منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : عدا عن بلوغ انفصام السلطة، حدّ توجيه الرئيس ميشال عون تحذيراً إلى من وصفه بـ"الجانب ‏اللبناني" في المفاوضات مع شركة التدقيق الجنائي وكأنه رئيس جمهورية "الجانب الخصم"... ‏يبدو أنّ باريس اقتنعت بأن الرهان على عون لبتّ معضلة التأليف لن يقدّم ولن يؤخر طالما ‏القرار الفصل في قصر بعبدا هو لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي باتت ‏الرئاسة الفرنسية تحمّله المسؤولية المباشرة عن تعطيل ولادة الحكومة، لأسباب تتمحور في ‏جوهرها حول حاجته المُلحّة إلى "إثبات الوجود" بعد تقهقر حظوظه الرئاسية وتدهور شعبيته ‏الحزبية والمسيحية‎.

وعليه، انتقلت عملية الدفع باتجاه استيلاد الحكومة اللبنانية من تبديد العقد السياسية إلى تذليل ‏‏"العقد النفسية"، حسبما وصفتها مصادر مواكبة للملف الحكومي، موضحةً أنّ زيارة باسيل ‏المرتقبة إلى باريس ستكون "إذا حصلت" بمثابة "جائزة ترضية" له، يعوّل على استثمارها في ‏سبيل "إعادة تعويم نفسه دولياً بعد العقوبات الأميركية عليه، من خلال تصوير لقائه مع ‏الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه "لقاء ندّي حاسم في مسار التأليف رغم أنه ذاهب ‏في حقيقة المشهد "زحفاً زحفاً" نحو الإليزيه بعدما لم يوفّر وسيلة استجداء ولا وساطة لإقناع ‏الفرنسيين بأن يقبلوا استقباله‎!".

وإذ سعى رئيس "التيار الوطني" خلال الساعات الأخيرة إلى تعميم أجواء تتنكّر لوساطة ‏المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وللجهود الحثيثة التي بذلها في سبيل تأمين زيارة ‏باريس، جزمت مصادر معنية بترتيبات الزيارة بأنّ "ابراهيم هو الذي أبلغ باسيل بموعد ‏الزيارة، وعقد معه ليل أمس اجتماعاً، بحضور مسؤول في "حزب الله"، لوضع اللمسات ‏الأخيرة على أجندة المباحثات مع الفرنسيين"، مشددةً على أنّ شرط القبول بإجراء هذه ‏المباحثات هو أن يحمل باسيل معه "موافقة مسبقة" على وقف التعطيل وقبوله بتأليف حكومة ‏بلا ثلث معطل "وإلا فلا داعي للزيارة‎".

وفي هذا السياق، كشفت المصادر أنّ "رسائل حازمة" تبلغها باسيل خلال الأيام الأخيرة، سواءً ‏من اللواء ابراهيم أو من سفير لبنان في باريس رامي عدوان، مفادها بأنّ الجانب الفرنسي ‏جدي في مسألة فرض عقوبات على معرقلي التأليف في حال لم تتشكل الحكومة خلال الأسبوع ‏الجاري، وبموجب هذه الرسائل لم يعد أمام باسيل سوى أن يحسم خياراته، على قاعدة أنّ ‏‏"استقباله في الإليزيه يترتب عليه الامتثال الفوري للرغبة الفرنسية في ولادة الحكومة الإنقاذية ‏والتخلي عن كل الحسابات السياسية والشخصية التي يضعها لعرقلة التشكيل‎".

وفي حين نقلت أوساط سياسية معلومات مساءً تفيد بأنّ "حزب الله" غير متحمّس لعقد لقاءات ‏في باريس، سواءً كانت أحادية أو ثنائية أو متعددة الأطراف، لأنه سينتج عنها "التزامات لن ‏يكون بمقدور باسيل أو غيره من الأفرقاء اللبنانيين التنصّل منها فور عودتهم إلى بيروت"، لم ‏تستبعد هذه الأوساط أن يحصل تعديل في مواعيد الزيارة الفرنسية إذا ما استشعر رئيس ‏‏"التيار الوطني الحر" أنه غير قادر على استثمارها لمصلحته في مواجهة رئيس الحكومة ‏المكلف سعد الحريري، الذي لا يستحسن فكرة عقد لقاء ثنائي مع باسيل في باريس يتجاوز ‏الأصول الدستورية كون التأليف إنما يتم بالاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية حصراً، وعلمت ‏‏"نداء الوطن" أنّ الحريري يتجه إلى زيارة الفاتيكان خلال الساعات الـ72 المقبلة‎.

تزامناً، تتجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت وما سينقله من ‏رسائل خلال مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين، وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" أنّ ‏شكري "لا يحمل معه مبادرة مصرية معينة لكنه سيركّز على إيلاء القاهرة اهتماماً بالغاً ‏بمسألة تشكيل الحكومة اللبنانية باعتبارها أولوية مطلقة في المرحلة الراهنة لإنقاذ لبنان، وهو ‏سيؤكد مباركة صيغة الحل المتداولة لتشكيل الحكومة وفق تشكيلة الـ "888" على أن يصار ‏إلى الإسراع في تأليفها من دون أن يكون فيها أي ثلث معطل‎".

وفي هذا الإطار سينقل وزير الخارجية المصري أمام من سيلتقيهم "أنّ الرئيس عبد الفتاح ‏السيسي يعتبر مصر معنية بأن تشكّل قوة دفع عربية أساسية لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته ‏ومنع انهياره"، وكشفت المصادر أنه يعتزم لقاء الرؤساء عون والحريري ونبيه بري، ‏بالإضافة إلى زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي والاستماع منه إلى وجهة نظره حيال ‏‏"مسببات الأزمة ومعوقات الحل"، لكنّ جدول زيارته لم يكن يلحظ حتى مساء أمس أي لقاء ‏مع رئيس "التيار الوطني الحر"، مع الإشارة إلى أنه لم يلتق به أيضاً خلال زيارته الأخيرة ‏لبيروت‎.‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024