأزمة غير المسبوقة، وترك المواطن ‏اللبناني فريسة التجار والمحتكرين والمهربين والمنصات المشبوهة، فبلغ سعر صرف الدولار عتبة الـ20 ألفاً ورئيس ‏حكومة تصريف الأعمال يسأل: "هل يمكن لمنصة مجهولة أن تتحكم بمصير بلد بكامله، ولا نقدر أن نطالها أو ‏نحاسبها؟‎".‎


إنطلاقاُ من هذه الصورة القاتمة يمكن إستخلاص معالم المرحلة المقبلة، وأمام هذا المشهد دعا رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري إلى عقد جلسة تشريعية يومي الأربعاء والخميس، وعلى جدول أعمالها مناقشة مشروع البطاقة التمويلية والبحث ‏عن مصادر تمويلها، فهل ينجح النواب بإقرار البطاقة بعد فشل الحكومة بمعالجة الأزمة الإقتصادية وإجراء إحصاء ‏دقيق للعائلات الأشد فقراً في لبنان؟ وهل ما يحصل في الأيام الماضية من تجمعات وقطع طرقات وإحتجاجات أمام ‏محطات المحروقات مقدمة لإنفجار إجتماعي؟ أم ستكون البطاقة التمويلية إكسير الحياة الذي يتنظره اللبنانيون منذ أكثر ‏من سنتين؟‎.‎


الجواب على هذا السؤال يبقى رهن بما سوف يقرره المجلس النيابي بخصوص هذه البطاقة وتجنب إعتمادها كبطاقة ‏إنتخابية أو رشوة إنتخابية كما حصل بالنسبة لسلسلة الرتب والرواتب في الإنتخابات الماضية‎.‎


الخبير الإقتصادي أديب طعمة توقع "حصول إضطرابات في أكثر من منطقة إحتجاجاُ على قرار رفع الدعم في غياب ‏الحل الذي يساعد الناس على الصمود، فالناس لم تعد تستطيع تحمل كل هذه الأعباء، وهذا سيقود الى ضغط خارجي قد ‏يؤدي إلى إنهيار الطبقة السياسية بعد تنفيذ سلسلة عقوبات أوروبية ضدها، ما قد يساعد على فلتان الشارع من جديد‎".‎


طعمة استبعد عبر "الأنباء" الإلكرونية "أي محاولة لإنقاذ الوضع لأن من بيدهم أمر الحل والربط فقدوا شرعيتهم ‏وأضاعوا هامش الحل، فإذا كان الفرنسي والأميركي يتهموهم بالسرقة، فكيف يمكن إستعادة ثقة الناس بهم؟"، قائلا: ‏‏"حتى لو تشكلت حكومة جديدة، لن تكون أفضل من حكومة حسان دياب وستكون أمام خيارين، إما محاسبة الفاسدين ‏أو تغطيتهم"، متوقعاً أن يصل سعر صفيحة البنزين الى ما بين الـ150 ألف و200 ألف ليرة‎".‎


وقال طعمة: "لقد أصبحنا في مرحلة العد العكسي وفي مرحلة الوقت الضائع، فالأمور إنتهت، لا كهرباء ولا مياه، وإذا ‏تم إستيراد البنزين من إيران فالعقوبات بإنتظارنا"، ملمحاً الى إعطاء الجيش دوراً كبيراً في ضبط الأمن أو الذهاب الى ‏الفوضى والفوضى نهاية لبنان‎".‎


في هذه الأثناء، دخل قرار تسعير المحروقات وفق سعر 3900 حيّز التنفيذ، ولكن الى أي مدى سيستطيع مصرف لبنان ‏الاستمرار بالدعم حتى وفق هذه الالية؟ مصادر مصرف لبنان أوضحت "أن الحكومة المستقيلة قررت الإستدانة من ‏مصرف لبنان لدعم المحروقات لمدة 90 يوماً، أي طوال أشهر الصيف وتحديداً لآخر أيلول، وقد يصار الى تمديد ‏الفترة"، مشيرة الى أن "هذا الحل مؤقت وليس مستداماً، فالحل السليم يفرض أن تعطي الناس مساعدات مباشرة ‏بالدولار الأميركي من خلال البطاقة التمويلية، فالدعم سيتوقف إذا لم تتشكل حكومة تأخذ على عاتقها تأمين وسائل ‏التمويل وتذهب للتفاوض مع صندوق النقد‎".‎


المصادر لفتت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية الى "أن مهمة مصرف لبنان في الوقت الحاضر تتركز على مساعدة ‏الناس، ففي حال تم رفع الدعم كلياً تصبح صفيحة البنزين بـ200 ألف ليرة"، واصفة الإقتراض من مصرف لبنان ‏بالحل القانوني بموجب قانون النقد والتسليف رقم 91‏‎.‎


وقالت المصادر: "إن لبنان ملزم بإعطاء قرض مشروط يجب تسديده لأن غايته تأمين سيولة على سعر 3900 ليرة‎".‎


وعن طريقة تسديد الدين والحكومة مفلسة، أحالت المصادر الجواب على الحكومة مقدرةً إستحالة رد الأموال، مضيفة ‏‏"الحكومة لا تستطيع تسديد الدين منذ أن توقفت عن تسديد سندات الخزينة أو ما يعرف باليوروبوند فالمصارف لم ترد ‏الودائع للناس لأنها إدانتها للدولة، والدولة توقفت عن تسديد الدين، والسؤال هو كيف أدانت المصارف دولة مدينة؟ ‏ولكن الحق ليس على المصارف بقدر ما هو على الدولة‎". ‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024