منذ سنتين | صحف / الأنباء

قبل أقل من شهرين على الكارثة المتوقعة مع موعد رفع الدعم عن المحروقات والدواء والسلع الأساسية الضرورية ‏لحياة المواطنين، على الرغم من انقطاعها عملانياً منذ أكثر من شهرين أو تخزينها لبيعها بأسعار خيالية، كما هو حال ‏الزيت وحليب الأطفال واللحوم التي أصبحت كالعملة النادرة، كما الدولار المفقود أو ودائع اللبنانيين المجهولة ‏المصير، يواظب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على إعلان عزمه ترك الأمور في المنحى الخطير، ‏عبر رفضه التحرك نحو ترشيد الدعم وربطه كل العملية بتأمين التمويل للبطاقة التموينية حتى ولو كان ذلك من ‏الاحتياطي الإلزامي الذي يستنزفه الدعم العشوائي الحالي‎.‎


ورغم أن الخطط العملانية لترشيد الدعم والبطاقة التمويلية موجودة وكان طرحها منذ أشهر الحزب التقدمي الإشتراكي ‏واللقاء الديمقراطي، فإن دياب الذي أصم أذنيه عن الاقتراح، تغاضى حتى الساعة عن كل طرح من شأنه منع وقوع ‏الكارثة، وباتت فسحة الوقت المتاحة ضيقة جدا‎.‎


مصادر حكومية كشفت لـ"الأنباء" الإلكترونية عن إجتماع سيعقد مساء اليوم للجنة الإقتصادية في الحكومة لإقرار خطة ‏البطاقة التمويلية ليصار بعدها لتحويلها الى مجلس النواب لدراستها ووضع التعديلات اللازمة عليها قبل أن تصبح ‏نافذة، ما يرجح عدم رفع الدعم عن السلع الأساسية قبل العمل بهذه البطاقة‎.‎


في هذا السياق، تحدث الخبير الإقتصادي والمالي أنطوان فرح لـ"الأنباء" الإلكترونية عن المشاكل المحيطة بالبطاقة ‏التمويلية، سائلاً "هل اللوائح التي ستعد تتضمن أسماء المستفيدين منها؟ ستشمل القطاع العام؟ وفي حال شموله ماذا ‏سيكون مصير القطاع الخاص؟"، متوقعاً "حدوث مشكلة كبيرة إذا ما استثني القطاع العام منها وخاصةً أن هناك ‏عناصر ورتباء في الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وهذا الأمر ينطبق على صغار الضباط وقد يؤدي ذلك الى إهتزاز ‏الوضع الأمني بعد إقرار البطاقة، وهذه الفئة المشار إليها هي التي تتولى ضبط الأمن وبالتالي لا يمكن حرمانها من ‏الإستفادة من التقديمات"، متوقعاً "إرتفاع الأسعار أكثر مما هي عليه، الأمر الذي قد يولد ضغطًا مضاعفاً على موظفي ‏القطاعين العام والخاص‎".‎


وسأل فرح: "هل يمكن أن تشمل البطاقة التمويلية غالبية المواطنين؟ وهل سيكون هناك محسوبيات وتدخلات ‏ووسطات كما يحصل عادةً في الأمور المشابهة ومن سيتولى ضبط الوضع عند حصول مثل هذه التجاوزات؟‎".‎


فرح أشار الى "قرار لم يكشف عنه بعد، خلاصته أن البطاقة ستكون هذه المرة بالدولار وليس بالليرة اللبنانية كما كان ‏الإتجاه سابقاً، لكن هناك علامات إستفهام حول وسيلة التمويل، فالقسم الأول منه سيكون حتماً من البنك الدولي، أما ‏القسم الثاني لا يزال بإنتظار الجواب القطري"، مشيراً الى أن "دياب أثناء تواجده في قطر كان تلقى أجواءً إيجابية‎".‎


وقال فرح: "لو كان هناك مليون عائلة تحت خط الفقر وتم إعطاء كل عائلة 100 دولار، فإن ذلك سيؤدي حتماً الى ‏تخفيف الضغط عن السوق السوداء، في وقت نجد أن الدعم القائم للسلع يذهب الجزء الأكبر منه تنفيعات وفوائد للتجار ‏الكبار". ويبقى بنظره "التوقيت أفضل من المضمون في مثل هذه الحالة، فلو اتخذ القرار من تسعة أشهر أو عشرة ‏أشهر، لكنا وفرنا على الناس كل هذه المعاناة‎".‎


وعن إقتراح السماح للمودعين سحب الـ‎"Fresh money" ‎من ودائعهم لحل المشكلة، أشار الى "عدم قدرة المصارف ‏على تأمين الدولار للناس، فالودائع بالمبدأ ليست موجودة إلا على الورق حتى تعود الماكينة الإقتصادية الى العمل ‏بشكل عادي، والدليل ما يحصل من مشاكل حول عدم إقرار الدولار الطالبي"، مضيفا: "إن الحل بقرض البنك الدولي ‏والمساعدات التي قد تأتي سواء من قطر أو من غير قطر مع إستفادة جزئية ومؤقتة من الإحتياطي الإلزامي‎".‎


سياسيا وفي ظل التحركات اللافتة إقليميا على خط السعودية التي تردد أن وفدا رسميا منها زار دمشق، فيما تتحضر ‏لجولة مفاوضات جديدة مع طهران وفق تلميحات مسؤولي البلدن، فإن المبادرة الفرنسية على موعد مع محاولة إنعاش ‏ربما اخيرة عبر زيارة وزير الخارجية جان ايف لودريان الى لبنان، حيث توقعت مصادر متابعة للزيارة أن يلتقي ‏الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري‎.‎


المصادر أشارت عبر "الأنباء" الالكترونية الى أن الوزير الفرنسي سيعتمد في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين ‏‏"أسلوب العصا والجزرة وأنه سيناقش مع الذين يلتقيهم الإجراءات التي تتخذها فرنسا في حال فشل المبادرة التي أطلقها ‏الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الصنوبر‎".‎


المصادر أكدت ان "لا تعارض بين الجهود الفرنسية والمساعي الروسية لحل الأزمة اللبنانية لأنها تصب في هدف ‏واحد هو مساعدة لبنان على النهوض واستعادة دوره السياسي والاقتصادي في المنطقة‎".‎


‎ ‎من جهته، اشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار الى ان "نجاح مساعي لودريان مرتبطة بتطور الأمور باتجاه ‏الأفضل، لأن إصرار فريق عون - باسيل على تشكيل حكومة بمواصفات تتناقض مع روحية المبادرة الفرنسية، وما ‏كان يعوّل عليه اللبنانيون من حكومة اختصاصيين لا تضم بين وزرائها حزبيين ومن دون ثلث معطل، يعني أنه لن ‏يكون هناك أمل بتطور الأمور إيجابا‎".‎


وأضاف الحجار في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية: "إذا لم تتمكن القوى الدولية من الضغط على إيران لتطلب من ‏حزب الله تسهيل تشكيل الحكومة، الذي يضغط بدوره على فريق عون - باسيل للتأليف، فإن البلد حتما ذاهب الى ‏الانهيار‎". ‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024