منذ سنتين | صحف / الجمهورية

ها هو الأسبوع الثاني من الشهر العاشر يبدأ اليوم، ولبنان واللبنانيون ‏في قبضة الحقد والكراهية العمياء اللذين يتسيّدان المشهد السياسي ‏ويتحكمان بالمسار الحكومي منذ استقالة حكومة حسان دياب في ‏شهر آب من العام الماضي.‏


البلد انتهى وضاع، فلا العظات الدينية استطاعت ان تخرق آذان ‏القابضين على الحكومة، ولا النصائح الدولية التي باتت تنظر الى ‏لبنان بعين الشفقة والرأفة والتحسّر عليه وتحذّر من الآتي الاعظم ‏والاخطر، وجدت من بين هؤلاء من يتمتع ولو بحد أدنى من الوطنية ‏والحس بالمسؤولية حيال النكبة التي حلت بهذا البلد، ولا صوت ‏الجائعين الذي عبر القارات ووصل صداه الى كل الكرة الارضية، حَرّك ‏خليّة احساس لدى معطلي التأليف للافراج عن حكومة يجمع العالم ‏بأسره انها تشكل فرصة أمل لوضع لبنان.‏


أما قضائياً، قرر مجلس شورى الدولة بالإجماع ردّ طلب القاضية غادة ‏عون واعتبار قرار القاضي الرئيس غسان عويدات نافذاً.‏
وأوصى القرار بضم الطلب المقدم من القاضية عون بوقف تنفيذ قرار ‏توزيع أعمال النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان الى أساس ‏الدعوى، ما يُبقي قرار القاضي الرئيس غسان عويدات نافذاً الى حين ‏البت بالمراجعة.‏


واعتبرت مصادر متابعة للملف، أن الصراع يبدو على صلاحية النائب ‏العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، فبعد أن قرر ‏النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات تحديد صلاحيتها، اتخذ ‏الامر منحى قضائياً خطيراً الى درجة أن مراجع قضائية كبيرة كادت أن ‏تضع استقالتها على الطاولة في حال تمكنت المراجع السياسية ‏الداعمة للقاضية غادة عون من إنتزاع قرار من مجلس القضايا في ‏مجلس شورى الدولة بوقف تنفيذ قرار النائب العام التمييزي، والذي ‏أكدت مصادر قضائية على أن الأمر كان ليشكل الحلقة الأخيرة من ‏حملة تدمير هيبة السلطة القضائية من خلال ممارسة القاضي غاده ‏عون.‏


وبعد جلسات مذاكرة لهيئة القضايا في مجلس شورى الدولة، صدر ‏أمس قرار بالإجماع عن أعضاء الهيئة بضمّ طلب وقف تنفيذ قرار ‏النائب العام التمييزي الى أساس النزاع، والذي يفسره القانونيون على ‏أنه الخطوة الأولى في خسارة الدعوى، أي رد طلب القاضية عون ‏بإبطال قرار القاضي غسان عويدات.‏


واستتبع الأمر الطلب من مجلس القضاء الأعلى إعطاء رأيه في طلب ‏القاضية عون، مما يعني إشراك القضاء العدلي بالقرار، فيما أن ‏المطلع على الأمر يدرك أن رأي مجلس القضاء الأعلى واضح بهذا ‏الشأن، وهو الوقوف مع قرار النائب العام التمييزي بهذا الشأن، مما ‏يعني بحسب مصادر قضائية، التوجه الى ردّ طلب القاضية عون.‏
‏ ‏
كل ذلك غلبه الحقد المعطِّل، والشريكان اللدودان في عملية التأليف ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ‏ماضيان في ما يشبه لعبة شراء الوقت من رصيد البلد وعلى حساب ‏اللبنانيين، وليس هناك من كلام مباشر او غير مباشر بينهما، سوى ‏صراعهما المحتدم بلغة الشروط ذاتها التي صغّرت البلد الى ما دون ‏سلعة رخيصة ملقاة على قارعة الاعتبارات السياسية والحزبية ‏والشخصية، فيما المواطن مشتّت حتى الرمق الاخير، واما الدولة ‏فصارت بلا اي معنى؛ دولة محطّمة، فلتان كامل وافلاس في كل ‏شيء، وفقدت هيبتها، وصارت اضعف من أن تردع تاجرا فاجرا، ‏ولحّاماً وبائع "فراريج" يتشاركون جميعاً في نهب جيوب اللبنانيين ‏الى جانب مافيات الدولار ومحطات المحروقات ولصوص السلع ‏المدعومة والتهريب عبر كل المعابر والحدود المدعوم والمغطى من ‏المحميات السياسية. وما تسمّى حكومة تصريف اعمال صارت عنواناً ‏للتخبّط والتخريب كالسوس تنخر بسوء ادارتها ما تبقى من اعمدة ‏قائمة في الهيكل اللبناني المتداعي.‏
‏ ‏
هذه هي صورة بلد يوشك أن يصبح دماراً شاملاً، عنوانه اليوم عتمة ‏شاملة على كلّ المستويات وستضاف اليها بعد ايام قليلة عتمة ‏الكهرباء. فماذا بعد؟ وأيّ خراب يريده المعطلون اكثر من هذا الخراب ‏الذي حلّ بهذا البلد المنكوب لكي يحيدوا عن مسار التخريب المتعمّد ‏الذي ينتهجونه؟
‏ ‏
سقوط وساطات
في المعلومات، قبل عيد الفطر، أمل اللبنانيون في فسحة انفراج ‏بعده، ولكن كالعادة خاب أملهم، فالمعنيون بملف التأليف ثابتون ‏على المنحى التعطيلي لم يحيدوا عنه قيد أنملة، بل على العكس من ‏ذلك، وعلى ما يقول العالمون بخفايا امور المعطلين، ازداد الأمر ‏تصلّباً، وما بين الرئيس عون وفريقه السياسي وبين الرئيس الحريري ‏وفريقه السياسي حقيقة ثابتة وهي ان كل طرف يريد ان يُخضع ‏الطرف الآخر ويلغيه، ولا احد منهما يريد ان يتكلّم مع الآخر الا تحت ‏سقف الشروط المعطّلة، او يبادر في اتجاه الآخر بأيّ خطوة من باب ‏حسن النية لفتح باب النقاش لبلوغ تفاهم على حكومة.‏
وفي المعلومات الأكيدة ايضاً أنّ القابضين على الحكومة أحبطوا ‏محاولات أخيرة سعى من خلالها وسطاء خلال عطلة العيد، عبر ‏اتصالات هاتفية وعبر الواتساب في داخل بيروت وخارجها، لإقناعهم ‏بتقديم الحكومة عيدية للبنانيين بعد عيد الفطر، خصوصاً انّ مصير ‏البلد صار على المحك، وحال اللبنانيين صارت بالويل والكارثة حلّت ‏بكلّ بيت، وصار لا بد من اخراج الحكومة من قفص الشروط، والنزول ‏الى الناس.‏
‏ ‏
جريمة فظيعة
وحال البلد، بشقيه المعطل حكومياً، والمنهار اقتصاديا واجتماعيا ‏والمفلس ماليا، كانت مدار حديث هاتفي مطوّل بين مرجعين سياسي ‏وديني في عطلة العيد، وصلا فيه الى خلاصة مشتركة مفادها ان ‏لبنان لم يشهد في تاريخه هذه اللامبالاة واللامسؤولية التي تتحكم ‏به، ان ما يجري هو جريمة فظيعة ترتكب بحق لبنان واللبنانيين، ‏والتمادي فيها سيقذف لبنان في المجهول، وسيدفّع اللبنانيين أثماناً ‏كارثية.‏
في النقاش بين المرجعين، وبحسب معلومات موثوقة، تأكيد على ان ‏كرة التأليف في ملعب الرئيسين عون والحريري، وبيدهما وحدهما ان ‏يحلا المسألة الآن إن شاءا ذلك، وعلى ما بات معلوما ان ثمة عقدة ‏وحيدة ماثلة في طريق الحكومة هي عقدة الوزيرين المسيحيَّين. ‏وهي عقدة ليست مستعصية على الحل، فثمة سبل عديدة يمكن ‏اتّباعها لإيجاد مخرج لها. ولعل احدها وربما اكثرها قبولا هو دور ‏مساعد يمكن ان يلعبه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة ‏بطرس الراعي في هذا المجال.‏
وبحسب المعلومات فإنّ المرجعين التقيا على التأكيد بان لا وجود لأي ‏عامل تعطيل خارجي، وان كل ما قيل في هذا السياق ما هو سوى ‏كلام واهٍ ومحاولة هروب من المسؤولية، فكما أن التأليف قرار داخلي، ‏كذلك التعطيل هو قرار داخلي ايضا ولا دخل للخارج فيه. وهذا ما ‏اكده الجامعة العربية ومصر، وكذلك الاميركيون والفرنسيون الذين ‏كانوا اكثر من مشجعين في اتجاه التأليف.‏
‏(إشارة هنا الى ان مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل وفي ‏زيارته الاخيرة الى بيروت، كان في منتهى الصراحة والوضوح حيال ‏تشكيل حكومة سريعاً برئاسة سعد الحريري، وقبله ما أعلنته السفيرة ‏الاميركية دوروثي شيا من على باب القصر الجمهوري لجهة ان الاوان ‏آن للتخلي عن الشروط المعطلة. وكذلك الامر بالنسبة الى الجانب ‏الفرنسي الذي تجنّد منذ اطلاق مبادرته الانقاذية في آب 2020، لتشكيل ‏حكومة مهمة، ولكنه فُشّل بعدما اصطدم بحائط الشروط المعطلة ما ‏دفعه في آخر المطاف الى إبراز مخالبه واتخاذ خطوات عقابية بحق ‏من سمّاهم معطّلو الحل في لبنان).‏
‏ ‏
سبقنا العالم
ولقد زاد المرجع السياسي على ما دار في النقاش بينه وبين المرجع ‏قائلاً: من البداية قلت ان المعطلين في الداخل وليسوا من الخارج، ‏واقاموا القيامة على هذا الكلام ولم يقعدوها، ولننظر اليوم الى ‏الخريطة الدولية، فلا احد في العالم مهتم بلبنان، او مكترث به، ‏وينتابني شعور بأن لبنان لم يعد يعني احداً في الخارج، لأننا سبقناه ‏الى ذلك حينما اثبتنا لكل العالم بأدائنا المعطل وتجاهلنا لأزمتنا ‏واسبابها ونتائجها الكارثية بأنّ بلدنا لا يعنينا.‏
‏ ‏
انا خائف
في السياق نفسه، تندرج قراءة سوداوية لمسؤول كبير حول مستقبل ‏الوضع في لبنان خلص فيها الى القول: مع القطيعة القائمة بين عون ‏والحريري لا امل بأيّ فرج، المستقبل اسود ولا ارى فيه سوى العتمة ‏ويغمرني خوف شديد من انحدار الامور الى ما هو اسوأ واخطر مما ‏نعيشه في هذه الايام.‏
ومبعث خوف المسؤول الكبير متأتٍ من مصدرين: الأول، هو المدى ‏الكارثي الذي بلغته الازمة والذي قد يصل في وقت ليس ببعيد الى ‏حد يستعصي على اي علاج. والثاني، تطورات الوضع في فلسطين ‏المحتلة التي تهدد نارها بالتمدد الى كل المحيط، وفي مقدم ذلك ‏لبنان الذي يعد الخاصرة الاكثر رخاوة في كل المحيط.‏
واذا كانت الازمة الدخلية تستوجب، كما يقول المسؤول عينه، تشكيل ‏حكومة للبدء بعملية الانقاذ، فإنّ التطور الثاني يستدعي اكثر فأكثر ‏
الاقدام فوراً على تحصين الداخل على كل المستويات، ويأتي في ‏مقدمة ذلك تشكيل حكومة تكون على جهوزية تامة لمواجهة اي ‏طارىء. ‏
وبالتالي، فإنّ ما يجري في فلسطين مفتوح على شتى الاحتمالات، ‏وهذا سبب اضافي محفّز للبنانيين على محاولة الاستفادة من هذا ‏الظرف وتمرير حكومة تمسك بزمام البلد في هذه المرحلة القاتمة، ‏والا فإننا قد نصل مع وضعنا المعطّل الى مرحلة يوضع البلد فيها ‏في عين العاصفة الخارجية الى جانب عاصفة الازمة الداخلية، وتفلت ‏الامور من ايدينا نهائيا ويدخل بلدنا حقبة جديدة لا افق لها.‏
‏ ‏
الديبلوماسيون قلقون
على ان اللافت للانتباه في هذا السياق، ما اكد عليه ديبلوماسيون ‏عربيون واوروبيون في الايام الاخيرة لجهة النأي بلبنان عن توترات ‏المنطقة. وعكس بعض الديبلوماسيين الغربيين خشية من ان تكون ‏التحركات التي جرت بالقرب من الحدود، والتي كان "حزب الله" حاضرا ‏فيها مع مجموعات فلسطينية، مقدّمة لعمل ما يؤدي الى توتر على ‏الحدود. وربطاً بذلك تحدثت مصادر واسعة الاطلاع عما سمّتها ‏تطمينات قيل انها من صدرت من جانب "حزب الله" تفيد بأن الحزب ‏ليس في وارد الدخول على خط التوتر الفلسطيني. وثمّة تنسيق كامل ‏بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لحفظ الامن في المنطقة.‏
ونقل في هذا السياق عن سفير دولة عربية كبرى داعمة للتفاهم ‏الداخلي على حكومة، تأكيده على الحفاظ على استقرار لبنان، ودعوته ‏الحثيثة الى المسؤولين في لبنان الى المسارعة لترتيب وضعهم ‏الداخلي. وعلم ان هذا السفير ابلغ مسؤولا كبيرا قوله ما حرفيته: ‏الوضع في المنطقة يبعث على القلق، والواضح ان الاسرائيليين ‏عازمون على ابقاء التصعيد وثمة جهات دولية تدعمهم، بدليل ان ‏مجلس الامن أخفق في الاتفاق على وقف لإطلاق النار. يعني ذلك ان ‏الوضع مفتوح، ثم ان الوضع الداخلي في لبنان في ذروة انهياره ‏اقتصاديا وماليا. كل ذلك يحتّم عليكم ان تسارعوا الى تشكيل حكومة، ‏والمجتمع الدولي ما زال مستعدا لتقديم المساعدات لكم في ظل ‏حكومة تباشر في الاصلاحات المطلوبة. واذا كان في لبنان من يعتقد ‏ان في الامكان الانتظار الى حين جلاء الامور في المنطقة فهذا اعتقاد ‏خاطىء، الحل بيدكم، ونحن ندعم التفاهم بين الرئيس عون والرئيس ‏الحريري، وكلما تأخرتم في تشكيل الحكومة ستدفعون الثمن وحدكم.‏
‏ ‏
باريس: تقويم سلبي
في هذا الوقت، تفيد اجواء العاصمة الفرنسية بأنّ باريس عادت الى ‏المربع الاول في مقاربتها للملف اللبناني، ولا سيما من زاوية التأكيد ‏ان المبادرة الفرنسية قائمة إنما ليست بالشكل الذي كانت عليه في ‏الاشهر الماضية.‏
ونقلت مصادر ديبلوماسية من باريس انّ المسؤولين الفرنسيين ‏المحبطين من القادة في لبنان، أجروا تقويما سلبيا لنتائج زيارة وزير ‏الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت، وخلاصة ذلك ان لا ‏مبادرات مباشرة تجاه لبنان حاليا، ما خلا برنامج الضغوط والعقوبات ‏التي تقرّر فرضها على معطلي الحل وتشكيل حكومة في لبنان.‏
الا ان المصادر تلفت الانتباه الى انه على الرغم من المقاربة الفرنسية ‏العالية النبرة حيال الملف اللبناني، فإنّ المسؤولين الفرنسيين ما ‏زالوا ‏
ينتظرون ان يتلقوا اشارات ايجابية ملموسة من القادة اللبنانيين، ‏يؤكدون من خلالها الالتزام الفعلي بالمبادرة وتشكيل حكومة مهمة ‏وفق مندرجاتها. وحول رسالة رئيس الجمهورية الى الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون قالت المصادر لـ"الجمهورية": بمعزل عما حَوته هذه ‏الرسالة سواء توضيحات او تبريرات، فالجواب الفرنسي الذي يمكن ان ‏يأتي عليها سبق ان جرى التعبير عنه في محطات عديدة للرئيس ‏ماكرون ووزير خارجيته في بيروت وخلاصته: ساعدوا انفسكم ‏لنساعدكم، أنتم اخطأتم بحق بلدكم ويجب ان تتراجعوا عن الخطأ وما ‏زالت امامكم الفرصة متاحة لكي تدخلوا بلدكم في الحل، ولفتح باب ‏المساعدات الدولية اليه. والاهم في الموقف الفرنسي هو ان اي ‏رسائل توجّه الى الايليزيه او الى الكي دورسيه لن يكون لها اي تأثير ‏على قرار العقوبات، ولن تبدل فيها شيئاً، فما تقرر في هذا الشأن قد ‏تقرر.‏
‏ ‏
عون
الى ذلك، اكد رئيس الجمهورية خلال استقباله امس نائبة وزير ‏الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الايطالية مارينا سيريني ‏‏"أن تشكيل حكومة جديدة له الاولوية حالياً في عملنا السياسي على ‏الرغم من العقبات التي تواجه هذه المسألة من الداخل والخارج، لكننا ‏لن نوفر اي جهد للوصول الى هذا الهدف وتشكيل حكومة تكون من ‏اولى مهامها تحقيق الاصلاحات المطلوبة واستكمال مكافحة الفساد ‏الذي يعانيه لبنان، اضافة الى التدقيق المالي الجنائي الذي يشكل ‏المدخل الحقيقي لهذه الاصلاحات". وشدد على "ضرورة دعم الدول ‏الصديقة للبنان، وفي مقدمها ايطاليا، في سعيه لاستعادة الاموال ‏التي هرّبت الى الخارج، لا سيما الى مصارف اوروبية"، لافتا الى ان ‏‏"مكافحة الفساد تعيد الانتظام الى البنية الاقتصادية للدولة بإداراتها ‏ومؤسساتها كافة".‏
كما اكد عون ان الممارسة الديموقراطية في لبنان مُصانة على الرغم ‏من كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وستترجم في الانتخابات ‏النيابة والبلدية المقبلة التي ستجري في موعدها في العام 2022.‏
‏ ‏
أمل: السقوف العالية
بدورها، شددت حركة "أمل"، في بيان لمكتبها السياسي أمس، على انه ‏‏"حان الوقت للتراجع عن السقوف العالية والمطالب الضيقة الأفق من ‏أجل مصلحة اللبنانيين، وإنجاز تشكيل الحكومة للنهوض بورشة ‏استدراك الانهيار الشامل، والقيام بالاصلاحات المطلوبة كي لا يكون ‏مصير لبنان ورقة في مهب ريح ما يُرسم للمنطقة.‏
‏ ‏
المستقبل
وفي السياق الحكومي ايضا، قال الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد ‏الحريري، امس، ان الامور حكومياً "لا تزال على حالها"، مؤكدا على ‏‏"الايمان الكبير للرئيس سعد الحريري بهذا البلد لإيصاله الى بر الامان ‏بأي طريقة من الطرق ولكن من خارج ما يتم التداول به اليوم".‏
وعمّا يشاع عن اعتذار الحريري شدد على "أن الرئيس المكلف كان ‏واضحاً ولم يصدر عنه اي شيء، وان كل ما صدر عبارة عن تسريبات ‏اعلامية، وستكون له مواقف واضحة في المرحلة المقبلة بما فيها ‏مصلحة البلد وهموم الناس مع دراسته لكل الخطوات والخيارات ‏للوصول الى القرار الصحيح".‏
‏ ‏
القوات: التهريب
من جهة ثانية، وجّه نواب تكتل "الجمهورية القوية": أنيس نصار، بيار ‏بو عاصي، وهبه قاطيشا، زياد الحواط، جورج عقيص وجوزيف إسحق، ‏عريضة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، طالبوا فيها "تأليف لجنة ‏تحقيق برلمانية في موضوع التهريب عبر الحدود اللبنانية والمنافذ ‏البرية والجوية والبحرية، لا سيما حادثة تهريب المخدرات والمؤثرات ‏العقلية إلى المملكة العربية السعودية التي ضبطت بتاريخ ‏‏23/4/2021".‏
وفنّد النواب المذكورون، بحسب بيان، "الأسباب والوقائع لحال ‏الإنفلات الأمني على الحدود اللبنانية وفي منافذ لبنان البحرية ‏والجوية والبرية، وتحديد كل أنواع المسؤوليات السياسية والإدارية ‏والأمنية عن وصول لبنان إلى هذه الحال".‏
‏ ‏
منصّة إفتراضية!‏
يا فرحة ما تمّت... بهذه العبارة يمكن وصف ما جرى امس على صعيد ‏إطلاق العمل في المنصة الالكترونية لمصرف لبنان. وفيما تم الاعلان ‏ان المنصة قد باشرت عملها، تبين لاحقاً، وعلى طريقة العمل ‏الافتراضي "الدارج" في هذه الايام، انّ المنصة انطلقت افتراضياً، ‏لكنها لم تبدأ نشاطها عملياً، بدليل انه لم يتم تدوال اي دولار أو ليرة ‏عبرها. ومن دون صدور ايضاحات، انتشرت تكهنات مفادها ان العمل ‏الفعلي سيبدأ اليوم.‏
وبانتظار ما سيجري اليوم، لا تزال بعض النقاط الغامضة تحيط بآلية ‏عمل المنصة، ومن ضمنها مستوى حجم تدخّل مصرف لبنان لمنع ‏التقلبات الحادة في سعر الصرف. كذلك من غير الواضح حتى الآن اذا ‏ما كان سيتم اعتماد سعر مرجعي مُواز للسعر السائد في السوق ‏السوداء، ام سيتم الانطلاق من سعر أدنى، على أمل ان تتم الموازنة ‏بين العرض والطلب، ويتراجع سعر الدولار بنسبة صغيرة.‏
في كل الاحوال لا تزال النتائج غير مؤكدة، خصوصاً انّ آلية عمل ‏المنصة ستكون شبيهة بآلية عمل السوق السوداء، أي ان تمويلها ‏سيكون ذاتياً، ومن خلال بيع وشراء الدولار من قبل المتداولين.‏
لكن الملاحظة اللافتة أمس، انه وبالتزامن مع انطلاق المنصة نظرياً، ‏وبانتظار بدء عملها الفعلي اليوم، واصل سعر صرف الدولار ارتفاعه ‏في السوق السوداء ووصل الى 12700 ليرة، الامر الذي أثار تساؤلات ‏عن قدرة المنصة على خفض هذا السعر لاحقاً.‏


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024