منذ 7 سنوات | العالم العربي / 24.ae

في الولايات المتحدة وكذلك في العراق، يسود إجماع على أن عملية التطهير العسكرية حالياً في تركيا، سوف تعيق العمليات الحربية التركية ضد داعش.

وكتب مايكل روبين، باحث مقيم في معهد انتربرايز الأمريكي، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، يركز في أبحاثه على الشرق الأوسط وتركيا وإيران، أن ثلث القادة العسكريين الأتراك معتقلون حالياً، وقد نقل عدد آخر إلى مناطق جديدة. ولذا فقد بات مؤكداً أن الجيش التركي لن يكون قادراً على القيام بواجبه، وحتى لو طالبه الرئيس رجب طيب أردوغان بذلك.

تشكيك
ويقول روبين إن العديد في الدوائر الأمريكية، ونظراءهم في العراق، يعتقدون أن أردوغان يدعم داعش سلباً، إن لم يكن فعلياً. وفي كثير من النواحي، يشبه ما يجري في تركيا الوضع في باكستان التي تتحدث عن محاربة الإرهاب في أفغانستان، بينما تبقى أكبر داعم خارجي لطالبان.

تساؤل
لكن هناك من يتساءل، برأي روبين، عما إذا كانت بغداد ستشهد انقلابا ًمماثلاً لما جرى في أنقرة. في الواقع، توجد فوارق كبيرة بين العاصمتين. فقد أحكم أردوغان قبضته على السلطة في تركيا منذ ١٣ عاماً، وهو يتجه اليوم نحو مرحلة من الحكم المطلق. ومنذ استعاد العراق سيادته في عام ٢٠٠٤، حكمته أربع حكومات، لم يتمتع أي منها بنفس المستوى من السيطرة.

حكومات سيئة
ويلفت مايكل روبين إلى أن كلا البلدين، العراق وتركيا، يشهدان انهياراً شاملاً. فقد ولد بعد سقوط صدام، أكثر من ٤٠٪ من سكان العراق. وإذا أضفنا هؤلاء إلى من كانوا موجودين في ذلك الوقت، يصير لدينا أكثر من نصف السكان، لا يعرفون سوى حكومات سيئة، وليست لديهم معرفة أو ذكريات عن أخطار الديكتاتورية.

انهيار
ويلفت الكاتب إلى أن الجيش العراقي قد يكون في وضع أسوأ مما هو عليه الجيش التركي اليوم، مما لا يمكنه من تنفيذ انقلاب. لكن للعراق، كجارته الشمالية تركيا، تاريخاً طويلاً في الانقلابات.

ولا يعتقد روبين باحتمال وقوع مثل تلك المحاولة، ولكن إذا تحركت أية وحدة عسكرية، قد لا ينزل العراقيون إلى الشوارع دعماً للحكومة في المنطقة الخضراء.

وعلى افتراض أن الاستقرار ساد في العراق، تمهد ديكتاتورية أردوغان لحدوث توتر أكبر بين أنقرة وبغداد.

نهج طائفي
ويشير روبين إلى كون أردوغان طائفياً بطبيعته، وربما يكره الشيعة أكثر من كرهه لليهود، ما يعني أنه سيوجه حكومته لعرقلة انتعاش الاقتصاد والنمو في العراق، لا لسبب وجيه سوى كرههه للطريقة التي تصلي بها غالبية العراقيين.

ويدرك جميع المراقبين أن تركيا دعمت حرباً طائفية في المنطقة، وهم يرون أن واقع السياسات في الشرق الأوسط توحي باحتمال أن تشن تركيا وإيران حرباً طائفية بالوكالة في العراق، فيما يتظاهران بوجود علاقات ودية فيما بينهما.

القضية الكردية
من ثم هناك القضية الكردية. ولن يستطيع الجيش التركي محاربة داعش، كما أنه يعجز عن قمع تمرد كردي يحصل حالياً في جنوب شرق تركيا.

يقول روبين إن تشديد أردوغان لسلطته قد يفيد رئيس كردستان العراق، مسعود البارزاني، لأن الرجلين شريكان تجاريان.

العمال الكردستاني
كذلك تساعد فوضى في تركيا في تقوية حزب العمال الكردستاني، الذي يتمتع بشعبية متنامية في كردستان العراق( وخاصة بين الأيزيديين)، وبسبب فساد أسرة البارزاني.

لا شيء من هذا يرسم مستقبلاً واعداً. لكن لا شيء مؤكداً، وباختصار يراقب العراقيون عن كثب ما يجري في تركيا، وتبقى التكنهات سيدة الموقف هناك.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024