منذ 7 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8

هزيمة المسلحين في حلب بعدما سيطرت القوات السورية على 93 في المئة من المدينة لم تمر بلا مقابل، وكانت الفدية مدينة تدمر، فبعد 3  أيام من المعارك سيطر داعش على كامل المدينة.

الطيران السوري والروسي لم يستسلم ونفذ حملة قصف مكثفة استهدفت مواقع "داعش" في ضاحية العامرية وجبل هيان وجبل الطار وحي الصناعة في المدينة ومحيط المشفى ما أدى إلى تراجع التنظيم وانسحابه من كل المناطق التي دخلها صباح السبت وليعود الجيش السوري ويسيطر على المناطق التي انسحب منها التنظيم.

لكن "داعش" أعاد لملمة صفوفه مُستقدماً قوات من دير الزور والرقة، وهاجم مدينة تدمر وأعاد سيطرته على جبل الطار الإستراتيجي وجبل هايل وضاحية العامرية إضافة إلى سيطرته على القلعة الأثرية ما مكّنه من السيطرة نارياً على غالبية أحياء المدينة ليبدأ الجيش السوري بعدها بإجلاء السكان المدنيين.

لا ندري من الذي دفع بداعش للهجوم على تدمر؟ لكن يمكن القول أن هذا تصفية حساب حلب، أو كما قال الكرملين أن تكثيف هجمات "داعش"، واستيلاءه على تدمر جاء على خلفية انعدام التعاون العملي من الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أمريكا، في محاربة الإرهاب.

هذه الوقائع الميدانية المستجدة والمفاجأة دفعت بالجيش السوري إلى استقدام تعزيزات بشرية ولوجستية الى تدمر، وإرسال رسائل عبر شبكتي الهاتف العاملتين في سوريا ال mtn و سيرياتيل منذ مساء أمس وجاء فيهما: "كي تنال شرف الدفاع عن سورية انتسب إلى الفيلق الخامس اقتحام"، "وكن واحداً من صانعي الانتصار".

يذكر أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، أعلنت رسمياً في 22 تشرين الثاني، عن تشكيل فيلق جديد من المقاتلين المتطوعين، باسم "الفيلق الخامس اقتحام"، بهدف القضاء على الإرهاب.

وقال الجيش العربي السوري في بيان، تعليقاً على أهداف هذه الخطوة، إنها تأتي استجابة للتطورات المتسارعة للأحداث، وتعزيزاً لنجاحات القوات المسلحة بمهمة القضاء على الإرهاب، لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية.

ودعت القيادة العامة للجيش جميع المواطنين الراغبين في الانضمام للفيلق إلى مراجعة مراكز الاستقبال في المحافظات، موضحة في البيان أن المراكز المعنية تقع في قيادة المنطقة الجنوبية، وقيادة موقع دمشق، وقيادة الفرقة العاشرة في قطنا، وقيادة المنطقة الوسطى في حمص، وقيادة موقع حماة، وكلية الشؤون الإدارية في مصياف، وقيادة المنطقة الشمالية في حلب، وقيادة موقع طرطوس، وقيادة المنطقة الساحلية في اللاذقية، وقيادة الفرقة الخامسة في درعا، وقيادة الفرقة 15 في السويداء.

وأضافت القيادة العامة للجيش أنه يمكن لأي مواطن مراجعة أي مركز من مراكز الاستقبال بغض النظر عن المحافظة التي ينتمي لها، مشيرة إلى أن أبناء المنطقة الشرقية يمكنهم مراجعة جميع المراكز في المحافظات كافة.

ولفتت القيادة العامة للجيش إلى فتح باب التطوع أمام المواطنين الذكور، غير المكلفين بخدمة العلم أو فارين منها، ممن أتموا الـ18 من عمرهم ولائقين صحيا.

وبيّن البيان أنه يقبل في الفيلق الخامس اقتحام الراغبون ممن أدوا خدمة العلم من جميع الفئات ضباط وصف ضباط وأفراد إضافة إلى الراغبين من العاملين في الدولة بموجب عقد لمدة سنة قابل للتجديد شرط الحصول على موافقة الجهة التي يعملون لديها.

وختمت القيادة العامة للجيش بيانها بالتأكيد على أن يحتفظ العاملون في الدولة، إضافة للرواتب التي سيتقاضونها من الفيلق، بجميع الحقوق والمزايا التي يحصلون عليها في أماكن عملهم من راتب وعلاوات وترقيات وحوافز.

وكان "الفيلق الرابع-اقتحام" أنشئ في 8 تشرين الأول 2015 من "قوات النخبة" في الجيش التي تجيد مهارات حرب العصابات وقتال الشوارع.

الجدير بالذكر أن سقوط تدمر مجدداً في أيدي المسلحين، جاء بعد مرور 8 أشهر على تحريرها لكن اللغز الرئيسي فيكمن في كيفية تسلل مثل هذا العدد الكبير من المسلحين إلى محيط المدينة بشكل مفاجئ لبدء الهجوم، فهل ينجح داعش في إحداث هزة جديدة في المعادلة العسكرية في سوريا؟ وهل هذا يحتّم على القيادة السورية تعزيز حمايتهما تحسباً لأي طارىء ما دفعها إلى الاستنجاد بالمواطنين عبر الهواتف؟ وعلى ماذا يدل إقدام الجيش السوري على مثل هذه الخطوة؟


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024