منذ 3 سنوات | صحف / الأنباء


 لم تفلح كل المبادرات الداخلية والخارجية في إحداث كوّة في الجدار الحكومي العالق بين فكيّ ‏كماشة بعبدا وبيت الوسط، فيما تسير كل الأمور في البلد على وقع الأزمة والتشتت الرسمي ‏على كافة المستويات، فحكومة تصريف الأعمال تخلّت عن واجباتها لصالح اجتماعات تبقى ‏مقرراتها حبراً على ورق، وعلى هذا النحو جاء الاجتماع في قصر بعبدا لمتابعة قضية تهريب ‏المخدرات الى الدول العربية والقرار السعودي بوقف تصدير المنتوجات الزراعية اللبنانية الى ‏أراضيها‎.‎


مصادر سياسية مواكبة أعربت في اتصال مع جريدة "الأنباء" الالكترونية عن "خيبة أمل" ‏كبيرة من القرارات التي وصفتها "بالصبيانية"، والتي صدرت عن الاجتماع، سائلة عن ‏‏"أسباب غياب الإجراءات الصارمة التي يمكن أن تطمئن السعودية ودول مجلس التعاون ‏الخليجي ويمكن أن تعطي إشارة بأن ما حصل لم يتكرر تحت أي ظرف، خاصة وأن عملية ‏توضيب شحنة الرمان المخدّر جرت في سوريا وتم نقلها الى لبنان حيث تم تغيير شهادة ‏منشئها قبل إعادة شحنها الى المملكة، وبالتالي كان لا بد من اجراءات عاجلة بحق المتورطين ‏خاصة وأنه من المؤكد وجود مَن سهّل المهمة لبنانياً‎".‎


المصادر تمنت لو أنه "لم يُعقد الاجتماع الأمني في بعبدا وتكليف الوزراء المعنيين، لكان ‏الوضع أفضل بكثير من أن يتم عقد اجتماع موسّع يعجز عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم ‏تكرار الحادثة، والاكتفاء بالتمنّي على السعودية العودة عن قرارها بأسلوب انشائي لا أكثر ولا ‏أقل‎".‎


تزامناً، أشارت مصادر أمنية عبر "الأنباء" الالكترونية الى أن "الأخطر من شحنة الكبتاغون ‏هو كيفية مرور الشاحنة التي كانت تقلّها عبر معبر شرعي، والخطورة أنه يوجد في هذا ‏المعبر ما يكفي من العناصر الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وجمارك وأمن عام"، مع ‏اشارتها الى "ثغرة أساسية تتمثل بعدم وجود أجهزة "سكانر" على المعابر اللبنانية، وهذا له ‏تفسير واحد أننا في لبنان أصبحنا في دولة محكومة من مافيات"، مبدية أسفها "لتحوّل لبنان ‏الى كولومبيا الشرق ومعبر لانتقال المخدرات الى العديد من الدول‎".‎


هذا التردد الرسمي عن المعالجة الجذرية لمشكلة التهريب بات يشكل عبئا كبيرا على لبنان، ‏اقتصاديا من خلال استنزاف مقدرات الخزينة من العملة الصعبة عبر تهريب المحروقات ‏والسلع المدعومة من لبنان الى سوريا، والآن سياسيا وأمنيًا من خلال هزّ ثقة العالم العربي ‏بلبنان، وإقفال باب دعم أساسي للبنان، خاصة وأن 96 في المئة من الصادرات الزراعية ‏تذهب الى الدول العربية بما يعادل 55 مليون دولار سنويا، المبلغ الذي سيخسره لبنان كما ‏المزارعون إذا لم تعالج الدولة مسببات القرار السعودي، في وقت لبنان بأمسّ الحاجة لأي ‏مصدر يدخل العملة الصعبة الى البلد في ظرفه الصعب‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024